أخبار ليبيا 24
-
اليونيسيف: 10 آلاف لاجئ سوداني نصفهم من الأطفال في الكفرة.
-
الكفرة تواجه أزمة متفاقمة مع تزايد الطلب على الخدمات الأساسية.
-
درنة بعد عام على نكبتها: دعم واسع، لكن التحديات مستمرة.
-
خطة رباعية لتعزيز كفاءة استجابة الكوارث في ليبيا بالتعاون مع اليونيسيف.
أزمة اللاجئين السودانيين في الكفرة تتفاقم وسط عجز في البنية التحتية
مدينة الكفرة، باتت تشهد موجة غير مسبوقة من تدفق اللاجئين السودانيين الهاربين من النزاعات والاضطرابات في بلادهم. ففي حين كانت المدينة تعدُّ نقطة صغيرة على خارطة الصراع الليبي المعقد، أصبحت اليوم محط أنظار المنظمات الدولية والإنسانية بسبب تدفق أعداد هائلة من اللاجئين الذين يتجاوز عددهم قدرات المدينة على الاستيعاب.
اليونيسيف في الكفرة: جهود متواصلة وإنجازات رغم التحديات
أكدت المتحدثة باسم منظمة اليونيسيف في ليبيا، سعاد المراني، أن المدينة باتت تعاني من تضخم حاد في أعداد اللاجئين السودانيين، مما جعل الطلب على الخدمات الأساسية يتفاقم بشكل لافت. وأوضحت أن المنظمة، رغم كل التحديات، تمكنت من الوصول إلى 10 آلاف لاجئ، ثلثهم من الأطفال، حيث تم تقديم الغذاء والماء النظيف والدواء، بالإضافة إلى حزم النظافة الأساسية ورعاية الأطفال.
ورغم أن هذه الجهود الإنسانية الحثيثة تمثل طوق نجاة للكثير من هؤلاء اللاجئين، إلا أن المدينة نفسها باتت تواجه تحديات جسيمة تتعلق بالبنية التحتية ونقص الموارد. إذ لا تزال الكفرة غير مستعدة لاستقبال مثل هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
الكفرة: تحديات البنية التحتية والموارد
مدينة الكفرة ليست مجهزة ببنية تحتية قادرة على تحمل هذا الضغط الهائل الذي فرضه تدفق اللاجئين، الأمر الذي جعل جميع المرافق الأساسية تعاني من نقص حاد في الموارد. فمن المدارس إلى المستشفيات، مرورًا بالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، جميعها تجد نفسها تحت ضغط غير مسبوق.
وفي حديثها، أشارت المراني إلى أن “التزايد المستمر لأعداد اللاجئين جعل التحديات أكثر تعقيدًا، حيث تزداد الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والخدمات الصحية.” وأكدت أن المنظمة الدولية تسعى جاهدة لملء هذا الفراغ، لكن الموارد المتاحة لا تكفي لتغطية جميع الاحتياجات، مما يتطلب تضافر الجهود من مختلف الأطراف الدولية والمحلية.
درنة: عام على نكبة بلا حلول
وعلى الجانب الآخر من ليبيا، تعيش مدينة درنة واقعًا مأساويًا لا يقل تعقيدًا عن الكفرة. فبعد عام على نكبتها، ورغم الجهود الدولية والمحلية التي بُذلت لإعادة الحياة إليها، لا تزال المدينة تواجه تحديات جسيمة.
درنة التي كانت يوماً رمزاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في شرق ليبيا، تعرضت لضربة قوية بعد انهيار بنيتها التحتية نتيجة للكارثة التي حلت بها. وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها اليونيسيف، والمنظمات الأخرى، لا تزال المدينة تعاني من نقص حاد في الموارد والخدمات. وأكدت المراني أن “المدينة تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي والمحلي لمواجهة هذا التحدي الهائل الذي يفرضه الواقع الصعب.”
خطة اليونيسيف طويلة الأمد: نحو رفع كفاءة الاستجابة للكوارث
وبعيداً عن الجهود الفورية، تعمل اليونيسيف بالتعاون مع الجهات الليبية المعنية على إعداد خطة طويلة الأمد تمتد لأربع سنوات تهدف إلى رفع كفاءة إدارات الكوارث والأزمات في ليبيا. وقالت المراني: “إن الهدف من هذه الخطة هو تعزيز قدرات الاستجابة السريعة في المدن التي تتعرض للأزمات بشكل متكرر، مثل درنة والكفرة، بحيث تكون هناك أنظمة جاهزة للتعامل مع أي طارئ.”
وتركز الخطة على بناء قدرات الكوادر المحلية وتطوير الهياكل الإدارية لتكون أكثر فعالية واستجابة في مواجهة التحديات، سواء كانت ناجمة عن كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة.
الخاتمة: واقع صعب ومستقبل مجهول
إن الأزمة الإنسانية التي تواجهها مدينتا الكفرة ودرنة ليست مجرد قضية نقص في الموارد أو خلل في الإدارة، بل هي تعبير عن واقع معقد تعيشه ليبيا في ظل نزاعات متواصلة وغياب الاستقرار. ومع تزايد أعداد اللاجئين وتفاقم الأزمات الإنسانية، يبقى السؤال المطروح هو: هل يمكن للجهود الدولية والمحلية أن تحدث فرقاً حقيقياً في تحسين أوضاع هذه المدن؟ وهل ستتمكن ليبيا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة لتبني مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات تحتاج إلى تعاون دولي مكثف وجهود مستدامة من قبل جميع الأطراف المعنية، حتى تتمكن ليبيا من تجاوز هذه المرحلة العصيبة والوصول إلى بر الأمان.