الأخبارليبيا

استعادة القرار الوطني مفتاح الحل للأزمة الليبية المتفاقمة

الأمم المتحدة مسؤولة عن تفاقم الأزمة السياسية في ليبيا.

أخبار ليبيا 24

  • العبيدي: الصراع بالوكالة في ليبيا منذ عقود.
  • القرار السياسي الليبي مختطف بأيادٍ خارجية منذ 2011.
  • البعثة الدولية في ليبيا: تساؤلات وانتقادات حول آلياتها.
  • الأمم المتحدة فشلت في إعادة الاستقرار إلى ليبيا.

لطالما كانت ليبيا مسرحاً للصراعات السياسية والنزاعات الداخلية التي غذتها تدخلات خارجية مستمرة على مدى سنوات. وسط هذا الواقع المعقد، تأتي تصريحات الأكاديمي والباحث السياسي جبريل العبيدي لتعيد تسليط الضوء على الأهمية القصوى لاستعادة القرار الوطني الليبي. فالعبيدي يوضح أن “القرار السياسي الليبي تعبث به أيادٍ خارجية منذ سنوات”، ويؤكد أن استعادة هذا القرار هو مفتاح الحل للأزمة المستمرة في البلاد.

الأطراف الخارجية المتدخلة، بحسب العبيدي، تسعى إلى فرض أجنداتها الخاصة عبر أدوات متعددة، بما في ذلك البعثة الدولية في ليبيا. ويضيف أن ما يُسمى “المجتمع الدولي” يتحمل مسؤولية مباشرة عن تفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة، منذ تدخلها في 2011، لم تحقق سوى مزيد من الفوضى والانقسامات السياسية. فالأمم المتحدة، كما يصفها، “أسقطت الدولة الليبية”، وتركت ترسانة الأسلحة الضخمة فريسة سهلة للجماعات المسلحة والميليشيات، مما أدى إلى تحويل ليبيا إلى مخزن سلاح مفتوح.

الصراع بالوكالة: تاريخ طويل من التدخلات

يشير العبيدي إلى أن العبث الدولي في ليبيا ليس ظاهرة حديثة. فمنذ عام 1949، عندما عقدت الأمم المتحدة اجتماعها الشهير الذي ناقش تقسيم ليبيا إلى ثلاث دول تحت عنوان “مشروع بيفن سفورزا”، بدأت ملامح التدخلات الأجنبية تتشكل بوضوح. هذا التدخل الخارجي، وفق العبيدي، هو السبب الرئيس في استمرار الصراع بالوكالة في البلاد. وقد تمثلت تلك التدخلات بشكل أساسي في تلاعب القوى الكبرى بالقرار السياسي الليبي، وفرض حلول لا تعكس تطلعات الشعب الليبي.

الملكية الوطنية: مفتاح الحل للأزمة الليبية

يعتبر العبيدي أن الحل الأمثل للأزمة الحالية هو استعادة الملكية الوطنية للقرار السياسي الليبي. ويؤكد أن أي محاولة لحل النزاع يجب أن تنطلق من “الملكية الوطنية لأي عمل سياسي”. هذا يعني أن القوى الليبية يجب أن تتفق على رفض أي تدخل خارجي، وألا تشارك في أي لجان أو مؤسسات إلا إذا كانت تنطلق من إرادة وطنية خالصة.

البعثة الدولية: تساؤلات وشكوك

العبيدي يثير أيضاً تساؤلات حول آلية عمل البعثة الدولية في ليبيا. فبرأيه، المشكلة ليست في جنسيات المبعوثين، بل في السياسات التي تتبعها تلك البعثات والتي تبدو محكومة بأجندات دولية معينة. فالبعثة، كما يصفها، “محل انتقاد وشك”، لأنها تعمل على استلاب القرار الوطني الليبي وتحويله إلى لعبة بين أيدي القوى المتصارعة على الساحة الدولية.

فشل الأمم المتحدة في تحقيق الاستقرار

يستعرض العبيدي في تصريحاته الدور السلبي الذي لعبته الأمم المتحدة منذ تدخلها في 2011. فبدلاً من إعادة بناء الدولة، تركت ليبيا في حالة من الفوضى والانقسامات. ويشير إلى أن “الأمم المتحدة أسقطت الدولة الليبية، وتركت ترسانة الأسلحة الضخمة تنهبها أيدي الدخلاء والغرباء”. هذا الواقع أدى إلى تحول البلاد إلى ساحة مفتوحة للصراعات المسلحة والميليشيات.

الطريق نحو الحل: حوار ليبي-ليبي

من وجهة نظر العبيدي، الحل الوحيد للأزمة الليبية يجب أن يكون ليبياً بحتاً، بعيداً عن التدخلات الخارجية. فالشعب الليبي، كما يقول، “سئم من العبث الدولي واستخدام أزمته كورقة ابتزاز بين الدول المتدخلة”. ويؤكد أن الحوار الليبي-الليبي هو السبيل الأمثل لاستعادة الاستقرار وبناء الدولة الليبية على أسس وطنية.

الانتقادات للبعثة الدولية: من متري إلى باثيلي

لم تسلم البعثة الدولية من الانتقادات المتكررة منذ بداية عملها في ليبيا. ويستذكر العبيدي دور طارق متري، الذي تحدث في مذكراته “مسالك وعرة” عن التحديات التي واجهها خلال عمله كمبعوث أممي إلى ليبيا. كما يشير إلى ستيفاني ويليامز، التي فرضت أجندتها على الأطراف الليبية مستخدمة “ورقة الشرعية” لتهديد الأطراف المعارضة. وفي النهاية، يتساءل العبيدي عن معايير اختيار لجنة الـ75 التي شكلتها ويليامز، والتي تحولت إلى لجنة تختار للشعب حكومته وأجسامه السيادية.

أما باثيلي، الذي جاء خلفاً لويليامز، فلم يتمكن من تحقيق أي تقدم يُذكر في حل الأزمة الليبية. ويعزو العبيدي ذلك إلى الإملاءات الخارجية التي استمرت في التحكم بعمل البعثة، مما حال دون تمكنه من إنتاج حل حقيقي للأزمة.

مجلس الأمن والفصل السابع: لعنة على ليبيا

من أهم النقاط التي يثيرها العبيدي في تصريحاته هو الدور الذي لعبه مجلس الأمن الدولي في تأزيم الوضع في ليبيا من خلال فرض الفصل السابع. هذا القرار، الذي سمح بالتدخل العسكري في ليبيا، أدى إلى انهيار الدولة وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة للصراعات. ويرى العبيدي أن الشعب الليبي هو الضحية الأكبر لتلك القرارات، وأن الوقت قد حان لإنهاء تلك التدخلات وإعادة القرار إلى الليبيين أنفسهم.

الاستنتاج: استعادة القرار الوطني ضرورة ملحة

في النهاية، يؤكد العبيدي أن الحل الحقيقي للأزمة الليبية يكمن في استعادة القرار الوطني الليبي. فبدون استعادة السيادة على القرار السياسي، ستظل ليبيا غارقة في مستنقع الصراعات والتدخلات الخارجية. ويدعو العبيدي جميع القوى الليبية إلى الالتفاف حول هذا الهدف المشترك، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل للبلاد.

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى