الأخبارصحة

جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد

من منشأه إلى علاجه.. كل ما تحتاج معرفته عن جدري القرود

أخبار ليبيا 24

  • نشأة المرض: تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في 1958 بين قرود المختبر، وظهر أول إصابة بشرية في 1970.
  • أعراض المرض: تشمل الحمى، الطفح الجلدي، وآلام الجسم، مع تطور الطفح إلى بثور قشرية.
  • انتقال العدوى: ينتقل عبر الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية أو الجروح المفتوحة، ويصيب البشر والحيوانات.
  • العلاج: يركز على تخفيف الأعراض؛ اللقاحات المستخدمة لجدري البشر قد توفر حماية محدودة.

جدري القرود: قصة فيروس تطور في الظل ليهدد العالم

كان ذلك في عام 1958 حين اكتشف العلماء فيروساً غير معتاد في مستعمرات من القرود المخبرية. الفيروس الذي بدا وكأنه شقيق صغير لفيروس جدري البشر كان ينتظر في الظل، بينما لم يكن العالم على علم بوجوده. هذه البداية الغامضة كانت إشارة إلى ولادة واحدة من أخطر الفيروسات التي ستعود لاحقاً لتصبح كابوساً يطارد الإنسانية: جدري القرود.

جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد
جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد

نشأة الفيروس: من الغابات الإفريقية إلى مختبرات العلم

جدري القرود ظهر أول مرة في أفريقيا، تحديداً في مناطق الغابات المطيرة في غرب ووسط أفريقيا. في البداية، كان الفيروس ينتقل بين الحيوانات البرية، خاصة القوارض والقرود. لم يكن للفيروس أي تأثير يذكر على البشرية حتى عام 1970، عندما سجلت أول حالة إصابة بشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. هذه الحالة كانت بمثابة الانطلاقة التي كشفت عن طبيعة هذا الفيروس الجديد الذي يشبه جدري البشر إلى حد كبير، ولكنه يحمل بصمات مختلفة.

  • جدري القرود: من ظهوره الأول في 1958 إلى انتشاره العالمي الحالي، فيروس ينتقل بين البشر والحيوانات، ويشكل تهديداً متزايداً على الصحة العامة.

تاريخ طويل من التجاهل العلمي

رغم اكتشافه في منتصف القرن العشرين، إلا أن جدري القرود لم يلق اهتماماً علمياً كبيراً لفترة طويلة. كان ذلك بسبب ندرة الحالات وعدم انتشاره بشكل كبير بين البشر. الفيروس ظل محصوراً في المناطق النائية بأفريقيا، مع تسجيل بعض الحالات المتفرقة هنا وهناك. خلال تلك الفترة، تم التعامل مع جدري القرود كمرض نادر، محدود جغرافياً، ولا يشكل تهديداً كبيراً على الصحة العامة.

جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد
جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد

التفشي العالمي الجديد: الفيروس يطرق أبواب العالم

في مطلع الألفية الثالثة، بدأ الفيروس في التحرك خارج نطاقه التقليدي. تم تسجيل حالات في الولايات المتحدة عام 2003، في حادثة مرتبطة باستيراد حيوانات برية. ومع انتشار السفر الدولي والتجارة، أصبحت الحدود التي كانت تحمي العالم من الفيروس أقل صلابة. ومع تفشي جائحة كورونا، تجدد الاهتمام بجدري القرود مع تسجيل حالات جديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية عام 2022، مما أثار مخاوف جديدة بشأن قدرة الفيروس على التحول إلى وباء عالمي.

أعراض متعددة وبداية محفوفة بالخطر

تشمل أعراض جدري القرود الحمى، الصداع، آلام العضلات، والإرهاق العام. تبدأ الأعراض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 6 إلى 13 يوماً، وقد تصل إلى 21 يوماً. بعد ذلك، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، ويبدأ كعلامات حمراء صغيرة تتحول لاحقاً إلى بثور مملوءة بالسوائل. تتجمع هذه البثور في نهاية المطاف لتشكل قشوراً تسقط بعد عدة أسابيع.

جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد
جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد

العلاج والتدابير الوقائية: هل نحن مستعدون؟

حتى الآن، لا يوجد علاج محدد لجدري القرود. العلاجات الحالية تركز على تخفيف الأعراض والحد من المضاعفات. اللقاحات التي كانت تُستخدم للوقاية من جدري البشر قد توفر بعض الحماية ضد جدري القرود، ولكن لا تزال الأبحاث جارية لتطوير لقاح فعال ومخصص لهذا الفيروس.

كما هو الحال مع العديد من الفيروسات الأخرى، الوقاية هي الخط الأول للدفاع. تشمل التدابير الوقائية الابتعاد عن الحيوانات البرية التي قد تحمل الفيروس، وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين. كما تلعب التدابير الصحية مثل غسل اليدين وارتداء الكمامات دوراً في الحد من انتشار العدوى.

جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد
جدري القرود.. عودة الفيروس القديم وانتشاره العالمي الجديد

المستقبل: ما الذي ينتظرنا؟

مع تزايد عدد الحالات المسجلة في مناطق مختلفة من العالم، بات من الواضح أن جدري القرود لم يعد مجرد فيروس نادر. الانتشار الأخير يطرح تساؤلات حول قدرة الفيروس على التكيف والتطور، ومدى استجابة العالم لمواجهة هذا التحدي الجديد. في ظل التهديدات المتزايدة للأمراض المعدية، يبدو أن البشرية أمام اختبار آخر لقدرتها على التعاون والتعامل مع تهديدات الصحة العامة.

جدري القرود، رغم صغره في عيون البعض، يمثل تحدياً كبيراً لا يجب تجاهله. فمن خلال الاستعداد والتعاون الدولي، يمكننا أن نواجه هذا الفيروس، ونضمن ألا يتحول إلى كابوس آخر في تاريخ البشرية.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى