أخبار ليبيا 24
-
بن شرادة يدعو لحل الانقسام السياسي الداخلي
-
عضو مجلس الدولة ينتقد عدم جدية البعثة الأممية
-
بريطانيا تخطط لجمع الأطراف الليبية الشهر المقبل
-
سنوات من التعثر السياسي تُعقّد المشهد في ليبيا
بن شرادة وتحذيراته: توحيد السلطة التنفيذية لإنقاذ ليبيا من التعثر السياسي
يشهد المشهد السياسي الليبي مزيدًا من التعقيد مع استمرار الانقسام داخل المجلس الأعلى للدولة. في تصريحات مثيرة للجدل، أكد عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، أن الأزمة الداخلية التي يعاني منها المجلس تعيق التقدم في أي مبادرة سياسية، خاصة في ظل تعثر تنفيذ الاتفاقيات السابقة. وأضاف أن الجهود الأممية لمعالجة الأزمة تبدو غير جدية، مما يثير تساؤلات عن دور الأمم المتحدة في توجيه العملية السياسية نحو مسار مستقر.
غياب الجدية الأممية وأزمة القيادة
أشار بن شرادة خلال تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”،إلى عرض قدمته البعثة الأممية للإشراف على جلسة برئاسة أكبر الأعضاء سنًا لمحاولة كسر الجمود، إلا أن تعاملها مع الانقسام الداخلي اتسم بعدم الجدية. هذه التصريحات تأتي في ظل غياب رئيس رسمي للبعثة الأممية، وهو ما يعتبره البعض عائقًا أمام تحقيق اختراق حقيقي في الأزمة.
وأضاف بن شرادة أن هذا الغياب أدى إلى تفاقم الوضع السياسي، حيث باتت الأطراف الليبية المتنازعة تعيش حالة من الفوضى المؤسسية، ما أعاق قدرتها على تنفيذ الاتفاقات السابقة. ويبدو أن غياب قيادة فاعلة للأمم المتحدة يترك فراغًا في الوساطة الدولية التي كانت تمثل أملًا للكثيرين في ليبيا.
توحيد السلطة التنفيذية: فرصة أخيرة؟
وصف بن شرادة توحيد السلطة التنفيذية بأنه “الورقة الأخيرة لإنقاذ البلاد”، مشيرًا إلى أن ليبيا تعاني منذ سنوات من تجاهل تنفيذ الحلول المتفق عليها. الانقسام داخل المؤسسات التنفيذية أدى إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وعمّق أزمة الثقة بين الأطراف المتصارعة.
وفي ظل غياب خطوات ملموسة نحو إعادة توحيد المؤسسات، يرى مراقبون أن الوضع السياسي مرشح لمزيد من التدهور. ويشير البعض إلى أن توحيد السلطة التنفيذية قد يمثل نقطة تحول إذا تم تنفيذها بشكل جدي، إلا أن هذا يعتمد على إرادة الأطراف الليبية والدعم الدولي.
جهود بريطانية لإنقاذ المشهد
كشف بن شرادة أن بريطانيا تعتزم دعوة الأطراف الليبية إلى حوار سياسي الشهر المقبل. هذه المبادرة تأتي وسط تشكيك في قدرة الأمم المتحدة على قيادة العملية السياسية بفعالية. ومع ذلك، فإن هذا التحرك قد يفتح نافذة جديدة نحو تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، خاصة إذا تمكنت بريطانيا من توفير بيئة حوار شاملة ومثمرة.
سنوات من الفشل السياسي
تعاني ليبيا منذ سنوات من تراكم الأزمات السياسية التي تعرقل كل محاولات الحل. الانقسامات الداخلية، سواء داخل المجلس الأعلى للدولة أو بين المؤسسات الأخرى، جعلت من المستحيل تقريبًا تنفيذ الاتفاقيات أو المضي قدمًا نحو انتخابات وطنية.
وفي ظل هذا الوضع المعقد، يتساءل المواطن الليبي عن مصير البلاد إذا استمرت الأطراف المتنازعة في تجاهل الواقع وتفضيل المصالح الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.
خاتمة: بين الأمل والتحدي
يظل الوضع الليبي محاصرًا بين تعقيدات داخلية وتحديات خارجية. ومع بروز جهود دولية جديدة، مثل المبادرة البريطانية المرتقبة، يبرز تساؤل أساسي: هل يمكن أن تكون هذه الجهود بداية لمسار جديد؟ أم أن الانقسامات العميقة ستظل حجر عثرة أمام أي تقدم؟