
أخبار ليبيا 24
-
عقيلة صالح يؤكد أهمية التعاون مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
-
ستيفاني خوري تسعى لإعادة بناء الثقة بين الأطراف الليبية.
-
توافق ليبي أممي على تشكيل حكومة موحدة وتنظيم الانتخابات.
-
لقاء في القبة: خطوات لإنهاء الانقسام السياسي الليبي.
ليبيا بين الأطراف المتنازعة: هل تلوح بوادر انفراج سياسي؟
في مدينة القبة الهادئة، حيث تبدو الجبال كأنها تروي قصص الأزمان، استقبل رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني خوري. لقاء يحمل أبعادًا تتجاوز حدود المكتب، حيث تتشابك آمال الليبيين بمستقبل أفضل مع الأزمات السياسية التي أرهقت كاهل الوطن.
حوار في ظل الأزمات
تأتي هذه المحادثات في وقت تشهد فيه ليبيا انقسامات سياسية حادة، جعلت من توحيد السلطة التنفيذية أمرًا حتميًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أكد عقيلة صالح خلال الاجتماع أهمية استمرار التعاون مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي، معبرًا عن التزام مجلس النواب بالاتفاق السياسي ومخرجات لجنة 6+6، والتي تعد حجر الأساس لإنهاء حالة الانقسام.
كلمات عقيلة حملت في طياتها إشارة واضحة إلى إدراك الأطراف الليبية لحجم التحديات، وأن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو التقارب، لا التنازع.
ستيفاني خوري: جسر بين الأطراف
على الجانب الآخر، بدت ستيفاني خوري مصممة على إعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف الليبية. بسلاسة دبلوماسية وصبر أممي، أكدت نائبة الممثل الخاص أن البعثة الأممية لا تألو جهدًا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، مشددة على أهمية توحيد الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.
الاتفاق على توحيد السلطة التنفيذية
وفي ختام اللقاء، خرج الجانبان بتوافق على ضرورة توحيد السلطة التنفيذية، وهو ما يعني تشكيل حكومة موحدة تكون قادرة على قيادة البلاد نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. هذه الخطوة لا تمثل مجرد إجراء سياسي، بل تعد استجابة مباشرة لمطالب شعبية متزايدة بإنهاء حالة الفوضى وترسيخ الاستقرار.
تحليل المشهد: هل ينجح المسار الأممي؟
رغم الإيجابية التي ظهرت في هذا اللقاء، لا تزال التحديات أمام المسار الأممي كبيرة. فالتباينات السياسية العميقة بين الأطراف، والنفوذ الأجنبي الذي يعقد المعادلة، قد يجعل من توحيد السلطة التنفيذية عقبة عسيرة. لكن، مع استمرار الجهود الأممية والمبادرات الوطنية، يمكن أن تمثل هذه الاجتماعات نقطة انطلاق جديدة.
في سياق أكثر تفاؤلًا، يمكن لهذا التوافق أن يشكل خارطة طريق لإخراج ليبيا من أزمتها السياسية. ومع ذلك، فإن نجاح هذا المسار يعتمد على ترجمة هذه التفاهمات إلى خطوات عملية على الأرض، تبدأ بتشكيل حكومة قادرة على بناء الثقة مع الشارع الليبي والمجتمع الدولي.
خاتمة: فرصة لا تعوض
ليبيا تقف اليوم أمام فرصة قد لا تتكرر قريبًا. لقاء القبة حمل معه بارقة أمل بأن التعاون بين مجلس النواب والبعثة الأممية قد يكون المفتاح لفتح أبواب الحل. ورغم الصعوبات، تبقى هذه المبادرات بصيص النور الذي ينتظره الليبيون لإعادة بناء وطنهم.