درناوي يصفُ تفاصيل الفاجعة ويقول: دانيال حول درنة إلى أثرٍ بعد عين | الجزء الأخير
تفاصيل مأساوية للنجاة من دانيال

أخبار ليبيا 24
عاش أهالي مدينة درنة واحدة من أقوى الفيضانات في عصرنا الحالي، تسببت بدمار نصف المدينة وبوفاة آلاف من المواطنين جلهم غرق في البحر، بعد أن ابتلع البحر عمارات كاملة واجتثت من فوق الأرض قطعة واحدة.
قصة مروعة لنجاته من دانيال
يواصل الناجي من إعصار دانيال، فارس عاشور، رواية أحداث مريرة عاشها، بعد أن دخل السيل إلى بيته وأغرق أهله، إذ توفت والدته فورا بعد أن غمر الجزء السفلي من المنزل الذي يعيشون به، على الرغم من محاولات عاشور لإنقاذها، ليجد نفسه مدفوعاً بقوة المياه الجارفة إلى الخارج، وعلى بعد حوالي 400 كيلومتر من منزله، كما روى لنا في الأجزاء السابقة.
وفي الجزء ما قبل الأخير حكى فارس عن الصدمة الكبيرة التي تعرض لها كل أهالي درنة، عندما طلع الصباح، و رأوا حجم الدمار غير المتوقع، وكأنه يوم القيامة على حد قول فراس في الجزء السابق، كذلك أكد فراس أن المستشفيات كانت تعاني من استقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمتوفيين الذين افترشوا الأرض، وعلى الرغم من إصابته الكبيرة، ونزيفه إلا أنه لم يتحصل سوى على إسعافات أولية بسبب قلة المجهودات آنذاك.
نجاته بأعجوبة لتعدد الإصابات
وفي هذا الجزء الأخير من القصة المروعة لـ فارس عاشور يتابع سرد نجاته بأعجوبة من دانيال ويقول “بعد أن اسعفوني إلى المستشفى قالوا لي لازم تحويل لمصحة في بنغازي لتلقي العلاج واستغرب الطبيب من أنني على قيد الحياة لأن إصابتي خطيرة”.
ويواصل فارس عن إصابته الخطيرة، إذ ابتلع كميات كبيرة من مياه السيل الملوثة بالطين والتي أدت لترسبات الطين على الرئتين والكلى “كانت حالتي خطيرة مع وجود الجرح ونقص الدم بجسمي وترسبات الطين داخل أجهزتي، وكان يوجد جرح بسيط بسبب عدم خروجي من درنة بسرعة التهب الجرح واضطريت لإجراء عملية عليه، بقيت في المستشفى في بنغازي 24 يوم”.
لحظات دخول المياه للبيت
ويعود فارس لتلك اللحظة التي امتلأت بها المنزل بالمياه ويقول “كان البيت عبارة عن حوض سباحة وكنت نحاول ننقذ إخوتي والوالدة، وقلت لزوجتي تخرج للشقة فوق، وهي في الطريق يقفل باب الشقة وما تمكنت من دخولها، وكله بحكمة من الله، لأن لو دخلت للشقة كانوا ماتوا لكنها صعدت للسطح”.
عن دعم الجيش لأهالي درنة
ويتابع فارس عن دعم الجيش الليبي متمثلا بالقيادة العامة “قدم الجيش الرعاية الصحية لمدة شهرين فقط، ومن ثم دفعت ثمن إقامتي بالمصحة في بنغازي من جيبي الخاص”.
مطالبته بالعودة إلى بيته
وعن ما يحتاجه فارس الآن بعد أن عادت الحياة تدريجياً إلى درنة يقول “أنا نطلب شيء واحد من مسؤولينا أن يصينوا لي بيت حتى نرجع له، مش محتاج فلوس أو أي شيء آخر منهم فقط صيانة بيتي”.
هذه القصة المأساوية لنجاة فارس عاشور، هي واحدة من قصص المئات من الناجيين، من أهالي درنة الذين عاشوا أوقات مروعة خلال ساعات قليلة لكنها حفرا ذكريات مؤلمة أبد الدهر.