الأخبارليبيا

السيطرة الأجنبية على المركزي.. بداية نهاية السيادة الليبية

فايز العريبي: البنك المركزي أصبح أداة للغرب

أخبار ليبيا 24

  • الاحتياطي الفيدرالي يدير المركزي الليبي: سيادة في خطر
  • المركزي مقابل الغذاء: رهن مقدرات ليبيا للاستعمار
  • مستشارون أجانب يديرون المركزي: اختيارات شكلية محسوبة
  • العريبي: فيلم البنك المركزي كان مفتعلاً ومدروساً مسبقاً

السيطرة الأجنبية على المركزي الليبي: أزمة هوية وسيادة

لا شك أن مصرف ليبيا المركزي لم يعد كما كان، مؤسسة سيادية تعبّر عن قرار وطني مستقل. هذه الحقيقة الصادمة أكدها المحلل السياسي فايز العريبي، وأثارت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية. بالنسبة للعريبي، البنك لم يعد مصرفًا مركزيًا؛ بل أصبح “بنكًا” تابعًا بشكل مباشر للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يعتبره نذيرًا لخطر فقدان السيادة الليبية بشكل كامل.

البنك المركزي: بين الغذاء والسياسة

العريبي في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ورصدته “أخبار ليبيا 24” الأخيرة التي يستعيد ما كتبه في السابق، حيث حذّر من أن البنك المركزي أصبح رهينة مقابل الغذاء والدواء. “المركزي مقابل الغذاء”، هذه العبارة التي استخدمها تعبر عن الرهن الكامل لمقدرات ليبيا للاستعمار الجديد الذي لا يتخذ شكلًا تقليديًا، بل يأتي من خلال التحكم في الموارد الاقتصادية الأساسية. قد يبدو هذا التحذير للبعض مبالغًا فيه، لكن الواقع يثبت شيئًا فشيئًا صحة هذه الرؤية. البنك المركزي، الذي كان من المفترض أن يكون قلب الاقتصاد الليبي، تحول إلى أداة تُدار من قبل لجنة دولية، كما أن هذه اللجنة لا تترك مجالًا لليبيين أنفسهم في اتخاذ القرار، بل تكتفي بإعطاء توجيهاتها في كل ما يتعلق بالسياسات المالية.

مستشارون أجانب واختيارات محسوبة

العريبي لم يكتفِ بتحليل الدور الدولي في السيطرة على البنك المركزي، بل انتقد ما سماه بـ”الاختيارات الشكلية” التي لا تعبر عن إرادة ليبية حقيقية. بالنسبة له، المحافظ الجديد لم يكن نتاج عملية انتخابية أو قرار سيادي داخلي؛ بل كان من اختيار الأمريكان والبريطانيين قبل أن يتم تعيينه. هذه الخطوة تُظهر بوضوح كيف يتم التحكم في المؤسسات السيادية الليبية من الخارج، وكيف أن الأدوار التي يلعبها الليبيون أنفسهم أصبحت مجرد “تمثيل” في فيلم محبوك الإخراج.

المحلل فايز العريبي ينتقد سيطرة المستشارين الأجانب على البنك المركزي الليبي، معتبرًا إدارته مرهونة بالكامل للخارج وخطوة لفقدان السيادة الليبية
المحلل فايز العريبي ينتقد سيطرة المستشارين الأجانب على البنك المركزي الليبي، معتبرًا إدارته مرهونة بالكامل للخارج وخطوة لفقدان السيادة الليبية

فيلم مفتعل ودراما محسوبة

يصف العريبي ما يحدث حاليًا بـ”فيلم مفتعل ومدروس”. هو لا يرى في ما يحدث مجرد تطورات سياسية أو اقتصادية عادية، بل يعتبره جزءًا من خطة محكمة أدت إلى فقدان ليبيا لأحد أهم أركان سيادتها. “طار المركزي وصفقي ياوزة”، بهذه العبارة الساخرة يعبر العريبي عن المشهد الكارثي الذي يرى فيه ليبيا. ما يجعل الأمر أكثر مأساوية هو الصمت المطبق الذي يلف الأجواء، فلا أحد ينبس ببنت شفة، وكأن الجميع متواطئ أو عاجز عن مواجهة هذه السيطرة الأجنبية.

الماء المالح: مستقبل غامض

في نهاية تصريحاته، يعبّر العريبي عن حالة من التشاؤم العميق حول مستقبل ليبيا، قائلاً: “توا ما فيه إلا شرب المالح”. هذه العبارة الشعبية تعبر عن استسلام تام للوضع الراهن، حيث يرى العريبي أن ليبيا لم يعد أمامها سوى تقبل الواقع المؤلم الذي فرضته القوى الأجنبية على سيادتها. المستقبل يبدو غامضًا ومظلمًا، ولا بوادر تلوح في الأفق لاستعادة زمام الأمور.

النتيجة: سيادة ضائعة وأزمة مستمرة

تصريحات العريبي تلقي الضوء على مسألة حساسة لا تتعلق فقط بالاقتصاد، بل تمتد لتشمل البعد السياسي والاجتماعي أيضًا. البنك المركزي، الذي كان من المفترض أن يكون أداة لتمويل التنمية ودعم الاستقرار، أصبح ساحة للصراعات الدولية والضغوط الخارجية. هذا السيناريو لم يكن وليد الصدفة، بل كان جزءًا من خطة مُحكمة بدأت منذ سنوات، وها هي تصل إلى ذروتها في هذه اللحظة الحاسمة.

أمام هذا الواقع، يبدو أن ليبيا قد تفقد أكثر من مجرد السيطرة على مواردها المالية؛ فالأمر يمتد ليشمل فقدان الهوية والسيادة الوطنية نفسها. وإذا استمر هذا الصمت الداخلي، فإن المستقبل قد يحمل المزيد من الأزمات، ولن يكون “شرب الماء المالح” سوى البداية.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى