أخبار ليبيا 24
-
تقارب مصر – تركيا بدون اختراق سياسي واضح في الملف الليبي.
-
واشنطن والاتحاد الأوروبي: معضلات تقاطع مصالح في ليبيا.
-
صراع المصرف المركزي الليبي: تأجيج الخلافات وتأجيل الحلول.
-
التعاون الاقتصادي المصري – التركي: أولوية على حساب الأزمة الليبية.
تتفاقم الأزمة السياسية في ليبيا مع تزايد التدخلات الخارجية وصراعات المصالح الدولية. ومع تعقد المشهد، تتوجه الأنظار إلى التعاون المصري التركي الذي يثير العديد من التساؤلات حول مدى قدرته على حل الأزمة الليبية المعقدة. في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن وحلفاؤها الأوربيون تكريس جهودهم للتأثير على مسار الأحداث، يبدو أن الأطراف المحلية والدولية تواجه تحديات جديدة تزيد من تعقيد الحلول الممكنة.
التقارب المصري التركي: بين التعاون الاقتصادي والخلافات السياسية
لقد شهدت العلاقات المصرية التركية تحولاً ملحوظاً من العداء إلى التعاون، خصوصاً في المجال الاقتصادي. ورغم هذا التحول، لم ينجح اللقاء الأخير بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إحداث اختراق سياسي ملموس في الملف الليبي. تبقى الخلافات حول القضايا الرئيسية، مثل تشكيل حكومة موحدة في ليبيا، عائقاً أمام تقدم الحلول السياسية.
أشار المحلل السياسي، محمد محفوظ، إلى أن التصريحات المشتركة بين البلدين جاءت لتؤكد على دعم مسار الانتخابات في ليبيا، ولكنها خلت من أي إشارة إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، مما يعكس تباين المواقف بين البلدين تجاه شكل الحلول المطروحة. في الوقت ذاته، فإن الاتفاق على الشراكة الاقتصادية يبرز كأولوية للطرفين، وهو ما قد ينعكس سلباً على الجهود السياسية المشتركة.
السيسي يشيد بالتعاون المصري-التركي ويبرز أهمية حل الأزمة الليبية
الدور الأمريكي والأوروبي: تصادم مصالح واستراتيجية مبهمة
في ظل السعي المستمر من قبل واشنطن وحلفائها الأوربيين لتقليص النفوذ الروسي في أفريقيا، تتعقد الأمور بشكل أكبر في ليبيا. يرى عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أن الدولتين، مصر وتركيا، رغم نفوذهما المتزايد في ليبيا، لا تملكان القدرة على حل الأزمة الليبية بمفردهما. ويرجع ذلك إلى التناقضات في المصالح والتصورات بين مختلف القوى الدولية.
وفي هذا السياق، تُعتبر ليبيا ساحة صراع محتملة بين واشنطن وموسكو، حيث تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لإضعاف النفوذ الروسي، مما قد يتعارض مع أهداف وتصورات القاهرة وأنقرة للحل في ليبيا. هذه المعادلة المعقدة تضيف المزيد من الضغوط على الأطراف الليبية وتجعل من الصعب التوصل إلى تسوية شاملة.
الصراع على المصرف المركزي الليبي: تأجيج الخلافات وتعقيد الحلول
يشكل الصراع على مصرف ليبيا المركزي نقطة محورية في الأزمة الحالية. حيث تتنافس الفصائل المختلفة للسيطرة على هذا المصرف، الذي يمثل أحد أهم مراكز القوة الاقتصادية في البلاد. قام المجلس الرئاسي بتعيين محافظ جديد للمصرف، مما أثار خلافات حادة مع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وفتح الباب أمام مزيد من التصعيد.
لقاء تاريخي بين السيسي وأردوغان في أنقرة لتعزيز العلاقات الثنائية
يعد الصراع على المصرف المركزي تعبيراً واضحاً عن تعقيدات الأزمة الليبية، حيث تتشابك المصالح السياسية والاقتصادية بشكل يصعب معه تحقيق تقدم دون معالجة هذه القضايا الأساسية. وتعتبر هذه الأزمة اختباراً حقيقياً لقدرة الأطراف الدولية والمحلية على الوصول إلى توافقات تُخرج البلاد من مأزقها الحالي.
التعاون المصري التركي: أولوية اقتصادية على حساب السياسة
رغم الأهمية التي يوليها كل من مصر وتركيا للعلاقات الاقتصادية بينهما، إلا أن هذه الشراكة لم تترجم إلى حلول سياسية فعالة في ليبيا. يبدو أن القاهرة وأنقرة تُفضلان التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة في مجال إعادة الإعمار بالشرق الليبي، على حساب التقدم في المسار السياسي.
وتواجه مصر وتركيا تحديات متزايدة في الحفاظ على مصالحهما الاقتصادية في ليبيا، في ظل المنافسة مع القوى الأخرى المتدخلة في الشأن الليبي. ورغم ذلك، لا يبدو أن هناك أي نية لدى البلدين للتنازل عن مصالحهما الحيوية، حتى لو كان ذلك يعني تأجيل الحلول السياسية.
في الختام تستمر الأزمة الليبية في التفاقم مع غياب رؤية موحدة بين الأطراف الدولية والمحلية لحل الصراع. ورغم التقارب المصري التركي في المجالات الاقتصادية، فإن الخلافات السياسية والتحديات الدولية تحول دون تحقيق تقدم ملموس في حل الأزمة الليبية. وبينما تظل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون طرفاً رئيسياً في تحديد مسار الأحداث، يبقى الحل السياسي بعيد المنال في ظل تشابك المصالح وصراع القوى على الساحة الليبية.