استطلاعاتالأخبار

المنفي بين الواقع والوهم .. هل يستطيع السيطرة على المجموعات المسلحة؟

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

أخبار ليبيا 24استطلاعات

  • قوة خلفية أم ضعف في الميدان؟ آراء متضاربة حول قدرة المنفي.
  • الجمهور يقسم: المنفي بين الدعم والتهكم.
  • أصوات الأمل والسخرية.. ماذا يقول الشارع الليبي عن أوامر المنفي؟
  • بين الطموح والواقع: هل تنجح أوامر المنفي في بسط الأمن؟

استطلاع رأي لجمهور “أخبار ليبيا 24” | هل يستطيع المنفي إعادة المجموعات المسلحة إلى مواقعها؟

المنفي في مواجهة التحديات الأمنية

تشهد ليبيا منذ سنوات طويلة حالة من الفوضى والاضطراب، حيث تسيطر المجموعات المسلحة على مناطق واسعة، وتفتقد البلاد لسلطة مركزية قادرة على فرض القانون والنظام. في هذا السياق المعقد، يظهر محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، كشخصية محورية تحاول استعادة السيطرة وفرض الأمن. لكن السؤال الذي يشغل بال الشارع الليبي اليوم هو: هل يستطيع المنفي حقًا إعادة المجموعات المسلحة إلى مواقعها والالتزام بالأوامر التي أصدرها؟

في محاولة للإجابة على هذا السؤال، قامت “أخبار ليبيا 24” بإجراء استطلاع رأي لجمهورها، والذي كشف عن تنوع كبير في الآراء والمواقف.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

التفاؤل والثقة.. دعم المنفي في وجه التحديات

رغم كل التحديات، نجد أن هناك شريحة من الجمهور الليبي ما زالت تؤمن بقدرة المنفي على إعادة الأمور إلى نصابها. هذه الفئة تعبر عن ثقة كبيرة في خلفية المنفي وإمكانياته القيادية. أحمد فرحات، أحد المعلقين في الاستطلاع، يبرز هذا الرأي بوضوح حينما يقول: “نعم يستطيع لأن عنده إمكانيات جباره وخلفيه ممتازه لإرجاع وبسط الأمن”. فرحات يعكس شعورًا بأن المنفي يمتلك الأدوات والقدرات اللازمة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

النقد والشك.. صوت الاستياء وعدم الثقة

لكن هذا التفاؤل ليس هو الرأي السائد لدى الجميع. فهناك شريحة كبيرة من الجمهور تعبر عن استيائها وشكوكها في قدرة المنفي على تنفيذ أوامره. البعض يرون أن المنفي مجرد واجهة سياسية لا تمتلك القوة الحقيقية للتأثير على المجموعات المسلحة. يقول مفتاح علي: “لا يستطيع لا هو ولا غيره لأنه لا شخصية ولا منظر ولا يستطيع التحكم حتى في أفراد حراسته”. هذه الكلمات تعكس شعورًا عامًا بأن القيادة السياسية في ليبيا تفتقر إلى القوة والهيبة اللازمة لفرض الأمن والنظام.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

تعليقات أخرى تتبنى نفس الموقف، لكنها تستخدم لغة ساخرة للتعبير عن عدم الثقة. طلال عمار يعبر عن هذا الاستياء بالقول: “زياط والله ما عنده حاجة غير الدوه”، مما يشير إلى أنه يرى المنفي كسياسي غير فعال في مواجهة التحديات الأمنية. هذه السخرية تعكس شعورًا باليأس من إمكانية حدوث تغيير حقيقي في الوضع الراهن.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

السخرية كأداة للنقد: كيف يعبّر الليبيون عن استيائهم؟

السخرية ليست مجرد وسيلة للتعبير عن الاستياء، بل أصبحت أداة قوية يستخدمها الليبيون لنقد الواقع السياسي. في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، يجد الناس في السخرية طريقة للتعامل مع الإحباط واليأس. ومن خلال السخرية، يعبر الكثيرون عن عدم ثقتهم في القادة السياسيين، بمن فيهم المنفي.

أحد المعلقين، طلال الزايد، يعبر عن هذا الموقف بقوله: “كان يستطيع ترجيعها تتحرر فلسطين”، في إشارة ساخرة إلى أن المنفي لا يملك القدرة حتى على تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في استعادة السيطرة على المجموعات المسلحة. بينما يرى آخر، جرح السنين، أن المنفي ليس لديه أي قدرة على التأثير ويصفه بأنه “صفر…. صفرررررررر”، مما يعكس شعورًا عميقًا بالخيبة.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

الآيات القرآنية في الاستطلاع.. انعكاس للقلق الديني والاجتماعي

إلى جانب السخرية، لجأ بعض المشاركين في الاستطلاع إلى استخدام الآيات القرآنية للتعبير عن قلقهم ومخاوفهم. أيمن العيساوي، على سبيل المثال، استشهد بآية من سورة النحل ليصف الوضع في ليبيا: “﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾”. هذه الآية تعكس رؤية دينية للوضع الراهن، حيث يُنظر إلى ما يحدث كعقاب إلهي نتيجة لانحرافات المجتمع.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

استخدام الآيات القرآنية في السياق السياسي يعكس أيضًا كيف يتداخل الدين مع السياسة في ليبيا. فاللجوء إلى النصوص الدينية لتفسير الوضع الحالي يشير إلى أن الكثير من الليبيين يرون أن الحل لا يقتصر على السياسات الحكومية، بل يتطلب أيضًا العودة إلى القيم الدينية والأخلاقية.

تأثير الأطراف الخارجية.. هل للمنفي سيطرة حقيقية؟

من بين الانتقادات التي واجهها المنفي أيضًا، هو أنه لا يملك السيطرة الحقيقية على القرارات التي يتخذها، وأنه يخضع لضغوطات خارجية. عليوة زهاء لنضار يشير إلى هذا بوضوح عندما يقول: “علي حسب الأوامر من الخارج وشدتها، وصاية على القرار تو”. هذه الكلمات تلخص شكوك الكثيرين بأن المنفي ليس سوى أداة بيد قوى خارجية توجه سياسته بما يتناسب مع مصالحها.

هذا الاتهام يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مدى استقلالية القيادة الليبية في اتخاذ القرارات. فهل يستطيع المنفي حقًا اتخاذ قرارات مستقلة، أم أنه مجبر على اتباع توجيهات تأتي من الخارج؟ هذا السؤال يظل مطروحًا بقوة في الشارع الليبي، حيث يشكك الكثيرون في مدى قدرة القيادات المحلية على فرض إرادتها دون تدخلات خارجية.

تحديات الواقع الميداني.. كيف يمكن تنفيذ الأوامر؟

إذا تجاوزنا النقاش حول قدرة المنفي على إصدار الأوامر، يبقى السؤال الأهم هو: هل يمكن تنفيذ هذه الأوامر على أرض الواقع؟ هذا التساؤل يعكس التحدي الكبير الذي يواجهه المنفي في تطبيق قراراته على الأرض. في ظل انتشار المجموعات المسلحة وسيطرتها على مناطق واسعة، يبدو أن تنفيذ الأوامر يتطلب أكثر من مجرد إصدارها. بل يتطلب تعاونًا فعليًا من تلك المجموعات، وهو ما يبدو أنه ليس مضمونًا في الوضع الراهن.

محمد علي الشكماك يشير إلى هذه المشكلة بقوله: “لا. المشكلة كاتبين مجموعات مسلحة واضحه”، مما يعني أن المشكلة الحقيقية ليست في إصدار الأوامر، بل في تنفيذها. فحتى لو أصدر المنفي الأوامر، تبقى هناك عقبات كبيرة في تطبيقها على الأرض، خاصة في ظل تعدد الأطراف المسلحة وتنوع مصالحها.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

نظرة إلى المستقبل.. هل يمكن للمنفي تحقيق الاستقرار؟

في ضوء هذه التحديات والانتقادات، يظل السؤال الأهم هو: ما هو المستقبل الذي ينتظر المنفي؟ هل يستطيع بالفعل تحقيق الاستقرار وإعادة الأمن إلى ليبيا؟ هذا السؤال يثير الكثير من النقاشات في الشارع الليبي، حيث تتراوح الآراء بين الأمل واليأس.

بعض المعلقين يرون أن المنفي يواجه مهمة شبه مستحيلة، وأنه حتى لو حاول بكل قوته، فإن العقبات التي يواجهها تفوق قدراته. محمد عمران، على سبيل المثال، يعبر عن هذا الرأي بقوله: “أمظني لهو إلي بيهرب برميل التر”، في إشارة إلى أن المنفي قد يجد نفسه في نهاية المطاف مضطرًا للهروب من الواقع الذي لا يستطيع السيطرة عليه.

انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة
انقسام حاد.. دعم المنفي والتشكيك بقدرته على السيطرة على المجموعات المسلحة

الأمل والتغيير.. هل يمكن للمنفي قلب الموازين؟

رغم كل هذه الانتقادات، هناك من يرى أن المنفي لا يزال يملك فرصة لتغيير الواقع. هذه الآراء تعتمد على فكرة أن المنفي يحتاج إلى دعم شعبي قوي وإرادة سياسية صلبة لتحقيق أهدافه. ولكن هذا الدعم يتطلب منه تقديم نتائج ملموسة على الأرض، وإثبات أنه قادر على مواجهة التحديات.

إذا استطاع المنفي تحقيق بعض النجاحات الصغيرة، فقد يتمكن من كسب ثقة الجمهور وتوسيع قاعدة دعمه. ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يجد نفسه في مواجهة تزايد الاستياء وفقدان الدعم الشعبي، مما قد يؤدي في النهاية إلى فشله في تحقيق أهدافه.

خلاصة.. المنفي بين الآمال والواقع

استطلاع الرأي الذي أجرته “أخبار ليبيا 24” يكشف عن واقع معقد يواجهه المنفي في سعيه لتحقيق الاستقرار في ليبيا. الآراء المتباينة تعكس حالة الانقسام في الشارع الليبي بين من يؤمن بقدرة المنفي ومن يشك في جدواه. هذه الانقسامات تعكس أيضًا التحديات الكبيرة التي تواجهها القيادة السياسية في ليبيا في ظل الأوضاع الراهنة.

في النهاية، يبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن المنفي من فرض إرادته على المجموعات المسلحة وإعادة الأمن إلى ليبيا؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على قدرة المنفي على تقديم نتائج ملموسة، وعلى مدى دعمه من قبل الشعب الليبي.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى