استطلاعاتالأخبار

قرَّاء “أخبار ليبيا 24”: البعثة الأممية بين فشل التغيير وتعقيد الأزمة الليبية

إحاطة ستيفاني خوري أمام مجلس الأمن: بين التغيير والتعقيد، هل تتجه البعثة الأممية نحو تعقيد الأزمة الليبية؟

أخبار ليبيا 24استطلاعات

  • إحاطة ستيفاني خوري أمام مجلس الأمن أثارت جدلًا واسعًا حول دور البعثة الأممية في ليبيا.
  • استطلاع الرأي أظهر انقسامًا حادًا في الآراء بين دعم وإدانة دور البعثة.
  • العديد من الليبيين يرون أن البعثة زادت من تعقيد الأزمة بدلًا من حلها.
  • النقد يتركز على ضعف التأثير الإيجابي للبعثة وعدم تحقيق تقدم ملموس.

إحاطة ستيفاني خوري أمام مجلس الأمن: بين التغيير والتعقيد، هل تتجه البعثة الأممية نحو تعقيد الأزمة الليبية؟

في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، كانت البعثة الأممية دائمًا جزءًا من المشهد، حيث تلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، في محاولة لتهدئة الأمور وإيجاد حل سياسي ينهي الصراع. إلا أن هذا الدور لم يكن دائمًا موضع قبول أو رضا من قبل الشارع الليبي، الذي يتساءل بشكل متزايد عن مدى جدوى هذه البعثة وإمكانية تحقيقها لأي تغيير حقيقي في ظل التعقيدات الحالية. وقد جاء استطلاع الرأي الذي أجرته “أخبار ليبيا 24” ليسلط الضوء على هذه التساؤلات ويعرض آراء الليبيين بشكل صريح وواضح.

قرَّاء "أخبار ليبيا 24": البعثة الأممية بين فشل التغيير وتعقيد الأزمة الليبية
قرَّاء “أخبار ليبيا 24”: البعثة الأممية بين فشل التغيير وتعقيد الأزمة الليبية

إحاطة خوري: هل البعثة الأممية تتحرك في الاتجاه الصحيح؟

إحاطة ستيفاني خوري الأخيرة أمام مجلس الأمن كانت محط أنظار الليبيين، خاصةً بعد التوترات المتزايدة والأزمات التي تمر بها البلاد. في هذه الإحاطة، حاولت خوري تقديم صورة شاملة عن الوضع في ليبيا، مسلطةً الضوء على التحديات والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار. ولكن هل كانت كلماتها كافية لإقناع الشارع الليبي بأن البعثة الأممية تتحرك في الاتجاه الصحيح؟

استطلعت “أخبار ليبيا 24” آراء الليبيين حول هذه الإحاطة، لتكشف عن تباين كبير في وجهات النظر. فهناك من يرون أن البعثة الأممية لم تقدم سوى الوعود الفارغة، بينما يتزايد الفساد والانقسام في البلاد. ومن أبرز هؤلاء كانت “Warda Aljory” التي علقت بحدة على دور البعثة قائلة: “أي بعثة وأي وسخ وعفن؟ كلهم يجونا من الخارج هم سبب خراب وفوضى البلاد”. وردة ترى أن البعثة الأممية ليست إلا أداة في يد القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على ليبيا ونهب ثرواتها، داعية الليبيين إلى التوحد وإيجاد الحل بأنفسهم دون الاعتماد على القوى الخارجية.

البعثة الأممية ليست إلا أداة في يد القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على ليبيا
البعثة الأممية ليست إلا أداة في يد القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على ليبيا

الآراء المعارضة: البعثة الأممية فشلت في تحقيق أهدافها

لا يقتصر النقد على رأي واحد، بل هناك العديد من الآراء التي تتفق مع وجهة نظر “Warda Aljory“. “Hani Nu“، على سبيل المثال، وصف البعثة بأنها “مسرحية هزلية” تكلف ليبيا مليار دولار سنويًا دون أي نتيجة تُذكر، معتبرًا أن هذه الأموال تُهدر دون تحقيق أي تقدم ملموس. وأكد أن البعثة لم تستطع أن تحل أيًا من المشاكل الجوهرية التي تعاني منها ليبيا، بل على العكس، ساهمت في إطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيداتها.

مسرحية هزلية" تكلف ليبيا مليار دولار سنويًا دون أي نتيجة تُذك
مسرحية هزلية” تكلف ليبيا مليار دولار سنويًا دون أي نتيجة تُذك

من جانبها، عبّرت أم محمد الأمير  عن خيبة أملها الكبيرة في البعثة الأممية، قائلة: “لم تقدم إلى ليبيا أي شيء، على الرغم من أن البعثة كان من المفروض لها الدور الأكبر في بناء الدولة الليبية”. هذا الرأي يعكس شعورًا واسعًا بين الليبيين بأن البعثة الأممية قد أخفقت في تحقيق أي تقدم حقيقي، وأنها فشلت في أن تكون شريكًا موثوقًا في عملية بناء الدولة.

لم تقدم إلى ليبيا أي شيء، على الرغم من أن البعثة كان من المفروض لها الدور الأكبر في بناء الدولة
لم تقدم إلى ليبيا أي شيء، على الرغم من أن البعثة كان من المفروض لها الدور الأكبر في بناء الدولة
  • استطلاع رأي حول سياسة البعثة الأممية في ليبيا يظهر انقسامًا بين من يرون أنها تزيد الأزمة تعقيدًا وبين من يعتقدون أن دورها لا يزال ضروريًا لتحقيق الاستقرار.

البعثة الأممية بين الانتقادات والدعم: هل لا تزال ضرورية؟

ورغم كل هذه الانتقادات اللاذعة، هناك من يرون أن البعثة الأممية لا تزال تلعب دورًا ضروريًا في المشهد الليبي، وإن كانت بحاجة إلى مراجعة جادة لسياساتها وأساليبها. البعض يرى أن المشكلة لا تكمن في البعثة بحد ذاتها، بل في الظروف المعقدة التي تواجهها، والتي تعرقل جهودها لتحقيق الاستقرار.

Ahmed Dlo، أحد المشاركين في الاستطلاع، عبّر عن هذا الرأي بالقول: “هذه المنظمات صنعت لكي تبقي الأمة العربية مشلولة”. يرى أحمد أن البعثة الأممية تعمل ضمن إطار محدود وضيق، وأنها تواجه تحديات كبيرة تحول دون تحقيق أهدافها. وفي هذا السياق، يمكن القول إن دور البعثة قد يكون محدودًا ولكنه لا يزال ضروريًا لمنع تفاقم الأزمة، خاصةً في ظل الانقسام الحاد بين الأطراف المتنازعة.

هذه المنظمات صنعت لكي تبقي الأمة العربية مشلولة
هذه المنظمات صنعت لكي تبقي الأمة العربية مشلولة

من جهة أخرى، رأى محمد بركاني أن البعثة يجب أن تعترف بدور القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، مؤكدًا على ضرورة دعم هذه القوات للإطاحة بالجماعات المسلحة التي تسيطر على جزء كبير من البلاد. محمد يرى أن البعثة الأممية، إذا كانت جادة في جهودها لتحقيق السلام، يجب أن تتعاون مع الأطراف القوية والمؤثرة على الأرض لتحقيق تقدم ملموس.

البعثة يجب أن تعترف بدور القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر
البعثة يجب أن تعترف بدور القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر

التحديات أمام البعثة الأممية: هل من مخرج؟

التحديات التي تواجه البعثة الأممية في ليبيا عديدة ومعقدة، وتتمثل في الانقسامات الداخلية بين الأطراف الليبية، والتدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد. حاتم غالي، في تعليقه على إحاطة ستيفاني خوري، أشار إلى أن “لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي، هذا هو المفهوم من الإحاطة”. حاتم يعبر هنا عن حالة من التشاؤم إزاء قدرة البعثة الأممية على إحداث أي تغيير حقيقي، ويرى أن الوضع السياسي في ليبيا قد أصبح مستعصيًا على الحل في ظل الظروف الحالية.

لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي، هذا هو المفهوم من الإحاطة
لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي، هذا هو المفهوم من الإحاطة

هذا التشاؤم لم يكن بعيدًا عن رأي ليث الترهوني الذي قال: “والله ما أرادوا السلام يومًا… إنما كسب وقت وإطالة عمر الأزمة”. ليث يرى أن الهدف الحقيقي للبعثة الأممية ليس تحقيق السلام، بل إطالة أمد الأزمة لتتمكن القوى الخارجية من استغلال الوضع لصالحها. وهذا الرأي يعكس شكوكًا متزايدة بين الليبيين حول نوايا البعثة الأممية ومدى جديتها في السعي لحل الأزمة.

والله ما أرادوا السلام يومًا... إنما كسب وقت وإطالة عمر الأزمة
والله ما أرادوا السلام يومًا… إنما كسب وقت وإطالة عمر الأزمة

المنفي بين السلطة والوطن.. قراء أخبار ليبيا 24: جزء من الحل أم جزء من المشكلة؟

الآراء الداعمة: ضرورة دعم البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار

ورغم كل الانتقادات، هناك من يرون أن البعثة الأممية لا تزال تمثل أملًا في تحقيق الاستقرار، وأنها بحاجة إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي لتتمكن من أداء دورها بشكل فعال. جبريل المنتصر، في تعليقه على الإحاطة، أشاد بجهود البعثة، قائلاً: “ستيفاني وليامز تعاملت بمهنية أفضل من خوري مع الأزمة الليبية”. جبريل يرى أن الإحاطة كانت محاولة جادة لتقديم صورة دقيقة عن الوضع في ليبيا، وأن البعثة لا تزال تحتاج إلى الوقت والدعم لتحقيق أهدافها.

البعثة لا تزال تحتاج إلى الوقت والدعم لتحقيق أهدافها
البعثة لا تزال تحتاج إلى الوقت والدعم لتحقيق أهدافها

وفي هذا السياق، يرى البعض أن البعثة الأممية، رغم كل الصعوبات التي تواجهها، قد حققت بعض الإنجازات التي يجب البناء عليها. بحر العربى، في تعليقه، أشار إلى أن “الإحاطة هي كلام رمزي، ولكن هناك جهودًا حقيقية تُبذل خلف الكواليس”. بحر يعبر عن قناعة بأن البعثة الأممية قد لا تظهر كل ما تقوم به علنًا، وأن هناك جهودًا حثيثة تُبذل لتحقيق الاستقرار، وإن كانت النتائج غير ملموسة بعد.

"الإحاطة هي كلام رمزي، ولكن هناك جهودًا حقيقية تُبذل خلف الكواليس
“الإحاطة هي كلام رمزي، ولكن هناك جهودًا حقيقية تُبذل خلف الكواليس

البعثة الأممية بين الواقع والمأمول

في النهاية، يمكن القول إن البعثة الأممية في ليبيا تقف أمام تحديات كبيرة ومعقدة، تجعل من مهمتها شبه مستحيلة في ظل الظروف الحالية. الاستطلاع الذي أجرته “أخبار ليبيا 24” يعكس بوضوح حالة الانقسام في الشارع الليبي حول دور هذه البعثة، بين من يرون أنها فشلت في تحقيق أي تقدم، وبين من يؤمنون بأنها لا تزال تمثل أملًا في تحقيق الاستقرار.

ورغم كل الانتقادات، يبدو أن البعثة الأممية لا تزال تلعب دورًا ضروريًا في المشهد الليبي، ولكنها بحاجة إلى دعم أكبر وتغيير في استراتيجياتها لتتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة. يبقى الأمل معقودًا على أن تجد البعثة الأممية سبيلًا للخروج من هذا المأزق، وأن تتمكن من تقديم حلول حقيقية تسهم في إنهاء الأزمة الليبية وإحلال السلام في البلاد.

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى