الأخبارتقاريرليبيا

الدبيبة.. عندما تكون السلطة هي الغاية الوحيدة

هل تحول الدبيبة إلى رمز للانتهازية السياسية؟

أخبار ليبيا 24

  • تراجع الدبيبة عن وعوده.. هل أخطأ الليبيون بحساباته؟
  • التطبيع وأزماته.. مسار محفوف بالمخاطر على ليبيا
  • قرارات أحادية الجانب.. هل يُفقد الدبيبة شرعيته؟
  • المال والميليشيات.. أداة الدبيبة لتثبيت حكمه؟

الدبيبة.. من التعهدات إلى المناورات في سبيل السلطة

السياسة لعبة الكواليس
السياسة في ليبيا ليست مجرد لعبة صناديق أو شعارات، بل مشهد مُعقد من الكواليس والمصالح. وسط هذا المشهد، يُبرز عبد الحميد الدبيبة نموذجًا جديدًا للحاكم الذي يُجادل الجميع بأنه مستعد لفعل أي شيء ليبقى على كرسيه.

التعهدات الانتخابية.. كلام على الهواء؟
في بداية رحلته كرئيس لحكومة الوحدة الوطنية، صرح الدبيبة مرارًا وتكرارًا بعدم نيته  الترشح للانتخابات المقبلة، لكن سرعان ما انقلب على وعوده. وبرر ذلك بعبارات لا تحمل سوى الغموض، مؤكدًا أن التزامه “ليس قانونيًا”، بل مجرد “التزام أدبي“.

هذا التناقض بين القول والفعل ألقى بظلاله على مصداقيته أمام الشعب، مما فتح الباب للتساؤلات: هل يمكن الوثوق بوعود الزعماء في بيئة سياسية غير مستقرة؟

التطبيع.. خطوة على طريق محفوف بالألغام
اختار عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية طريقًا شائكًا عبر محاولته التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، متصورًا أن ذلك قد يعزز مكانته الدولية. لكن هذه الخطوة جاءت بتداعيات عكسية، حيث أشعلت موجة غضب شعبي، وصلت إلى الشوارع والميادين.

محاكمة الدبيبة وبلحاج.. ملفات الإرهاب والفساد تتكشف

رد فعله كان سريعًا، لكنه اتسم بالفوضى، حيث أقال وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش وحمّلها المسؤولية الكاملة. هذه الخطوة أبرزت جانبه الذي يميل إلى التضحية بالآخرين مقابل إنقاذ نفسه.

التسليم لأمريكا.. دولة أم فرد؟
في خطوة أثارت استنكارًا واسعًا، قرر الدبيبة تسليم المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة، متجاهلًا مؤسسات الدولة. لم يكن القرار مدعومًا بإجراءات قانونية، مما جعله يبدو أقرب إلى “صفقة سياسية” هدفها إرضاء الإدارة الأمريكية.

هذه الخطوة لم تكن فقط تجاوزًا للدستور، بل كانت أيضًا إشارة واضحة إلى أن الدبيبة لا يتردد في تقديم تنازلات تمس السيادة الوطنية مقابل استمراره في الحكم.

المليشيات والمال العام.. الوجه الآخر للدبيبة
في بلد تعصف به الفوضى، يدرك الدبيبة جيدًا أن البقاء لا يتحقق إلا عبر الميليشيات المسلحة. لهذا السبب، عمد إلى تخصيص أموال ضخمة لضمان ولاء هذه الجماعات.

هذه السياسة تعكس فهمًا براغماتيًا لموازين القوى على الأرض، لكنها في الوقت ذاته، تعزز حالة الانقسام والفوضى، حيث تتحول الدولة إلى مجرد خزانة لتمويل النزاعات الداخلية.

حكومة الدبيبة.. من الأمل إلى الانهيار والاتهامات بالفساد

تعالي الحاكم.. إهانة الشعب والوزراء
تصرفات الدبيبة ليست محصورة في السياسة فقط، بل تتجاوز إلى أسلوبه في التعامل مع من حوله. تصريحاته الاستفزازية، مثل وصفه لوزير التعليم بـ”الكركوبة”، أو قوله إن الشعب “يبي يأكل بلاش”، تعكس صورة حاكم ينظر إلى الجميع من برج عالٍ.

هذا السلوك لا يخلق فقط فجوة بينه وبين الشعب، بل يكشف أيضًا عن أزمة داخلية تعكس انعدام ثقته بمن حوله.

إرث ثقيل ومصير مجهول
الدبيبة يمثل نموذجًا للحاكم الذي لا يتردد في خوض معارك مفتوحة على جميع الجبهات، فقط ليبقى في المشهد السياسي. لكنه في الوقت ذاته يترك وراءه إرثًا من التناقضات، بين شعارات شعبوية وأفعال تستهدف مصالح ضيقة.

المشهد الليبي بحاجة إلى قيادة تتحلى بالشفافية والشجاعة لمواجهة التحديات، لا إلى قيادة تغرق في المناورات والانتهازية. الدرس واضح: الشعب لا ينسى، والتاريخ لا يغفر.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى