أخبار ليبيا 24
-
توقيع اتفاق ثلاثي لدراسة وتنفيذ طريق تشاد-مصر عبر ليبيا
-
المشروع يسعى لتحسين التبادل التجاري ونقل البضائع عبر الساحل
-
دور شركة “المقاولون العرب” في تنفيذ الدراسات الفنية للطريق
-
تشاد تؤكد أهمية المشروع لتحسين الاتصال والبنية التحتية
طريق تشاد-مصر عبر ليبيا: حلم الربط الإقليمي يتحول إلى واقع
في خطوة تعكس تطلعات ثلاث دول لتعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التنمية المستدامة، وقّعت مصر وتشاد وليبيا بروتوكول اتفاق يهدف إلى إنشاء طريق بري يربط بين تشاد و مصر مرورًا بالأراضي الليبية. يمثل هذا المشروع رؤية مشتركة لتوسيع شبكة الربط العابر للحدود وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين دول المنطقة.
الاتفاق الذي وقّعته الأطراف الثلاثة يأتي كتتويج لجهود مكثفة استمرت لشهور، حيث وقّع وزير البنية التحتية وفك العزلة وصيانة الطرق التشادي عزيز محمد صالح، والمهندس أحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة “المقاولون العرب” المصرية، على الاتفاق في العاصمة التشادية. يهدف الاتفاق إلى بدء الدراسات اللازمة لإنشاء الطريق الذي يُتوقع أن يُحدث تغييرًا جذريًا في حركة النقل والتجارة بين تشاد ومصر.
التكامل الإقليمي في قلب المشروع
يتسم المشروع بأهمية خاصة، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضًا من الناحية الاجتماعية. إذ يُتوقع أن يسهم الطريق في تعزيز الاتصال بين المجتمعات الحدودية، مما يُسهّل حركة الأفراد والبضائع عبر منطقة الساحل. وأكد المهندس أحمد العصار أن المشروع يمثل نقلة نوعية في التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى دور مصر في دعم التنمية الإقليمية من خلال شركاتها الرائدة.
من جانبه، عبّر الوزير التشادي عزيز محمد صالح عن امتنان بلاده لهذه الخطوة، مشددًا على أن المشروع يشكل أولوية استراتيجية لتشاد. وأوضح أن الطريق سيعمل على تحسين الاتصال البري بين تشاد ومصر، ما يُسهم في تعزيز التبادل الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
دور ليبيا في المشروع
تشكل الأراضي الليبية الرابط الأساسي بين تشاد ومصر في هذا المشروع الطموح. وتأتي هذه المبادرة بعد أن وقّعت شركة “المقاولون العرب” اتفاقية مماثلة في سبتمبر الماضي مع صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا لتنفيذ جزء من الطريق ضمن الأراضي الليبية. وبهذا يكتمل الاتفاق لتنفيذ الطريق في جميع الدول الثلاث، ما يتيح البدء الفوري لأعمال الدراسة والتنفيذ.
فرص وتحديات
رغم الإمكانيات الواعدة التي يحملها المشروع، إلا أن التحديات المرتبطة بالاستقرار الأمني والبنية التحتية في المنطقة قد تشكل عائقًا. ومع ذلك، تبدو الأطراف المعنية ملتزمة بمواجهة هذه التحديات، حيث أعرب رئيس الوزراء التشادي عن التزام حكومته بدعم هذا المشروع وتقديم التسهيلات اللازمة.
نظرة مستقبلية
المبادرة ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل هي خطوة استراتيجية نحو تحقيق التكامل الإقليمي. مع اكتمال الدراسات الفنية وانطلاق أعمال التنفيذ، يُتوقع أن يُسهم المشروع في تغيير ديناميكيات التجارة والنقل في المنطقة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الاقتصادات المحلية والإقليمية.
في ظل تعاون الأطراف الثلاثة وإصرارهم على تحقيق النجاح، يبدو أن حلم الربط بين تشاد ومصر عبر ليبيا أصبح أقرب إلى الواقع. ومع بدء تنفيذ المشروع، ستكون هناك فرصة لتقييم أثره على تحسين حياة المواطنين وتعزيز التعاون الإقليمي في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.
