قصص إنسانية

شاهد على كارثة سيول درنة: تضررت المدارس ولكن التعليم هو روح مدينة درنة

الأضرار بالمدارس كبيرة تصل إلى 70%

أخبار ليبيا 24

مر عام كامل على أكبر كارثة بسبب السيول منذ قرن في القارة الأفريقية، والتي عصفت بمدينة درنة الزاهرة في سبتمبر من عام 2023، الكارثة التي لم تتوقع أجهزة الدولة أن تكون بهذا الحجم وبتلك الخطورة، رغم تحذيرات بعض الجهات الأخرى من ناقوس الخطر دون جدوى.

كارثة دمرت المدارس العريقة بالمدينة

يستذكر الضحايا الناجيين من السيول قصصهم مع تلك الليلة التي اختفى فيها ضوء القمر، وارتفعت فيها الأصوات المرعوبة مناجية ربها بأن يحميهم، ويتنتهي العاصفة بأقل الأضرار، ولكن الواقع وقدر المدينة كان مغايراً، تفاجأ أهل المدينة والعالم أجمع بحجم الكارثة التي أودت بحياة الآلاف ودمرت ربع المدينة، التي امتد البحر لكيلومترات داخلها، وتغير لونه ليصبح بلون الطين.

يروي الناجي من السيول السيد عادل فتحي بوخشيم مدير مكتب التعليم الثانوي بمراقبة التربية والتعليم درنة تفاصيل تلك الليلة، وكذلك دورهم في قطاع التعليم للاستجابة السريعة للكارثة عبر فتح المدارس وتهيئتها لإستقبال النازحين، الناجيين من تلك الليلة. 

وعن شهادته حول عاصفة دانيال التي اجتاحت مدينة درنة سبتمبر العام الماضي يقول السيد عادل “صراحة أنا كنت راقد أثناء حدوث العاصفة، في ساعات الصباح الباكر وتحديدا عند الساعة 6:30 صباحا، أيقظتني من النوم إبنة خالي تخبرني المدينة غرقت.. وما كنت متوقع أن الكارثة ستكون كبيرة بهذا الحجم، نزلنا لوسط البلاد نساعدوا في الناس، وننقذوا فيهم، الكارثة يعجز اللسان عن وصفها”.

تعرضت درنة لسيول فيما سبق ويتابع عادل “يحكي لي والدي أن تعرضت المدينة لسيل في عام 1995 وكان عدد الوفيات 9 أشخاص فقط، وكذلك في عام 2011 حصل سيل لكن دون وقوع ضحايا، ولكن تبقى السيول السابقة ليست ككارثة دانيال التي رفعت ربع المدينة بما فيها من أشخاص ومباني”.

ويوضح السيد عادل “عدد المؤسسات التعليمية في درنة 16 مدرسة ثانوية 59 مدرسة تعليم أساسي 13 روضة”.

وعن أولى الخطوات التي قامت بها المؤسسات التعليمية بالمدينة بعد حدوث الكارثة “تم فتح المدارس لإستقبال النازحين، ثم تم تشكيل لجنة أزمة وطوارئ”

ويتابع عادل عن وضع المدارس المتضررة من العاصفة “خرجت 13 مدرسة عن الخدمة في وسط المدينة التي تدمرت بسبب العاصفة، حجم الدمار الذي لحق بالمدارس يصل لـ 70%، و كافة المدارس التي تدمرت هي مدارس عريقة وقديمة”.

وعن ضحايا دانيال من الكادر التعليمي يوضح “خسرت المدينة 300 معلم من ضمن ضحايا السيول، و 11 موجه تربوي، أما بالنسبة لعدد الطلبة لا تتوفر إحصائية دقيقة إلى الآن”.

وأردف قائلاً “عملت لجنة الطوارئ على تنظيم العملية التعليمية، بحيث تم ترحيل طلبة المدارس المتضررة إلى المدارس الأخرى السليمة والتي لم تتضرر من السيول، تعتبر عملية الترحيل للطلبة لمدارس أخرى تبعد عن مناطقهم السكنية بها مشقة كبيرة لهم، ولكن التعليم في درنة يعتبر روح المدينة، ولكن بالعزيمة والإرادة استطعنا أن نتجاوز المصاعب الكبيرة”

نستكمل بقية القصة في الجزء الثاني.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى