قائد الجيش التركي في إيجة يثير قلقًا بشأن اليونان وحلفاء الناتو
تحركات خفية قد تعزز هيمنة أردوغان في المنطقة
أخبار ليبيا 24
- تعيين الجنرال إرفان أوزسرت قائدًا لجيش إيجة التركي يعزز احتمالية تصاعد التوترات مع اليونان وحلفاء الناتو.
- أوزسرت معروف بتنفيذه عمليات سرية تخدم أهداف أردوغان السياسية على حساب المصالح الوطنية لتركيا.
- الجيش التركي في إيجة يشكل قوة مستقلة قد تُستغل في تصعيد التوترات على الحدود الغربية لتركيا.
- تزايد التواجد العسكري الأمريكي في اليونان يزيد من مخاوف تركيا ويدفعها نحو إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية.
تعيين إرفان أوزسرت قائدًا لجيش إيجة يُنذر بتوترات جديدة مع اليونان
في تطور جديد قد يحمل في طياته تبعات خطيرة على استقرار المنطقة، تم تعيين الجنرال إرفان أوزسرت كقائد لجيش إيجة التركي، القوة العسكرية التي تم تأسيسها في عام 1975 خصيصًا لمواجهة اليونان. هذه القوة التي تحتفظ بكيان مستقل بعيدًا عن هيكل الناتو العسكري المتكامل، قد تشكل نذيرًا بمرحلة جديدة من التوترات بين أنقرة وأثينا.
أوزسرت: الرجل الخفي لأردوغان في عمليات سرية تخدم أهدافه السياسية
على مر السنين، ظل أوزسرت يعمل في الظل، مجسدًا دور اليد الخفية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنفيذ عمليات سرية تخدم أجنداته السياسية. وعلى الرغم من أنه قد تم اختياره للقيام بمهام سرية خارج حدود تركيا، مثل ليبيا وأذربيجان، إلا أن تعيينه الحالي في جيش إيجة يعكس تحولًا في الاستراتيجية التركية تجاه الغرب، خاصة فيما يتعلق باليونان وحلفائها في الناتو.
جيش إيجة: القوة المستقلة التي تعيد تشكيل الاستراتيجية التركية تجاه الغرب
جيش إيجة، الذي يعد اليوم القوة العسكرية الرئيسية على الجبهة الغربية لتركيا، يتمتع بسلطات استثنائية تسمح له بتولي القيادة في حال اندلاع نزاع مع اليونان. إحدى الخطط السرية التركية ضد اليونان، التي تحمل الاسم الرمزي “بارباروس”، تشير إلى دور محوري لهذه القوة في تنفيذ عمليات هجومية على جزر بحر إيجة والأراضي اليونانية. هذه الخطة تستمد اسمها من القائد البحري العثماني الشهير خير الدين بربروس، وتعكس طموحات تركيا في إعادة إحياء نفوذها في المنطقة.
تعيين أوزسرت لهذا المنصب يثير تساؤلات حول نوايا أنقرة المستقبلية، خاصة وأن هذا الجنرال ليس غريبًا على العمليات العسكرية التي تتطلب السرية التامة والتخطيط المحكم. خلال مسيرته، تولى أوزسرت قيادة العديد من العمليات الاستخباراتية والعسكرية التي كانت تهدف إلى تعزيز نفوذ حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، سواء كان ذلك في الداخل التركي أو على الصعيد الدولي.
من بين المهام التي أوكلت إليه سابقًا، كان لأوزسرت دور محوري في عمليات استخباراتية استهدفت مراقبة القوات الأمريكية وقوات الناتو في تركيا، كما كان له يد في تطهير الجيش من الضباط الموالين للناتو. هذه المهام تعكس جانبًا مظلمًا من علاقات تركيا مع حلفائها، إذ أنها تظهر كيف يمكن استخدام القوة العسكرية لخدمة أهداف سياسية ضيقة.
تهديدات جديدة لأمن الناتو في المنطقة مع تكثيف التواجد الأمريكي في اليونان
منذ أن أصبح أردوغان رئيسًا لتركيا، شهدت البلاد تحولًا نحو سياسة خارجية أكثر عدوانية، تمثلت في تعزيز العمليات العسكرية والاستخباراتية في عدة مناطق من العالم. تعيين أوزسرت قائدًا لجيش إيجة يعزز هذه السياسة، إذ أن الجيش التركي في إيجة كان له دور رئيسي في مراقبة التواجد العسكري الأمريكي المتزايد في اليونان. هذا التواجد الذي تعتبره تركيا تهديدًا مباشرًا لمصالحها، دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية في المنطقة.
في وقت سابق، عبر الرئيس أردوغان عن مخاوفه من التوسع العسكري الأمريكي في اليونان، مشيرًا إلى أن هذا التوسع ليس موجهًا ضد روسيا كما تزعم واشنطن، بل يعتبره تهديدًا لأمن تركيا. خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في أنقرة، قال أردوغان: “تسعة قواعد أمريكية تم إنشاؤها في اليونان. لمن موجهة هذه القواعد؟ يقولون إنها ضد روسيا، لكن للأسف، لا أحد يصدق ذلك.”
تعيين الجنرال إرفان أوزسرت قائدًا لجيش إيجة يعزز احتمالية تصاعد التوترات مع اليونان وحلفاء الناتو، مع تزايد الدور التركي في المنطقة.
لا يقتصر دور جيش إيجة على مراقبة التحركات الأمريكية في اليونان فحسب، بل يمتد إلى تنفيذ مهام عسكرية سرية قد تستهدف زعزعة استقرار المنطقة. هذا الجيش، الذي يضم وحدات خاصة وقوات جوية وبحرية، يعتبر اليوم جزءًا أساسيًا من استراتيجية تركيا لتعزيز نفوذها في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة.
إضافة إلى ذلك، هناك تاريخ طويل من العمليات السرية التي تورط فيها جيش إيجة، والتي تكشف عن مدى تعقيد الدور الذي يلعبه في السياسة التركية. على سبيل المثال، في شهادة أدلى بها رئيس الشرطة السابق علي فؤاد يلمازر في يناير 2017، كشف النقاب عن وحدة استخبارات سرية تم إنشاؤها داخل جيش إيجة تحت اسم “دائرة الاستراتيجيات والعمليات الوطنية التركية”. هذه الوحدة كانت مسؤولة عن إثارة الفزع من نشاطات التبشير المسيحي في تركيا، واستخدام الدعاية لخلق مخاوف غير مبررة.
تعيين أوزسرت في هذا المنصب الحساس يثير مخاوف حقيقية من احتمال تصاعد التوترات مع اليونان، خاصة في ظل التوسع العسكري الأمريكي في المنطقة. ومع تزايد الضغوط الداخلية على أردوغان، قد يكون هذا التعيين جزءًا من خطة أكبر لتعزيز قبضته على السلطة عبر تأجيج النزاعات الخارجية.
في ضوء هذه التطورات، من الضروري متابعة تحركات جيش إيجة عن كثب، خاصة وأن دوره المتنامي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها.