الأخبارليبيا

عقيلة صالح: توافق قريب لتشكيل الحكومة الجديدة

آلية جديدة لاختيار رئيس الحكومة الليبية المقبلة

أخبار ليبيا 24

  • مجلس النواب يضع آلية صارمة لاختيار رئيس الحكومة.
  • عقيلة صالح يتوقع توافقاً وطنياً خلال أيام.
  • تشكيل الحكومة الجديدة يعتمد على توقيعات النواب والدولة.
  • خطوات حاسمة لقيادة ليبيا نحو الانتخابات المقبلة.

تحليل نقدي لحكومة الدبيبة والفشل المستمر

في مشهد سياسي يعكس التدهور المزمن الذي تشهده ليبيا تحت حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية، خرج رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ليعلن عن خطوة تبدو وكأنها بصيص أمل في نفق طويل مظلم. صالح أشار في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” إلى وضع آلية لاختيار رئيس حكومة جديدة، وهو تصريح قد يبدو للبعض مجرد إعلان تقليدي، لكنه في عمقه يسلط الضوء على حالة الإحباط العام من حكومة لا تزال تراوح مكانها وسط عجز صارخ عن تحقيق تطلعات الشعب الليبي.

آلية جديدة أم محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

الآلية التي أعلنها صالح تبدو للوهلة الأولى كخطوة مدروسة، حيث تعتمد على حصول المرشح لرئاسة الحكومة على توقيعات من أعضاء مجلسي النواب والدولة، في إشارة واضحة إلى ضرورة التوافق الوطني. ولكن هل هذا التوافق ممكن في ظل حالة الاستقطاب السياسي التي كرّسها الدبيبة وحكومته؟

إن حكومة الدبيبة، التي جاءت تحت وعود بتحقيق استقرار سياسي وإجراء انتخابات، أظهرت فشلاً ذريعاً في كلا الجانبين. لم تتمكن هذه الحكومة من تحقيق وحدة وطنية حقيقية، بل كانت أحد أسباب تعميق الانقسام السياسي.

الدعم الدولي: ضغوط أم مباركة؟

صالح أكد أنه تم إبلاغ الدول المعنية بالآلية الجديدة. لكن هذا يفتح الباب لتساؤل آخر: هل هذا الدعم الدولي هو ضغط لإنهاء ولاية حكومة الدبيبة، أم أنه مجرد مباركة روتينية لا تعكس تغييراً حقيقياً في ميزان القوى السياسية؟

لقد اعتمد الدبيبة على الدعم الدولي في كثير من الأحيان كدرع لتبرير سياساته، لكنه فشل في ترجمة هذا الدعم إلى نجاحات ملموسة على الأرض. الوضع الأمني متدهور، والاقتصاد يعاني، والمواطن الليبي يعيش تحت وطأة أزمات متفاقمة دون حلول.

الإصلاحات: حلم بعيد المنال

الحديث عن آلية جديدة واعدة لتشكيل الحكومة قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس ضماناً للنجاح. حكومة الدبيبة قدمت وعوداً كثيرة دون نتائج، وها هي ليبيا تجد نفسها مجدداً تبحث عن تغيير في القيادة كحل وحيد للخروج من أزمتها الراهنة.

الدبيبة أضاع الفرصة لبناء مؤسسات دولة حقيقية، بل اعتمد على المحسوبية وسياسات ترقيعية لإطالة أمد حكومته، مما جعلها عالة على المواطن الليبي.

الحل يكمن في التوافق الوطني الحقيقي

إذا كانت ليبيا تأمل في الخروج من هذا المأزق السياسي، فإن الحل لا يكمن فقط في تغيير الحكومة، بل في بناء توافق وطني حقيقي. ما أعلنه عقيلة صالح يشير إلى بداية قد تكون مبشرة، لكن التحديات أكبر بكثير من مجرد وضع آلية.

الدبيبة وحكومته أثبتوا أنهم غير قادرين على قيادة البلاد نحو الاستقرار. وعلى الليبيين أن يدركوا أن الوقت قد حان للتغيير الحقيقي، بعيداً عن المماطلة والخطابات الرنانة التي أثقلت كاهلهم لسنوات.

رسالة إلى الشعب الليبي

يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الخطوة بداية حقيقية لإخراج ليبيا من أزمتها، أم أنها مجرد محاولة أخرى لإعادة ترتيب المشهد السياسي دون تغييرات جذرية؟ الإجابة تعتمد على قدرة الأطراف الفاعلة على تجاوز مصالحها الضيقة والالتفاف حول هدف مشترك: إنقاذ ليبيا من أزمتها السياسية والاقتصادية المتفاقمة.


 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى