ساعات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. العرب والمسلمون أمام خيارين مرّين
ساعات تفصلنا عن انتخابات رئاسية أمريكية تاريخية
أخبار ليبيا 24
-
حشد الدعم في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية
-
ترامب وهاريس يتساويان في استطلاعات الولايات المتأرجحة
-
ترامب: الاقتصاد سيصل بي إلى البيت الأبيض مجددًا
-
مسلمو أمريكا أمام تحديات صعبة لاتخاذ القرار الانتخابي
انتخابات حاسمة تقرر مستقبل الولايات المتحدة
ساعات فقط تفصل الناخبين الأمريكيين عن بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لعام 2024، حيث يتنافس المرشح الجمهوري رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق دونالد ترامب و الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في سباق يعد الأكثر استقطابًا وتشويقًا في تاريخ الولايات المتحدة. ومع تكافؤ فرص كلا المرشحين، يخوض كل فريق معركته الأخيرة في الولايات المتأرجحة التي ستحدد مصير البيت الأبيض.
حشد التأييد في اللحظات الأخيرة
شهد اليوم الأخير من الحملات الانتخابية نشاطًا مكثفًا من كلا المرشحين، حيث سعت حملة كامالا هاريس لجذب الناخبين المترددين، بينما ركزت حملة ترامب على جذب الناخبين غير المتحمسين عادةً للتصويت، وخاصة من مؤيديه القدامى. ولا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى تساوي الكفتين بين المرشحين على المستوى الوطني، ما يعكس حالة غير مسبوقة من الشد والجذب على المستوى السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة.
وفي خطاباته الأخيرة، توجه المرشح الجمهوري دونالد ترامبإلى حشود غفيرة من مؤيديه، وركز بشكل واضح على القضايا الاقتصادية التي تهم الطبقة الوسطى والأسر العاملة، مؤكدًا عزمه خفض الضرائب ومحاربة التضخم المرتفع وإعادة الوظائف إلى الأراضي الأمريكية. ويرى ترامب أن معالجة مشكلات الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة ستعيده إلى البيت الأبيض.
من جهتها، تتحدث هاريس إلى جمهورها بلهجة تحمل طابعًا ديمقراطيًا اجتماعيًا، إذ شددت في خطاباتها على أهمية التعليم والرعاية الصحية وحقوق الأقليات، واصفة ترامب بأنه خطر يهدد استقرار الديمقراطية الأمريكية. ومع تصاعد التوتر السياسي في البلاد، يوجه كلا المرشحين خطابًا مفعمًا بالوعود والإغراءات، بهدف كسب المزيد من أصوات الناخبين المترددين.
التحدي أمام الناخبين العرب والمسلمين
تمثل الانتخابات الأمريكية الحالية اختبارًا صعبًا للجالية العربية والمسلمة التي يبلغ تعدادها حوالي 3.5 مليون مواطن. فقد واجه الناخبون من هذه الجالية تحديات كبيرة تتعلق بمواقف المرشحين من القضايا الشرق أوسطية، وخاصة قضية غزة التي شغلت حيزًا كبيرًا من اهتمامات المجتمع المسلم في الولايات المتحدة. يرى الناخبون المسلمون أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن قد أخفقت في تلبية مطالبهم بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ما أشعرهم بخيبة أمل كبيرة.
يقول أسامة جمال، أمين عام المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، إن الجالية المسلمة “تمر حالياً بمرحلة صعبة من اتخاذ القرار” في الانتخابات، مشيرًا إلى أن كلاً من ترامب وهاريس لا يقدم حلولًا كافية للمشكلات التي تؤرق هذا المجتمع، من السياسات الخارجية تجاه الشرق الأوسط إلى قضايا التمييز والتضييق الداخلي.
الاستطلاعات وتوجهات التصويت لدى المسلمين والعرب
أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تفاوتًا في تفضيلات الناخبين المسلمين، حيث حصلت المرشحة عن حزب الخضر، جيل ستاين، على نسبة عالية من دعم المسلمين، إذ تركز على قضايا حقوق الإنسان ومعارضة الحروب الخارجية، ما جعلها خيارًا محتملاً لبعض الناخبين المتحفظين على مواقف المرشحين الرئيسيين.
من جهته، قال حسام علوش، الرئيس التنفيذي لفرع “كير” في كاليفورنيا، إن ترامب “ينظر إليه كمعادٍ للهجرة وللمسلمين”، في حين يُنظر إلى هاريس على أنها تتبنى موقفًا أقل حدة، رغم أنها لا تتخذ موقفًا حاسمًا في إدانة الهجمات الإسرائيلية على غزة. هذا الاختلاف في الخطاب جعل الجالية العربية والإسلامية أمام خيار صعب في تحديد المرشح الذي يستحق صوتهم، خاصة في الولايات المتأرجحة التي قد تشهد منافسة شديدة بين ترامب وهاريس.
غزة.. قضية تضاعف التحديات أمام الناخبين
تعد الحرب في غزة قضية حساسة تشغل بال الناخبين من أصول عربية، ويرى الكثيرون منهم أن موقف الإدارة الأمريكية الحالي غير مبالٍ لمعاناة الشعب الفلسطيني، ما زاد من الشعور بالخذلان لدى هذه الفئة. وقال أحمد غانم، ناشط أمريكي من أصول عربية، إن “كثيرًا من العرب شعروا بالخيانة من قبل السياسيين الأمريكيين الذين يتجاهلون مطالبهم”. ومن هنا، تأتي دعوات متزايدة لمعاقبة الديمقراطيين عبر حجب أصواتهم أو التصويت لمرشحين بديلين مثل ستاين.
إسرائيل والانتخابات.. الآمال تتجه نحو ترامب
في المقابل، يرى مراقبون في إسرائيل أن حكومة بنيامين نتنياهو تفضل فوز ترامب، الذي يتميز بمواقف داعمة لإسرائيل، مثل اعترافه بالقدس عاصمة لها ودعمه للتوسع الاستيطاني. ويرى المحللون الإسرائيليون أن فوز ترامب سيعزز الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل، في حين قد يمثل فوز هاريس تحركًا طفيفًا نحو موقف أكثر اعتدالًا تجاه القضية الفلسطينية.
الناخبون العرب والأمريكيون.. بين التطلع والخوف
في خضم هذه الأجواء المشحونة، يبقى قرار الناخبين العرب والمسلمين حاسمًا في تشكيل نتيجة الانتخابات. ومع تركيز المرشحين على قضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية، تظل القضايا الاجتماعية والدينية تلقي بظلالها على قرار الناخبين. وقد دفع الغموض في مواقف المرشحين الرئيسيين تجاه قضايا الشرق الأوسط، الكثير من الناخبين العرب والمسلمين إلى البحث عن خيارات بديلة قد تعبر عن تطلعاتهم وأولوياتهم.
الانتخابات المقبلة.. بين الاقتصاد والديمقراطية
بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، يرى المحللون أن هذه المعركة السياسية ستغير من ملامح المشهد السياسي في الولايات المتحدة، خاصة مع ارتفاع حدة الاستقطاب وتزايد التوترات. كما أن التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد ستكون على المحك، حيث يتطلع الأمريكيون إلى قيادة تستطيع انتشالهم من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
ختامًا: قرار حاسم ومستقبل مجهول
مع توجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، تبقى التساؤلات حول مستقبل الولايات المتحدة قائمة، خاصة مع مواجهة تحديات داخلية وخارجية متعددة. يبقى السؤال الرئيسي، هل سينجح ترامب في إعادة البيت الأبيض إلى سيطرة الجمهوريين بفضل وعوده الاقتصادية ودعمه الصريح لإسرائيل، أم ستنجح هاريس في استمالة قلوب الناخبين بمواقفها تجاه الأقليات وتحقيق حلم الديمقراطية؟ في كل الأحوال، يبدو أن الانتخابات الأمريكية هذا العام ستظل عالقة في الأذهان كواحدة من أكثر المعارك السياسية شراسة وتأثيرًا.