أخبار ليبيا 24
-
البيوضي: حكومة الدبيبة تعيش عزلة حقيقية على كافة المستويات.
-
فشل الحكومة في توحيد القوات المسلحة بسبب سياساتها المتجاهلة للخصائص الثقافية.
-
حياد الأمازيغ يعكس فقدان الثقة في حكومة الدبيبة.
-
انقسام المجلس الأعلى للدولة يهدد الاتفاق السياسي الليبي.
العزلة السياسية وحكومة الدبيبة: تحلل استراتيجي للأزمة الليبية
لم تعد حكومة الدبيبة منتهية الولاية تتمتع بالدعم الشعبي والسياسي الذي كانت تسعى للحفاظ عليه بأي ثمن. إن العزلة السياسية التي تعيشها الحكومة اليوم هي نتيجة لسياسات خاطئة أدت إلى تصدعات خطيرة في نسيج المجتمع الليبي، حيث باتت المدن والمكونات الثقافية والمجتمعية تنأى بنفسها عن دعم حكومة لم تستطع فهم تعقيدات الوضع الليبي ولم تبذل الجهود الكافية لتحقيق المصالحة الوطنية.
في هذا السياق، حذر سليمان البيوضي، المرشح الرئاسي من أن الأحداث الأخيرة غرب البلاد، خاصة بعد فوز خالد المشري برئاسة المجلس الأعلى للدولة، أظهرت بشكل لا لبس فيه أن حكومة الدبيبة تعيش عزلة حقيقية على كافة المستويات. وقد بات واضحًا أن هذه الحكومة تحتفظ فقط بقلة من الأنصار الذين تحاول استثمارهم في صناعة بروباجندا دعائية تخدم أجندتها الخاصة. الأخطر من ذلك هو فشل الحكومة في توحيد رفاق البندقية، حيث لم تتمكن من تقديم خطاب موحد يجمع هذه القوى المسلحة تحت مظلة واحدة.
البيوضي يحذر: حكومة الدبيبة في عزلة، فشلت في توحيد القوات، وفقدت دعم الأمازيغ والمدن الكبرى، بينما الفساد والفوضى يواصلان تدمير ليبيا.
الأمازيغ يعلنون حيادهم: شرخ خطير في صفوف حكومة الدبيبة
إعلان قوات الأمازيغ حيادها في النزاع القائم يعد إشارة خطيرة على فقدان الثقة في الحكومة. هذا الحياد لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات حكومية لم تراعِ المطالب والخصائص الثقافية للأمازيغ، مما أدى إلى خلق فجوة عميقة بين الطرفين. هذه الفجوة، كما يرى البيوضي، لم تقتصر على الأمازيغ فقط، بل شملت مدنًا ومكونات أخرى انقسمت أو تخلت عن حكومة الدبيبة في كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاجتماعية، خصوصًا في معقلها الأساسي مدينة مصراتة.
انقسام المجلس الأعلى للدولة: بداية النهاية للاتفاق السياسي الليبي؟
ما يحدث غرب البلاد لم يعد انقسامًا سياسيًا يمكن احتواؤه، بل لقد وصلنا لنقطة اللاعودة. استمرار حكومة الأمر الواقع في سياساتها الحالية سيؤدي بلا شك إلى الإضرار بالمصالح الاستراتيجية لجميع الأطراف الليبية. الأحداث الأخيرة تتطلب، بحسب البيوضي، إنهاء دور هذه الحكومة بسرعة وإنجاز حل سياسي عاجل قبل فوات الأوان.
نهب 3 مليارات دينار: فساد يُمرر وكأنه خبر عادي
في ظل هذه الظروف، تحول الفساد والفوضى إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في ليبيا. أضحى خبر نهب قرابة 3 مليارات دينار ليبي خبرًا عاديًا يمر مرور الكرام، دون أن يثير أي ضجة أو احتجاج. في حال تحدث أحدهم عن الفساد أو الفوضى أو الظلم، فإنه يواجه إما بتهم كيدية واعتقالات باسم القانون، أو بأن يجد آلاف الألسنة التي تدافع عن النهب والفساد بحجة أننا أمام “أفضل حكومة في تاريخ ليبيا”. هذا الوهم الذي يعيشه البعض لا يعكس إلا حالة العار التي وصلت إليها البلاد تحت قيادة هذه الحكومة.
مصراتة تنقسم: حكومة الدبيبة تفقد قواعدها وأساساتها الأمنية
البيوضي يؤكد في عدة منشورات له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن انقسام المجلس الأعلى للدولة وانهياره سيكون لهما تداعيات خطيرة على الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات، وعلى الخطة التمهيدية الشاملة المعترف بها دوليًا. فهذه الانقسامات قد تنذر بإنهاء أحد الأطراف الرئيسية في الاتفاق السياسي، وهو ما يعني فعليًا انهيار كل الجهود الدولية والمحلية التي بذلت لإيجاد حل للأزمة الليبية.
ختامًا، يعتقد البيوضي أن من اعتاد شراء الوهم والوعود سيصدق أن تفكيك هذا الاتفاق سيتم فقط من أجل استمرار سلطة تنفيذية فقدت كل حواضنها، وغاصت في مستنقع الفساد والفوضى. لكن الواقع يفرض نفسه، وحكومة الدبيبة باتت على حافة الانهيار، مما يستدعي تدخلًا سريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.