أخبار ليبيا 24
-
الغرياني يستخدم الدين كأداة لترهيب وتكفير معارضيه، متهمًا البرلمان بتشريع الربا.
-
يثير النعرات القبلية بتقسيم الليبيين بين مؤيدي فبراير والقذافي.
-
تبني خطاب عنصري يطالب بعزل سياسي غير ديمقراطي.
-
يروج للفوضى والعنف، محرضًا ضد مؤيدي سبتمبر.
استغلال الدين لتشويه الخصوم وتخويف الشعب
في تصريحاته المتكررة، يظهر الصادق الغرياني المفتي المعزول، استخدامه المتكرر للدين كأداة لتشويه الخصوم وترهيب الشعب الليبي. فهو لا يتوانى عن وصف القرارات الصادرة عن البرلمان بأنها “معادية لدين الله”، مستهدفًا بذلك أي قرار لا يتماشى مع رؤيته الخاصة. هذا التصريح يحمل في طياته ترهيبًا واضحًا لكل من يعارضه، حيث يستخدم مصطلحات دينية لزرع الخوف في قلوب الناس ولإضفاء شرعية دينية على آرائه السياسية.
يذهب الغرياني إلى أبعد من ذلك، متهمًا النواب الذين يصدرون تلك القرارات بأنهم “يبدلون دينهم”. هذه الاتهامات الخطيرة تسعى إلى تشويه صورة كل من يختلف معه، مما يثير تساؤلات حول مدى احترامه لحرية الرأي والتعبير والاختلاف. فبدلًا من تقديم حوار بناء يستند إلى الأدلة والحجج، يعتمد الغرياني على التهديد والتكفير، ما يشكل خطورة كبيرة على نسيج المجتمع الليبي المتنوع.
“كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”.. الغرياني يتحدث بلسان الفتنة
تقسيم الشعب الليبي: أداة المفتي المعزول
من بين أكثر الأبعاد السلبية في خطاب الغرياني، هو استمراره في تقسيم ليبيا وإثارة النعرات بين الليبيين. حيث يسعى باستمرار إلى تمييز الليبيين بين مؤيدي “دولة فبراير” وأنصار “القذافي”، مما يعزز الفتنة والانقسام. يقول في أحد تصريحاته: “مع من أنتم، هل مع دولة فبراير أم مع القذافي؟”، وكأن الوطن بات مختزلًا في خيارين فقط، متجاهلًا التعددية السياسية والاجتماعية التي تميز ليبيا.
استخدام الغرياني للدين في الترهيب والتكفير يثير الانقسامات، يعزز العنصرية، ويدعو للعزل السياسي والعنف، مما يعمق الأزمة السياسية والاجتماعية في ليبيا.
يعتبر مثل هذا الخطاب مصدرًا للفرقة والفتنة بين المواطنين، وهو خطاب يتنافى مع دعوات الوحدة الوطنية والتعايش السلمي. فإذا كان المفتي يسعى فعلاً لإصلاح الأوضاع، فإن أول ما يتوجب عليه فعله هو دعم الحوار الوطني الجامع والشامل، بدلاً من تعزيز الانقسامات التي لم تجلب للبلاد سوى المزيد من الأزمات.
توجهات عنصرية ودعوات لعزل سياسي غير قانوني
واحدة من أخطر جوانب خطاب الغرياني هو تبنيه لفكرة العزل السياسي، وهي فكرة لطالما أثارت الجدل في ليبيا. يرى الغرياني ضرورة فرض قوانين العزل السياسي على كل من لا يتماشى مع رؤيته، مع تجاهل كامل لقيم الديمقراطية والعدالة. فبدلاً من تعزيز المشاركة السياسية المتكافئة، يسعى إلى إقصاء خصومه السياسيين من المشهد.
هذا التوجه العنصري والعزل السياسي يتعارض مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي يسعى الشعب الليبي إلى تحقيقها بعد ثورة فبراير. إذ لا يمكن لمثل هذه الدعوات إلا أن تؤدي إلى المزيد من الانقسامات والإقصاء، وهو أمر يعمق الأزمة السياسية في ليبيا.
إثارة الفوضى والتحريض على العنف ضد المخالفين
إضافة إلى خطاب التكفير والعزل، لا يتردد الغرياني في التحريض على العنف والفوضى ضد من يعتبرهم خصومه السياسيين. في أحد تصريحاته، يقول: “أنصار سبتمبر الآن أصبح لهم مواقف عدائية لفبراير ويقاومونها بالسلاح”، مشيرًا إلى احتمال استخدام القوة المسلحة في مواجهة هؤلاء. هذا النوع من التصريحات لا يزيد إلا من حالة الفوضى والاضطراب التي تعاني منها ليبيا.
عندما يتحول خطاب ديني إلى تحريض مباشر على العنف والفوضى، فإنه يتحمل مسؤولية كبيرة في تعميق الصراع وزيادة التوترات بين أبناء الوطن الواحد. المفتي المعزول، بدلاً من أن يكون شخصية تجمع الناس على كلمة سواء، يصبح صوتًا للفوضى والتحريض، مما يضعه في موضع الانتقاد والرفض من قبل العديد من الليبيين الذين يسعون إلى السلام والاستقرا