إيران تؤكد إصابة سفيرها في لبنان إثر انفجار جهاز بيجر
اتهامات لإسرائيل بتنفيذ هجوم سيبراني يعمّق التوترات مع حزب الله

أخبار ليبيا 24
-
إيران تؤكد إصابة سفيرها في لبنان إثر انفجار جهاز بيجر.
-
حزب الله يعلن الاستنفار ويدعو أنصاره للتخلص من أجهزة الاتصال.
-
وزارة الصحة اللبنانية تعلن حالة الطوارئ لمواجهة مئات الإصابات.
-
الولايات المتحدة تنفي ضلوعها في انفجارات حزب الله وتجمع المعلومات.
تفجير أجهزة الاتصالات.. تصاعد التوتر في جنوب لبنان
في تطور لافت يعكس تصاعدًا خطيرًا في مستوى التوتر الأمني في لبنان، شهدت مناطق عدة في جنوب البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت سلسلة من الانفجارات المفاجئة التي طالت أجهزة اتصالات يستخدمها عناصر من حزب الله. الهجمات، التي وُصفت بالسيبرانية، أثارت جدلاً واسعًا بين الأطراف الإقليمية حول الجهة المسؤولة عن هذا الاختراق الأمني الذي يعد من أخطر التحديات التي تواجه حزب الله في صراعه الطويل مع إسرائيل.
إصابة السفير الإيراني.. والتوتر الإيراني-الإسرائيلي
تأزّم الموقف السياسي والأمني لم يقتصر على الساحة اللبنانية فحسب، بل وصل إلى الساحة الإقليمية والدولية، حيث أكدت وكالة “مهر” الإيرانية إصابة السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، جراء انفجار جهاز “بيجر” كان بحوزته، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. هذه الحادثة التي تضاف إلى سلسلة من الأحداث المتصاعدة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تثير تساؤلات حول مدى استعداد الأطراف للذهاب بعيدًا في هذا الصراع المتواصل، وحول مدى تورط إسرائيل في تنفيذ هجمات سيبرانية تستهدف حزب الله.

اختراق أمني أم هجوم سيبراني؟
وفيما وصفت وسائل الإعلام اللبنانية الحادثة بأنها هجوم إسرائيلي سيبراني، نفت تل أبيب أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات، ما جعل الوضع أكثر غموضًا. اللافت في هذا السياق هو تطابق توقيت هذه الانفجارات مع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، حيث يواصل الطرفان تبادل القصف عبر الحدود الجنوبية منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
إسرائيل تنفذ هجوماً سيبرانياً يستهدف لبنان وسوريا بتداعيات خطيرة
مصادر عسكرية لبنانية أشارت إلى أن السبب الرئيسي وراء الانفجارات يعود إلى اختراق الموجات التي تعمل عليها أجهزة الاتصال، ما أدى إلى ارتفاع حرارة بطارياتها، وبالتالي انفجارها. وإذا ثبتت صحة هذه المعلومات، فإنها تمثل أكبر اختراق أمني يتعرض له حزب الله في السنوات الأخيرة.
استجابة حزب الله ووزارة الصحة اللبنانية
من جانبه، لم يتأخر حزب الله في الرد على هذا الاختراق، حيث دعا جميع عناصره ومناصريه إلى التخلص الفوري من أجهزة الاتصال التي يستخدمونها، في خطوة احترازية تهدف إلى منع تكرار الحادثة. وعلى الأرض، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية حالة الطوارئ القصوى، ودعت جميع العاملين في القطاع الصحي إلى التوجه فورًا إلى المستشفيات للمساعدة في إسعاف مئات الجرحى الذين نُقلوا جراء الانفجارات.
وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن عدد القتلى بلغ ثمانية أشخاص، بينما أصيب نحو 2750 آخرين، منهم 200 في حالة حرجة، ما يعكس حجم الدمار الذي خلفته تلك التفجيرات. ومع تفاقم الأوضاع، أصبحت المستشفيات تعج بالمصابين، في مشهد يعكس تدهور الوضع الصحي في البلاد التي تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وصحية متتالية.

الدور الأميركي والتوترات الإقليمية
وعلى الصعيد الدولي، جاءت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، لتضيف بعدًا جديدًا إلى الأزمة، حيث أكد أن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالهجمات، ولم يكن لها أي دور فيها. ورغم ذلك، رفض التعليق على الشكوك التي تشير إلى تورط إسرائيل في هذه الهجمات، مشددًا على ضرورة جمع المزيد من المعلومات قبل إصدار أحكام نهائية.
وفي ظل هذا التصعيد، تواصل الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لمنع اندلاع نزاع إقليمي شامل. حيث التقى المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، بمسؤولين إسرائيليين في محاولة للحؤول دون تصاعد الأمور إلى مستوى حرب شاملة مع حزب الله. كما أجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، محادثات مع نظيره الإسرائيلي، حثّه خلالها على أهمية تقليص التوترات عبر الحلول الدبلوماسية.
مستقبل الصراع.. إلى أين؟
مع تعقد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، يبقى السؤال الأكبر هو إلى أين يتجه هذا الصراع؟ هل ستؤدي هذه الانفجارات إلى إشعال فتيل حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل، أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في تهدئة الأوضاع؟ ما هو واضح حتى الآن هو أن المنطقة تقف على حافة بركان قد ينفجر في أي لحظة إذا استمر التصعيد بين الطرفين.
ورغم التحذيرات الدولية بضرورة ضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، خاصة في ظل وجود أطراف خارجية تسعى إلى استغلال الوضع المتوتر لتحقيق أهدافها الإقليمية. وبينما تستمر الهجمات عبر الحدود، يبقى لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع المستمر.

إن التفجيرات الأخيرة لأجهزة الاتصالات في لبنان تمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع بين حزب الله وإسرائيل. ومع استمرار الغموض حول الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات، يبدو أن لبنان والمنطقة بأكملها على موعد مع مرحلة جديدة من التوترات التي قد تفضي إلى تصاعد الأعمال العدائية، ما لم تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.