أخبار ليبيا 24
-
شط المارينا: متنفس حديث يجمع الرياضة والترفيه بسرت.
-
سرت تزهو بمشاريع التنمية: افتتاح متنزه شط المارينا.
-
مشروع شط المارينا: إنجاز نوعي في خدمة المجتمع.
-
متنزه شط المارينا: رؤية جديدة لمدينة تجاوزت الماضي.
إعادة الحياة إلى سرت: شط المارينا نموذج للتحدي والإنجاز
سرت تُبعث من جديد
من مدينة كانت توصف بأنها رمز للدمار بفعل الإرهاب الغاشم، إلى واحة نابضة بالحياة والأمل. شط المارينا في سرت، المشروع التنموي الجديد، يجسد روح التحدي والانتصار لدى الشعب الليبي. هذه الأرض التي كادت أن تموت في قبضة الظلام، تعود اليوم لتزدهر، في مشهد يؤكد أن العزيمة والإصرار هما مفتاح التحول من الخراب إلى البناء.
الدمار الذي صار ماضياً
لا يمكن للزائر اليوم أن يتخيل أن هذا المكان الذي يعج بالضحكات والأنشطة الترفيهية كان قبل سنوات قليلة فقط مسرحاً للدمار. الإرهاب الذي كاد أن يخنق الحياة في سرت لم ينجح في كسر إرادة أبنائها. فهؤلاء الذين واجهوا الموت كل يوم، اليوم يقفون بكل فخر وسط شط المارينا ليشهدوا انتصارهم على الخراب.
ملامح المشروع: واحة متكاملة للحياة
يقع شط المارينا على مساحة 6 هكتارات على ساحل البحر المتوسط، ويعد نموذجاً متكاملاً يجمع بين الرياضة والترفيه والخدمات المجتمعية. المرافق الحديثة صُممت لتلبية احتياجات الجميع:
- رياضة وترفيه: ملاعب كرة القدم، السلة، والطائرة الشاطئية، مخصصة للشباب.
- أنشطة للأطفال: ملاهٍ آمنة وحدائق مخصصة للعب.
- خدمات للزوار: ثلاث مقاهٍ، مطاعم، وأكشاك لتوفير تجربة ممتعة للعائلات.
- مسارات رياضية: مضامير حديثة مخصصة لرياضة المشي والتمارين الرياضية، بما في ذلك مسار خاص بذوي الاحتياجات الخاصة.
بنية تحتية تلائم المستقبل
إلى جانب التصميم الجمالي، يتميز المشروع ببنية تحتية متطورة:
- شبكة صرف صحي وإنارة حديثة بمعايير عالمية.
- نظام ري متكامل للحفاظ على المساحات الخضراء.
- مواقف سيارات تتسع لـ200 سيارة لتسهيل الوصول إلى المتنزه.
- سياج خرساني عميق يعزز الأمان حول الموقع.
عزيمة الرجال: من قلب الخراب إلى واحة أمل
هذا المشروع لم يكن مجرد إعادة بناء، بل كان انتصاراً لإرادة الرجال الذين أصروا على أن سرت لن تموت. الإرهابيون الذين حاولوا تحويل هذه المدينة إلى بؤرة للدمار فشلوا أمام عزيمة سكانها. شعب سرت، بدعمه وتعاونه مع الجهاز الوطني للتنمية، استطاع أن يحقق هذا التحول المذهل.
لقد أثبت الليبيون أن إرادة البناء أقوى من رياح الخراب. اليوم، شط المارينا ليس مجرد مكان للترفيه، بل هو رمز حيّ لانتصار الخير على الشر، والتكاتف على الانقسام.
سبحان مغير الأحوال
حين تطأ قدماك شط المارينا، تتردد في ذهنك الآية الكريمة: “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً”. ما نراه اليوم هو ثمرة عمل جماعي، وإرادة لا تلين. هذه الأرض التي احتضنت الخوف يومًا ما، أصبحت الآن ملاذاً للأمل والحياة.
مشروع يخدم الجميع
مدير المشروع، محمد أبومعيز، أكد أن شط المارينا لم يُصمم فقط ليكون متنفساً ترفيهياً، بل ليخدم جميع فئات المجتمع، من الشباب الباحث عن الرياضة، إلى الأطفال الذين يحتاجون إلى بيئة آمنة للعب، وصولاً إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.
الاحتفال بالإنجاز: الشعب هو البطل الحقيقي
في الحفل الذي أقيم لافتتاح المشروع، تجمعت عائلات سرت للاحتفاء بهذا الإنجاز الذي يعكس قوة الشعب الليبي. المواطنون الذين حضروا الافتتاح لم يخفوا مشاعر الفخر، حيث أعرب أحدهم قائلاً: “نحن الشعب الذي انتصر على الإرهاب. هذه المشاريع ليست للحكومة ولا للجهاز الوطني للتنمية فقط ، إنها ثمرة تضحياتنا جميعاً.”
ختاماً: درس من سرت إلى العالم
سرت اليوم ليست مجرد مدينة تنبض بالحياة، بل هي درس للعالم أجمع. درس يقول إن إرادة الشعوب أقوى من أي خراب، وإن البناء الحقيقي يبدأ من الإنسان. شط المارينا ليس فقط مشروعاً، بل هو شهادة على أن الأمل يمكن أن يزهر حتى في أكثر الأماكن ظلاماً.