
أخبار ليبيا 24
-
زيارة أممية إلى سبها.. تعزيز الاستقرار ودعم الجنوب.
-
ستيفاني خوري: دعم الحلول الليبية لتعزيز التنمية.
-
توحيد مؤسسات ليبيا.. خطوة نحو استقرار شامل.
-
هيكلة الدولة الليبية.. تحديات مستمرة منذ 2011.
زيارة سبها: خطوة أممية وسط تحديات متراكمة
مدينة سبها، عاصمة الجنوب، شهدت حدثًا استثنائيًا بزيارة القائم بأعمال المبعوث الأممي، ستيفاني خوري، التي تسعى البعثة من خلالها لتجديد الدفع نحو توحيد المؤسسات الليبية، وحلحلة التحديات التي أثقلت كاهل الدولة منذ 2011. تأتي الزيارة بعد أيام من زيارة وفد أمريكي بقيادة السفير ريتشارد نورلاند، مما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالجنوب الليبي كجزء لا يتجزأ من معادلة الاستقرار الوطني.
توحيد المؤسسات: حلم مؤجل
تصريحات خوري ركزت على توحيد المؤسسات الليبية كأولوية محورية، مشيرةً إلى أن أزمة المصرف المركزي كانت البداية. في حين أن التوصل إلى ميزانية موحدة لا يزال بعيد المنال، إلا أن العمل على تحقيقه يُعتبر خطوة حاسمة لدعم المؤسسات الليبية المتعثرة. هنا، تظهر البعثة الأممية كوسيط يسعى إلى تقليص الفجوات بين الأطراف الليبية، مع تركيز على الجوانب التقنية والاقتصادية كمدخل سياسي.
معضلة الهوية وهيكلة الدولة
أثارت خوري قضية هيكلة الدولة الليبية وهويتها الوطنية، وهي ملفات لا تزال عالقة منذ أحداث 2011. ورغم مرور أكثر من عقد عليها، إلا أن التوافق على دستور جامع ظل معطلًا، مما يعرقل بناء دولة حديثة قادرة على استيعاب تطلعات شعبها. تناول خوري لهذه القضية يعكس إقرار البعثة الأممية بأهمية العمل على المدى الطويل، إلى جانب الحلول العاجلة.
دعم أممي مقابل قرار ليبي
البعثة الأممية، وفق تصريحات خوري، ليست صاحبة القرار بل داعمة للعملية السياسية الليبية. هذا الموقف يشير إلى احترام السيادة الليبية، لكنه يضع الليبيين أمام مسؤولية جسيمة لتحقيق توافق داخلي حول الانتخابات وبناء المؤسسات. فالأمم المتحدة يمكنها تقديم الدعم الفني والتقني، لكن نجاح العملية يتطلب إرادة سياسية من الليبيين أنفسهم.
استحقاقات انتخابية: بين الحلم والواقع
على الرغم من الدعوات الأممية المتكررة لإجراء الانتخابات، إلا أن المشهد السياسي الليبي لا يزال غامضًا. فتباين المصالح بين القوى الفاعلة وصعوبة التوصل إلى حكومة موحدة يجعل الطريق إلى الانتخابات محفوفًا بالعقبات. خوري أكدت أن تحديد موعد الانتخابات يرتبط بحل القضايا الأساسية مثل تقاسم الموارد وتوحيد المؤسسات.
الجنوب مفتاح الاستقرار
إيلاء خوري اهتمامًا خاصًا بالجنوب يعكس رؤية جديدة للأمم المتحدة تجاه المناطق المهمشة. الجنوب ليس فقط مصدرًا للثروات الطبيعية ولكنه أيضًا يمثل ركيزة لأي حل مستدام في ليبيا. دعم التنمية في سبها ومحيطها قد يكون نقطة انطلاق لتعزيز ثقة الليبيين في العملية السياسية.
ختامًا: طريق شاق نحو التوافق
زيارة ستيفاني خوري إلى سبها ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل إشارة إلى تحول في مقاربة الأمم المتحدة تجاه الأزمة الليبية. لكن مع تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي، يبقى السؤال: هل يمكن أن تُترجم هذه الجهود إلى استقرار حقيقي أم أنها ستظل مجرد محاولات في مسار طويل ومعقد؟ الإجابة تعتمد على إرادة الليبيين في تجاوز خلافاتهم ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.