أخبار ليبيا 24
-
تركيا تؤكد دعمها لـ”ليبيا موحدة” رغم الاستقطاب السياسي.
-
اللجنة العسكرية تبحث تعزيز الثقة وتوحيد المؤسسة العسكرية.
-
استقطاب تركي بين دعم الغرب وانفتاح على الشرق الليبي.
-
الخلافات حول الانتخابات تعمق الأزمة رغم محاولات الوساطة.
اجتماع اللجنة العسكرية الليبية وسط استقطاب تركي متجدد
أنقرة تُعيد تموضعها: دعم أم تدخل؟
في مشهد سياسي معقد لا يخلو من الشكوك، احتضنت أنقرة اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، الذي يمثل حجر الزاوية في الجهود الرامية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. لكن هذا التحرك التركي يثير تساؤلات حول مدى انسجامه مع مصالح الليبيين، في ظل استقطاب داخلي وأجندات إقليمية متشابكة.
منذ توقيع مذكرة التفاهم الأمنية بين تركيا وحكومة الوفاق السابقة عام 2019، أصبحت أنقرة لاعباً رئيسياً في المعادلة الليبية. ورغم إعلانها دعم “ليبيا موحدة”، فإن وجودها العسكري المكثف في الغرب الليبي، وسعيها إلى بناء علاقات مع شرق البلاد، يعكسان استراتيجية مركبة لا تخلو من الريبة.
اللجنة العسكرية: بين الوعود والتحديات
اللجنة العسكرية المشتركة، التي تتألف من ممثلين عن الطرفين المتصارعين، تسعى منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 إلى تحقيق هدف طموح: توحيد المؤسسة العسكرية. ورغم الإشادة “بالعمل المرضي” الذي أحرزته اللجنة، فإن الانقسامات السياسية العميقة بين حكومتي طرابلس وبنغازي تظل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق هذا الهدف.
في اجتماع أنقرة الأخير، أكدت تركيا دعمها للأنشطة المشتركة، معربة عن طموحها في “ليبيا موحدة تعمل جميع مؤسساتها معاً”. غير أن هذا الطموح يصطدم بواقع سياسي مأزوم، حيث تظل مسألة الانتخابات العامة معطلة بفعل الخلافات حول القوانين الانتخابية والجهة التنفيذية المشرفة عليها.
نوايا تركيا تحت المجهر
بالنسبة للكثيرين، يُنظر إلى تركيا على أنها لاعب ذو مصالح متشابكة في ليبيا. فرغم تأكيدها على دعم الانتخابات وإحلال الاستقرار، فإن دورها العسكري في الغرب الليبي وتأسيسها قواعد جوية وبحرية هناك يُثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية.
محاولات تركيا الأخيرة للتواصل مع شرق ليبيا تُشير إلى رغبتها في تحقيق توازن سياسي، إلا أن هذا التوازن قد يكون محاولة لتأمين مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، أكثر من كونه دعماً حقيقياً للوحدة الوطنية الليبية.
الأزمة السياسية تُفاقم الوضع
وجود حكومتين متنافستين في ليبيا يُعقّد المشهد أكثر. حكومة عبد الحميد الدبيبة في الغرب تحظى بدعم تركي واضح، وبين هذا وذاك، يعيش المواطن حالة من الإحباط بسبب تأخر الانتخابات، التي كان يُؤمل أن تكون مفتاحاً لإنهاء الانقسام.
السلام: مهمة صعبة لكنها ممكنة
يبقى السلام في ليبيا هدفاً قابلاً للتحقيق، لكن تحقيقه يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، ودعماً دولياً متوازناً لا يخضع لمصالح القوى الإقليمية. ومع استمرار الاجتماعات، مثل اجتماع أنقرة الأخير، يظل الأمل قائماً في أن تتمكن اللجنة العسكرية المشتركة من تجاوز التحديات وتوحيد المؤسسة العسكرية، لتكون حجر الأساس في بناء ليبيا مستقرة ومزدهرة.