الأخبارليبيا

تصاعد الأزمة في طرابلس.. اشتباكات في أبوكماش وتهديدات بحرب أهلية

مخاوف من اندلاع حرب أهلية وتصاعد التوتر في الغرب الليبي

أخبار ليبيا 24

  • خوري تلتقي وفد الطوارق في طرابلس حول الأزمة الليبية والمشاركة السياسية.
  • اشتباكات عنيفة في أبوكماش بين القوات الحكومية والمعتصمين المدنيين.
  • إدانات من مجلس أعيان زوارة ومطالبات بحل الأزمة.
  • استمرار إغلاق معبر رأس الجدير يؤثر سلباً على المدن التونسية.
  • قوات النمروش تؤكد سيطرتها على المنطقة وإعادة فتح الطريق.
  • مخاوف من اندلاع حرب أهلية وتصاعد التوتر في الغرب الليبي.

الأمم المتحدة تبحث مطالب الطوارق وحقوقهم في المصالحة الوطنية

في خضم التصعيد السياسي والعسكري الذي تشهده ليبيا، جاءت الأحداث الأخيرة لتكشف عن عمق الأزمة وتفاقمها، حيث اجتمعت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية للأمم المتحدة، ستيفاني خوري، مع وفد من مكون الطوارق في العاصمة طرابلس. كان الهدف من هذا الاجتماع هو الاستماع إلى مطالب الطوارق بخصوص المشاركة المتساوية والفعالة في العملية السياسية وعملية المصالحة الوطنية في البلاد. خلال الاجتماع، عرض أعضاء الوفد احتياجاتهم التنموية والخدمية، بالإضافة إلى وجهات نظرهم بشأن توزيع المقاعد في انتخابات المجالس البلدية المرتقبة.

في بيان نشرته على حسابها على منصة “X” (تويتر سابقاً)، أكدت ستيفاني خوري أن “بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ملتزمة بمقاربة شاملة تهدف إلى التمثيل المنصف لجميع الأصوات والمكونات الليبية.” وأضافت أن البعثة الأممية تدعم بشكل كامل وصول جميع المكونات الليبية إلى دوائر صنع القرار والموارد الوطنية بشكل عادل.

الاشتباكات في أبوكماش: إصابات ومطالب بإخلاء المنطقة من القوات العسكرية

لكن بعيداً عن العاصمة، في منطقة أبوكماش، تطورت الأحداث بشكل مغاير، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين المعتصمين المدنيين وقوات تابعة لحكومة الدبيبة. في هذا السياق، أشار المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق، إلى أن “الاشتباكات في منطقة أبوكماش تعدٍ مسلح على اعتصام مدني.” واتهم القوات التابعة لحكومة الدبيبة بارتكاب أعمال “إرهاب وممارسات لا أخلاقية”، محذراً من أن ما يحدث هو “مقدمة لحرب أهلية عنصرية” تتعرض لها منطقة زوارة الكبرى. وأكد برقيق أن المجلس الأعلى للأمازيغ قد يضطر إلى إعلان حالة “النفير العام” إذا لم تتوقف هذه الاعتداءات، وذلك دفاعاً عن حقوقهم ووجودهم كمكون ليبي.

رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق
رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق

وفي بيان آخر، أعرب رئيس مجلس الحكماء والأعيان في مدينة زوارة غالي الطويني، عن صدمته من “الهجوم على المعتصمين المدنيين في منطقة أبوكماش من قبل سيارات عسكرية تابعة لرئاسة الأركان”، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين وسرقة ممتلكاتهم. وأوضح الطويني أن الهجوم كان غير متوقع خاصةً وأنه كان من المقرر عقد اجتماع مع معاون رئيس الأركان، صلاح النمروش، للاستماع إلى مطالب المعتصمين. وأضاف أن “القوة المهاجمة اعتدت على أعضاء مركز الشرطة وكسروا كاميرات المراقبة وأخذوا السيارات بالقوة.”

رئيس مجلس أعيان زوارة، غالي الطويني
رئيس مجلس أعيان زوارة، غالي الطويني

وفي سياق متصل، أكد عميد بلدية زوارة، حاجي إدريس أبوعجاجة، أن الهجوم على خيمة المعتصمين في منطقة أبوكماش من قبل قوات معاون رئيس الأركان العامة، الفريق صلاح الدين النمروش، أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، كما تعرض مركز الشرطة في المنطقة للهجوم وأخذت الأسلحة والآليات الموجودة داخل المركز. وأوضح أبوعجاجة أن البلدية بصدد تجهيز بيان للمطالبة بإخلاء المنطقة من القوات العسكرية، مشدداً على أن “التصعيد سيكون الخيار الوحيد إذا لم تنسحب هذه القوات.”

  • تصاعد التوتر في طرابلس: اشتباكات في أبوكماش بين القوات الحكومية والمعتصمين، مطالبات بالتهدئة، وتحذيرات من اندلاع حرب أهلية وشيكة.

من جانبه، أكد معاون رئيس الأركان العامة، صلاح النمروش، أن القوات تمكنت من السيطرة على بوابة أبوكماش وإعادة فتح الطريق وإزالة السواتر الترابية، مشيراً إلى أن “طريق أبوكماش أصبح مؤمناً بالكامل ومفتوحاً أمام المسافرين”. وأضاف النمروش في تصريحات لمنصة “أبعاد” أن الحملة لم تكن ضد مدينة زوارة وأهلها، بل “ضد من أغلقوا الطريق أمام الناس”، مؤكداً أن الحملة جاءت بناءً على طلب من المواطنين.

معبر رأس الجدير: إغلاق يؤثر على الاقتصاد التونسي وتحذيرات من تصعيد جديد

في هذا السياق، تستمر أزمة معبر رأس الجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، حيث يُغلق المعبر من الجانب الليبي لأسباب تتعلق بوجود “أطراف تمنع وصول المسافرين”، وفقاً لرئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير. وأشار عبد الكبير إلى أن “عشرات المدن التونسية لا مدخول لها بعد غلق معبر رأس الجدير”، مشدداً على أن “تحرك السلطات التونسية كان ضئيلاً” لحل هذه الأزمة.

وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة، تتزايد المخاوف من اندلاع حرب أهلية في المنطقة الغربية من ليبيا. فقد أفادت تقارير محلية بأن هناك تحركات عسكرية مكثفة من قبل سرايا مدينة زوارة، التي لم تتدخل بعد عسكرياً ولكنها ما زالت على تخوم أبوكماش. كما وردت أنباء عن إعلان حالة الطوارئ بمجمع مليتة وإخلاء الموظفين بعد ورود تقارير عن توجه قوة عسكرية نحو المجمع.

في المقابل، يحاول عدد من الأطراف المحلية تهدئة الأوضاع، حيث نشرت قبائل وأهالي مدن رقدالين والجميل بياناً يوضح أنهم “خارج الصراع القائم مع قوات حكومة الدبيبة حول المنفذ والمنطقة الحدودية”، مؤكدين أنهم “بعيدون كل البعد عن الصراعات السياسية العسكرية منذ زمن ولن يتدخلوا في سفك الدماء.”

مجلس أعيان زوارة: إدانة للهجوم على المعتصمين ومطالب بوقف الأعمال العدائية

على الرغم من ذلك، يبدو أن الأزمة مرشحة للتصاعد في ظل التحذيرات المستمرة من جميع الأطراف. المجلس الأعلى للأمازيغ شدد على أن “ما وقع في أبوكماش يعد مسلح على اعتصام مدني،” محملاً حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي والبعثة الأممية مسؤولية ما يحدث.

وفي خطوة تصعيدية، أعلنت بعض المصادر عن استعداد الجبل للنفير العام وتجهيز القوات بكامل معداتها للالتحاق بالمعركة في مدينة زوارة. وقد شمل هذا القرار جميع البلديات في الجبل بتسخير كل الإمكانيات للمجهود الحربي، إضافةً إلى إجراءات لإغلاق المواقع الحيوية ضمن الحدود الإدارية للمدن الأمازيغية.

تصاعد الأزمة الليبية: اشتباكات في أبوكماش وتهديدات بحرب أهلية
تصاعد الأزمة الليبية: اشتباكات في أبوكماش وتهديدات بحرب أهلية

التحذيرات من تحالفات جديدة وزيادة التوتر في الغرب الليبي

وفي ظل هذه التوترات المتزايدة، تعيش المنطقة الغربية من ليبيا حالة من الغليان والترقب، مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة تعصف بما تبقى من استقرار في البلاد. ومع تصاعد الخطابات الحادة والتحذيرات المتبادلة، يبقى مستقبل المنطقة معلقاً على خيط رفيع من المفاوضات الجارية والجهود الدولية لتهدئة الأوضاع ومنع انزلاق ليبيا إلى المزيد من الفوضى والعنف.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى