الأخبارليبيا

مجلس الأمن يناقش حالة الجمود السياسي في ليبيا

إحاطة أممية تتناول الأزمة السياسية والتوترات الأمنية بليبيا

أخبار ليبيا 24

  • ستيفاني خوري تستعرض تطورات الأزمة الليبية في إحاطة شهرية
  • مجلس الأمن يؤكد مخاوفه من تصعيد التوترات في ليبيا
  • الجمود السياسي بين الحكومتين يهدد الأمن والاستقرار بالبلاد
  • إحياء مبادرة حكومة موحدة لتنظيم الانتخابات محور النقاشات

مجلس الأمن الدولي يناقش مصير ليبيا وسط أفق سياسي غائم

في خطوةٍ أخرى تؤكد تعقيد الملف الليبي على الساحة الدولية، أعلن مجلس الأمن الدولي عن عقد إحاطة شهرية تقدّمها القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني خوري، لتسليط الضوء على آخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في البلاد. تأتي هذه الإحاطة، المقررة في ديسمبر الجاري، في ظل تصاعد الجمود السياسي المستمر بين الحكومتين المتنازعتين في الشرق والغرب، في مشهدٍ يعكس الصعوبات التي تواجهها ليبيا للخروج من نفق الانقسام المظلم.

الجمود السياسي… عائقٌ أمام تطلعات الانتخابات

منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2020، عاشت ليبيا مرحلة من الترقب السياسي وسط آمال بإعادة ترتيب المشهد عبر انتخابات حرة ونزيهة. ولكن سرعان ما تحوّلت هذه التطلعات إلى معركة جديدة بين الحكومتين المتنافستين، حيث تعمقت الخلافات بدلاً من أن تُحل، الأمر الذي انعكس بوضوح في بيان مجلس الأمن الأخير. البيان شدد على الحاجة الملحّة لإعادة إحياء فكرة تشكيل حكومة مؤقتة موحدة، تُجمع عليها الأطراف كافة، بهدف تنظيم الانتخابات المؤجلة، والتي أصبحت مسألةً مصيرية لتجاوز حالة الاحتقان.

الأمن الليبي… بين وقف إطلاق النار ومخاطر التصعيد

ورغم استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يعد أبرز إنجازات المرحلة الأخيرة، إلا أن الهشاشة التي تميّز الوضع الأمني في البلاد تثير قلقًا دوليًا واسعًا. تُظهر التحركات العسكرية المحدودة والانتهاكات المتفرقة أن التوتر تحت السطح قد يتحوّل إلى بركان إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة. وفي هذا السياق، أشار بيان مجلس الأمن إلى مخاوف جدية من تصعيد التوترات في مناطق عدة، خصوصًا في ظل وجود قوى إقليمية ودولية تتقاطع مصالحها في ليبيا، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.

المشهد الإنساني… معاناة متفاقمة تحت ضغط السياسة

وفيما يُشغل العالم بمفاوضات تشكيل حكومة جديدة، تعاني شرائح واسعة من الشعب الليبي من أوضاع إنسانية متدهورة. تسلط الإحاطة الأممية المنتظرة الضوء على هذا الجانب، حيث من المتوقع أن تستعرض خوري بالأرقام والوقائع التأثير المباشر لحالة الجمود السياسي على الخدمات الأساسية. الأزمات المتتالية في الكهرباء، المياه، والصحة، تضيف أعباء جديدة على المواطنين الذين يعيشون في ظل ضبابية مستقبل البلاد.

مجلس الأمن… محاولة جديدة لإعادة بناء الثقة

بينما يواصل مجلس الأمن تقديم إحاطاته الشهرية، يظل التحدي الأكبر هو ترجمة هذه المناقشات إلى خطوات فعلية على الأرض. فالتقارير تُجمع على أن حل الأزمة الليبية يتطلب تجاوز مرحلة المناورات السياسية إلى مرحلة التنفيذ العملي للإصلاحات، بدءًا من تشكيل حكومة موحدة، وصولاً إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية تعيد السلطة إلى الشعب الليبي.

اللاعبون الإقليميون… سيف ذو حدين

يشكّل التدخل الإقليمي والدولي في الأزمة الليبية عاملًا محوريًا يساهم أحيانًا في تهدئة التوتر، لكنه في أحيانٍ أخرى يعقّد الأمور. الدول المتدخلة، سواء عبر الدعم العسكري أو الدبلوماسي، تظل تلعب أدوارًا مزدوجة تسعى من خلالها لحماية مصالحها، ما يجعل الحلول الدائمة رهينة هذه التوازنات الدولية.

إلى أين يتجه المشهد الليبي؟

يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة الأطراف الليبية والدولية على تجاوز عقبة الجمود السياسي في ظل وجود مصالح متشابكة وضغوط شعبية تتزايد يومًا بعد يوم. ومع استمرار مجلس الأمن في متابعة الأزمة عبر إحاطاته الشهرية، تبقى الآمال معلقة على إرادة سياسية حقيقية تقود ليبيا نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.

ختامًا، لا يمكن فصل الملف الليبي عن السياق الإقليمي والدولي الذي يؤثر عليه بشكل كبير. فكل إحاطة أممية تحمل معها فرصة جديدة لإنعاش الحوار، لكنها تحتاج إلى أفعال توازي الكلمات، وإلى خطوات ملموسة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي، الذي ينتظر بفارغ الصبر لحظة يستعيد فيها سيادته وكرامته.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى