أخبار ليبيا 24
-
درنة تحتفل بالتعافي والنهضة بمشروعات كبرى تعيد الحياة.
-
إعادة إعمار درنة: مشروعات كبرى وتطوير شامل لكورنيش المدينة.
-
نادي الإفريقي يتوج بكأس البطولة العربية في مدينة درنة.
-
درنة تتغلب على الماضي وتنطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
مدينة درنة، تلك المدينة التي سطرت أروع ملاحم البطولة في وجه الإرهاب، ها هي اليوم تنتفض من تحت ركام الأحداث المؤلمة وتدفع بعزم رجالها نحو مستقبل أكثر إشراقاً. سنوات من الصراع والتحديات لم تنل من عزيمة أبنائها، بل شكلت بداية جديدة لقصة نهضة غير مسبوقة. فدرنة التي كانت يوماً مسرحاً لأحداث دامية تحت سيطرة الإرهاب وتنظيم داعش، اليوم تنبض بالحياة من جديد، بفضل جهود إعادة الإعمار الكبيرة التي يشرف عليها صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا.
درنة تنتصر على الإرهاب
في عام 2014، كانت درنة مسرحاً لأحداث عنيفة. الجماعات الإرهابية مثل أنصار الشريعة وتنظيم داعش، حولت المدينة إلى معقل رئيسي لها. لكن عزيمة القوات المسلحة الليبية وأبناء المدينة الشرفاء لم تستسلم لهذا الواقع. فقد خاضت درنة حرباً شرسة ضد الإرهاب، وحققت نصراً عظيماً. لم تكن المعركة عسكرية فقط، بل كانت أيضاً معركة فكرية؛ فالفكر المتطرف لا يحارب إلا بفكر مستنير، وهذا ما آمنت به درنة في مسيرتها للتعافي.
تُعتبر هزيمة الجماعات الإرهابية في درنة انتصاراً ليس للمدينة فقط، بل لليبيا بأكملها. لقد أنهت المدينة مرحلة دامية، لتفتح صفحة جديدة في تاريخها، حيث تلتئم الجروح، وتُمحى آثار الدمار، ويعود الأمل إلى قلوب السكان.
الطوفان: جرحٌ آخر لدرنة
ما إن استعادت درنة أنفاسها بعد معركتها مع الإرهاب، حتى واجهت تحدياً جديداً في سبتمبر 2023، حيث اجتاحت المدينة سيول مدمرة نتيجة إعصار دانيال. هذه الكارثة الطبيعية كانت اختباراً آخر لصمود المدينة. السيول جرفت العديد من المنازل، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة. لكن مرة أخرى، أظهرت درنة قدرتها على النهوض.
إعادة الإعمار: عودة درنة الزهراء
بعد انقضاء العواصف، بدأت مرحلة جديدة من البناء والتطوير في درنة، بدعم من صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا. مشروعات كبرى انطلقت في مختلف أنحاء المدينة، لتعيد إليها بريقها وتضعها في مصاف المدن الأكثر تقدماً في البلاد.
أحد أبرز المشروعات التي يجري تنفيذها هو تطوير كورنيش المدينة، الذي يمتد على طول 6 كيلومترات. هذا المشروع لا يقتصر فقط على تحسين الواجهة البحرية، بل يتضمن إنشاء مرافق سياحية وترفيهية متكاملة، مما سيجعل درنة وجهة سياحية متميزة في المستقبل القريب.
المدينة الرياضية: منصة للإنجازات الرياضية
لم يكن إعادة إعمار درنة مقتصراً على المشروعات العمرانية فقط، بل شمل أيضاً الاهتمام بالجانب الرياضي. ففي إطار الاحتفال بالتعافي، استضافت المدينة بطولة عربية لأندية الميني فوتبول، حيث توج نادي الإفريقي من زليتن بكأس البطولة بعد تغلبه على نادي كريبيس التونسي. هذا الحدث الرياضي الكبير شهد مشاركة جماهيرية واسعة، وأعاد إلى الأذهان أن درنة ليست مجرد مدينة عانت من الكوارث، بل هي أيضاً مركز للرياضة والفن والثقافة.
التعاون المجتمعي: سر النجاح
الجهود المبذولة في إعادة إعمار درنة لم تكن لتنجح لولا تضافر جهود المجتمع المحلي مع الجهات الحكومية والشركات المعنية. فالشركات المكلفة من صندوق التنمية وإعادة الإعمار تعمل ليل نهار لإنجاز المشروعات الكبرى، وسط دعم كامل من سكان المدينة الذين أظهروا روح التضامن والتكاتف.
من الإعصار إلى الإعمار: شعار النهضة
“من الإعصار إلى الإعمار” هو الشعار الذي تبنته درنة في رحلتها نحو المستقبل. تحت هذا الشعار، تعمل المدينة على تحويل المأساة إلى فرصة للتطور. ولم يقتصر هذا الشعار على المشاريع العمرانية، بل امتد ليشمل كافة مناحي الحياة في المدينة. فالنهضة تشمل كل شيء، من تطوير البنية التحتية إلى تعزيز الوعي الثقافي والفكري.
درنة: مدينة الحضارة والتحدي
ما يميز درنة اليوم هو قدرتها على التحول من مدينة كانت ترزح تحت وطأة الإرهاب والسيول إلى مدينة تنبض بالحياة. النجاح الذي تحققه اليوم درنة هو نتيجة لتضحيات رجالها ونسائها الذين رفضوا الاستسلام للظروف. فالمدينة التي كانت يوماً ساحة للدمار، أصبحت اليوم رمزاً للتحدي والصمود.
نحو مستقبل أكثر إشراقاً
مع استمرار العمل في مشروعات إعادة الإعمار، تتجه درنة نحو مستقبل أكثر إشراقاً. الطموحات كبيرة، والآمال لا حدود لها. ومن المتوقع أن تصبح درنة خلال السنوات القادمة مركزاً حيوياً على كافة المستويات، سواء كانت اقتصادية أو سياحية أو ثقافية.
المدينة التي نجت من الإرهاب والسيول، تقدم اليوم دروساً للعالم في كيفية النهوض بعد الكوارث. إنها درنة الزهراء التي تعود للحياة من جديد، لتكون شاهداً على عزم الرجال وتضحياتهم، وإرادة الشعوب في بناء مستقبل أفضل.