شاهد على كارثة سيول درنة: تضررت المدارس ولكن التعليم هو روح مدينة درنة| الجزء الأخير
إعادة إعمار درنة بالعلم والتعلم

أخبار ليبيا 24
في الجزءالأول روى لوكالة أخبار ليبيا 24 أحد الناجيين من عاصفة مدينة درنة السيد عادل فتحي بوخشيم مدير مكتب التعليم الثانوي بمراقبة التربية والتعليم درنة، شهادته حول تلك الليلة الصعبة التي عاشها الأهالي، وتفاصيل ما بعد الكارثة بالتركيز على وضع المدارس التي استقبلت النازحين.
وأوضح السيد عادل أنه “خرجت 13 مدرسة عن الخدمة في وسط المدينة التي تدمرت بسبب العاصفة، حجم الدمار الذي لحق بالمدارس يصل لـ 70%، و كافة المدارس التي تدمرت هي مدارس عريقة وقديمة”.
الاهتمام بالجانب النفسي للمعلمين والطلبة
وفي الجزء الثاني والأخير من رواية شهادته حول الكارثة، والإجراءات المتبعة للعودة للمدارس مع بداية العام الدراسي، يحكي لنا السيد عادل، الاهتمام بالصحة النفسية للمعلمين والطلاب، كذلك الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي، عبر صيانة المدارس وتهيئتها بالشكل اللازم.
عن الجانب النفسي للطلبة والمعلمين، للعودة إلى الدراسة بعد أن عاشوا صدمات نفسية كبيرة بسبب الكارثة، يقول السيد عادل “قامت وزارة التربية والتعليم بالحكومة الليبية وعدد من المنظمات بمحاضرات وفعاليات للتوعية بالجانب النفسي، والاعتمام به سواء للمعلم أو الطالب، وخلال الأيام القليلة الماضية اختتم فعاليات المنتدى الصيفي الترفيهي للأطفال، الذي كان الهدف منه إخراج الأطفال من الأزمة التي مروا بها”.
ويتابع عن الأساليب والإجراءات المتبعة للتعامل مع المدرسين والمدرسات الناجيين من الكارثة، والذين فقدوا المدارس التي كانوا يعملون بها، وتم نقلهم لمدارس أخرى، يوضح السيد عادل “تعاملنا مع المدرسين الذين خرجوا من المدينة، بإجراءات تراعيهم على اعتبار أنهم نازحين، وحاولنا مراعاة المدرسين الذين لا يزالوا في درنة، وإخراطهم في العملية التدريسية حتى يتعايشوا”.
تعيين كوادر تعليمية جديد لسد العجز
وعن الأزمة التي حدثت على إثر الكارثة، والتي تسبتت في نقص الكوادر التعليمية يقول السيد عادل “واجهنا نقص كبير في المدرسين، ولكن وزارة التعليم كانت متعاونة وسمحت لنا بإبرام عقود مع تقريبا 700 معلم، لازلنا نكمل إجراءاتهم الإدراية”.
إذ خسرت المدينة 300 معلم من ضمن ضحايا السيول، و 11 موجه تربوي، أما بالنسبة لعدد الطلبة لا تتوفر إحصائية دقيقة إلى الآن.
وحول الاستعداد للعام الدراسي الجديد، الذي سيكون مختلف بشكل جذري على درنة وأهلها يقول السيد عادل “بالتأكيد سيكون العام الدراسي الجديد أفضل من العام الماضي، باعتبار أنه حدثت عند بدايته الكارثة، وبهذه المناسبة نقدم تحية للجنة إعادة إعمار درنة، التي قامت بمجهودات فاقت توقعاتنا، إذ تمت صيانة المدارس وبناء أخرى جديدة، بالإضافة لوجود مدارس قديمة جدا دخلت للخدمة وستستقبل الطلاب بعد صيانتها، ومن المنتظر إنشاء عدد 15 مدرسة جديدة في الفترة القادمة”.
وفي ختام لقائه مع وكالة أخبار ليبيا 24 “نطلب من كافة المعلمين وأولياء الأمور وكذلك الطلبة، التكاتف والترابط من أجل أن تعود درنة كما كانت وأفضل”.
تبقى عاصفة دانيال ذات أثر كبير وصادم على أهالي درنة وعلى كافة ربوع ليبيا، الدرنة المشهور بالعلم والثقافة، نهضت اليوم عن طريق سواعد أبنائها بالانخراط سريعاً بالعام الدراسي الجديد، لإعادة بناء المدينة عبر العلم.