
أخبار ليبيا 24
-
لجنة خبراء ليبية لمراجعة القوانين الانتخابية
-
إعادة تشكيل الحكومة: خطوة جديدة أم تكرار للفشل؟
-
بين المبادرة المحلية والأممية: جدوى الحلول المقترحة
-
كيف يواجه الواقع الليبي تحديات المصالحة الوطنية و الأزمة الليبية؟
بين المبادرات المتعثرة والمبادرة الأممية.. هل نجد حلاً للأزمة الليبية
منذ سنوات، يعيش المشهد السياسي الليبي في حالة اضطراب دائم، حيث تعاقبت المبادرات الواعدة بإنهاء الصراع، ولكنها انتهت بلا نتائج ملموسة تُذكر. بين المبادرات المحلية التي تصطدم بالمصالح الضيقة، والمبادرات الإقليمية التي تفتقر إلى المتابعة الجدية، تبقى الأزمة الليبية عالقة في حالة من الجمود.
ولادة مبادرة جديدة
أعلنت القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري، عن مبادرة سياسية تُثير تساؤلات جديدة حول إمكانية تجاوز العقبات التي أعاقت سابقاتها. تتضمن المبادرة تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين لمعالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية التي طالما كانت حجر عثرة أمام أي تقدم سياسي.
ورغم أن المبادرة الجديدة تحمل عناصر مختلفة عن المبادرات السابقة، إلا أن السياق الليبي يشير إلى تحديات جمّة. فهل تكون هذه المبادرة مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المحاولات الفاشلة، أم أنها تُمثل فرصة حقيقية للتغيير؟
المبادرات السابقة: أخطاء ونتائج
عند الحديث عن المبادرات السابقة، نجد أن معظمها لم يستوعب تعقيدات النزاع الليبي. وفق مراقبين، كانت هذه المبادرات أقرب إلى استعراض سياسي منها إلى محاولات جادة للتغيير. ولعل آخر الأمثلة على ذلك، مبادرة “الطاولة الخماسية” التي اقترحها المبعوث الأممي السابق، عبد الله باتيلي، نهاية العام الماضي، والتي باءت بالفشل بسبب غياب توافق فعلي بين الأطراف المشاركة.
أما المبادرات المحلية، فهي لم تكن بمنأى عن الانتقادات. فقد أُطلق عليها وصف “حمى المبادرات”، حيث تكرر تقديمها دون أن تُضيف جديدًا يُذكر. كانت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أيضًا جزءًا من المشهد، ولكنهما لم يقدما حلولاً مستدامة.
هل تُحدث مبادرة خوري فرقًا؟
في المقابل، تبدو مبادرة خوري مختلفة من حيث تركيزها على آليات جديدة للتعامل مع النزاع. فبدلاً من التركيز على جمع الأطراف المتنازعة في طاولة واحدة، تقترح خوري إنشاء لجنة وطنية مستقلة تعمل على إيجاد حلول ملموسة للقضايا الخلافية.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه الجديد قد يُعيد تشكيل مفهوم الحل السياسي في ليبيا، حيث يبتعد عن منطق التمثيل التقليدي الذي هيمن على المحاولات السابقة، ليتبنى نهج “التحكيم”، مما قد يعزز من فرص نجاحه.
الواقع الليبي: تحديات كبرى
ومع ذلك، يبقى الواقع الليبي مليئًا بالتحديات. فالانقسامات السياسية العميقة، وتضارب المصالح بين الأطراف المحلية والإقليمية، تجعل من الصعب تحقيق أي تقدم دون توافق حقيقي وشامل.
إلى جانب ذلك، فإن هناك حاجة ملحّة لإعادة بناء الثقة بين الليبيين أنفسهم، وهو أمر يتطلب جهودًا طويلة المدى. المبادرات وحدها لن تكون كافية إذا لم تترافق مع إرادة سياسية واضحة.
الطريق إلى الأمام
قد تكون مبادرة خوري فرصة لإعادة النظر في أسس الحلول المقترحة. ولكن يبقى السؤال: هل ستنجح الأطراف الليبية والدولية في تجاوز الماضي والعمل معًا لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأزمة الليبية، فإما أن تكون المبادرة الجديدة بداية لانفراجة مرتقبة، أو حلقة جديدة في سلسلة الفشل.