
أخبار ليبيا 24
-
دعم واسع لمبادرة خوري من قوى مصراتة المدنية
-
مطالبات بتوحيد المؤسسات واستعادة السيادة الليبية
-
إشراك الكفاءات الوطنية لضمان تمثيل شامل للشعب
مصراتة تحتضن مبادرة خوري: آمال وطنية في مواجهة التحديات الليبية
في ظل الأزمات المستمرة التي تعصف بالمشهد الليبي منذ ثورة 17 فبراير، جاءت مبادرة خوري كصيحة أمل جديدة وسط التعقيدات السياسية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تهدد كيان الدولة واستقرارها. أعلنت قوى فاعلة ومؤسسات مجتمع مدني في مدينة مصراتة، عبر بيان مشترك، دعمها الكامل لهذه المبادرة التي اعتبرتها فرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف الليبية وإطلاق حوار وطني شامل.
بيان مصراتة: صوت العقل الوطني
في بيانها الصادر، شددت قوى مصراتة على أن الحل للأزمة الليبية يتطلب إشراك شخصيات وطنية تتمتع بالكفاءة والنزاهة في أي حوار وطني مقبل. واعتبرت أن هذا الشرط أساسي لضمان تمثيل عادل لجميع مكونات الشعب الليبي بعيداً عن المصالح الضيقة التي لطالما أعاقت الحلول السياسية. كما دعت إلى تشكيل حكومة وطنية موحدة تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الليبي، وأهمها تسخير كافة الإمكانيات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
توحيد المؤسسات واستعادة السيادة
وألقى البيان الضوء على ضرورة توحيد المؤسسات الوطنية، سواء الأمنية أو العسكرية أو الاقتصادية، تحت مظلة الدولة الليبية بما يعزز سيادتها واستقرارها على كامل أراضيها. واعتبر أن استمرار الانقسام المؤسسي يشكل خطراً مباشراً على مستقبل البلاد. كما دعا البيان إلى خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة بشكل فوري، مطالباً بتحديد جدول زمني واضح وملزم لتنفيذ هذا الانسحاب، بما يضمن استعادة السيادة الليبية الكاملة.
تحديات ما بعد 17 فبراير: قراءة للأوضاع الراهنة
منذ الإطاحة بالنظام السابق، تعيش ليبيا في دوامة من الانقسامات السياسية، التدخلات الخارجية، الأزمات الاقتصادية، وتهديد السلم المجتمعي. هذا الواقع، الذي تفاقم بفعل غياب رؤية وطنية موحدة، جعل البلاد عالقة بين الأطماع الدولية والصراعات الداخلية التي تستنزف مقدراتها. يرى المراقبون أن مبادرة خوري قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ ليبيا من هذا النفق المظلم، شريطة أن تحظى بدعم حقيقي من جميع الأطراف.

الحوار الوطني: الطريق نحو المصالحة
أكدت قوى مصراتة في بيانها على أهمية تعزيز الحوار الوطني الشامل الذي يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية. واعتبرت أن بناء الثقة بين كافة أطياف الشعب الليبي هو الخطوة الأولى نحو إعادة الاستقرار. كما دعت إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا والعمل بجدية مع المبادرات الوطنية والدولية لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في السلام والوحدة.
التحديات أمام تنفيذ المبادرة
رغم ما تحمله مبادرة خوري من آمال، إلا أن تنفيذها على أرض الواقع يواجه عقبات كبيرة. فهناك أطراف في المشهد السياسي الليبي تتمسك بمواقعها وترفض أي تنازل يمكن أن يهدد نفوذها. كما أن التدخلات الخارجية المستمرة تعقّد الوضع أكثر، حيث تسعى بعض الدول لتحقيق أجنداتها على حساب المصلحة الوطنية الليبية.
موقف قوى مصراتة: رسالة واضحة للأطراف السياسية
من خلال دعمها لمبادرة خوري، أرسلت قوى مصراتة رسالة واضحة إلى جميع الأطراف السياسية، مفادها أن الوقت قد حان لتجاوز المصالح الضيقة والعمل من أجل ليبيا الواحدة. ودعت البيان الأطراف الحالية، سواء التشريعية أو التنفيذية، إلى عدم التمسك بمواقعها وإعطاء الأولوية لمصلحة الوطن. وأكدت أن مصير ليبيا ومستقبلها مرتبط بوحدة أبنائها وتكاتفهم في مواجهة التحديات.
خاتمة: نافذة أمل رغم الصعوبات
بين التحديات والفرص، يبقى أمل الليبيين في تحقيق السلام والوحدة قائماً. ومع دعم قوى مصراتة لمبادرة خوري، تبرز نافذة جديدة نحو بناء مستقبل أفضل. إلا أن هذا يتطلب تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لضمان نجاح هذه المبادرة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي.