الأخبارليبيا

عقيلة صالح في واشنطن.. هل ينجح في تغيير مسار الأزمة الليبية؟

عقيلة يقترح حكومة مصغرة لإعداد ليبيا لانتخابات جديدة

أخبار ليبيا 24

  • زيارة عقيلة صالح إلى واشنطن بدعوة من الخارجية الأمريكية.
  • محاولة صالح لإقناع الأمريكيين بانتهاء شرعية حكومة الدبيبة.
  • التأثير الأمريكي على الوضع الليبي يدفع عقيلة للتفاوض.
  • التوجه نحو حكومة انتقالية قصيرة تمهد الطريق للانتخابات.

عقيلة صالح في واشنطن: هل ينجح في تغيير مسار الأزمة الليبية؟

زيارة في توقيت حساس

في خطوة قد تعتبر نقطة تحول في المسار السياسي، قام المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب، فيصل بورايقة، بالإعلان عن زيارة رئيس المجلس عقيلة صالح، إلى واشنطن. جاءت هذه الزيارة بدعوة مباشرة من وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت تشهد فيه ليبيا تجاذبات سياسية وأمنية تهدد استقرار البلاد. زيارة صالح جاءت في إطار بحثه عن دعم دولي وخاصة من الولايات المتحدة، بهدف تحقيق تغيير جذري في مشهد السلطة الليبية الحالية.

انتهاء شرعية الدبيبة: حجة عقيلة الرئيسية

أحد أبرز المحاور التي ناقشها عقيلة صالح مع المسؤولين الأمريكيين كانت شرعية حكومة عبد الحميد الدبيبة. الدبيبة، الذي تولى السلطة كجزء من عملية سياسية تهدف إلى تمهيد الطريق نحو الانتخابات، يواجه الآن انتقادات من أطراف داخلية عديدة. يرى صالح أن هذه الحكومة قد تجاوزت فترة ولايتها ولم تعد مؤهلة لإدارة البلاد، مؤكدًا أن استمرارها في السلطة يعزز حالة الجمود السياسي ويفاقم الانقسام الداخلي.

الترويج لحكومة مصغرة مؤقتة

من بين الحلول التي طرحها صالح في واشنطن كانت فكرة تشكيل حكومة مصغرة لفترة قصيرة. هذه الحكومة، وفقًا لرؤيته، ستكون مسؤولة عن تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات وطنية شاملة، مما قد يؤدي إلى إنتاج دولة قوية ومستقرة. الترويج لهذه الفكرة جاء من إدراك صالح لحاجة ليبيا إلى مرحلة انتقالية منظمة، بعيدًا عن التنافسات السياسية والصراعات المسلحة التي عرقلت مسار العملية الانتخابية.

عقيلة صالح يبحث في واشنطن الدفع بالعملية السياسية

التأثير الأمريكي والتوازنات الدولية

من المعروف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد ملامح السياسة الليبية، سواء بشكل مباشر أو عبر تحالفاتها في المنطقة. عقيلة صالح يدرك تمامًا مدى تأثير واشنطن على الساحة الليبية، وهو ما دفعه للتوجه إليها في هذا التوقيت. يسعى صالح إلى كسب تأييد الأمريكيين لفكرة تغيير النظام الحاكم الحالي في ليبيا، ومحاولة جذب الدعم الدولي لخطة الانتقال السلمي إلى حكومة منتخبة جديدة.

محاولات موازنة الأطراف الإقليمية

بالإضافة إلى الدور الأمريكي، تتداخل المصالح الإقليمية في ليبيا بشكل كبير. تركيا ومصر هما من بين الأطراف الأكثر تأثيرًا في المشهد الليبي. ومع ذلك، يبدو أن عقيلة صالح يدرك أن تعزيز التدخل الأمريكي في ليبيا قد يقلص الدور التركي. تركيا، التي تحتفظ بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة، قد تجد نفسها مضطرة لتقليص تدخلها المباشر في الشأن الليبي، مما قد يفتح المجال لتغيرات استراتيجية جديدة في المنطقة.

الرهان على دعم خارجي للوصول إلى الانتخابات

تجسد زيارة عقيلة صالح إلى واشنطن محاولة جديدة لحل الأزمة الليبية عبر تفعيل الدور الدولي. إن مسعاه لتشكيل حكومة مؤقتة هو محاولة لتجاوز الصراعات الداخلية والخلافات المتكررة بين الأطراف الليبية، لكنه يدرك أن تحقيق هذا الهدف يتطلب دعمًا خارجيًا قويًا. كما أن نجاح هذه الخطوة سيعتمد على قدرة صالح على التوفيق بين القوى الدولية والمحلية، وتجنب التصادم مع الأطراف التي لها مصالح مختلفة في ليبيا.

من واشنطن عقيلة صالح يدعو إلى إطلاق المنتدى الليبي الأمريكي للتنمية والإعمار

التحديات المستقبلية

على الرغم من أن زيارة عقيلة صالح قد تفتح الباب أمام تحولات في المشهد الليبي، إلا أن التحديات ما زالت كبيرة. الفجوة بين الأطراف الليبية لا تزال عميقة، والاعتماد على الدعم الخارجي لتحقيق الاستقرار قد يؤدي إلى تأجيج الصراع إذا لم يتم التعامل معه بحذر. بالإضافة إلى ذلك، يبقى التساؤل حول قدرة صالح على الحفاظ على التوازن بين القوى الدولية والمحلية دون التضحية بمصالح ليبيا الوطنية.

في نهاية المطاف، ستبقى نتائج زيارة عقيلة صالح إلى واشنطن مرهونة بالقدرة على ترجمة هذه المحادثات إلى خطوات فعلية على الأرض. إذا تمكن من الحصول على دعم أمريكي ودولي لخطة حكومة مصغرة انتقالية، فقد يكون ذلك بداية لحل الأزمة الليبية. ومع ذلك، يبقى الشك هو السائد في إمكانية تحقيق هذا الهدف في ظل تعقيدات الوضع الداخلي والضغط المستمر من الأطراف الإقليمية والدولية.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى