أخبار ليبيا 24
-
عودة مطار سبها الدولي للعمل منذ 2019 بعد توقف لخمس سنوات.
-
تسيير الرحلات الداخلية ورحلات الحج والعمرة فقط منذ 2019.
-
أول رحلة دولية إلى الإسكندرية منذ 10 سنوات.
المطار في مرحلة تطوير ليصبح من المطارات المتكاملة خلال سنتين.
منذ عام 2019، عاد مطار سبها الدولي ليشهد حياة جديدة بعد سنوات من السكون القسري نتيجة للوضع الأمني المتدهور في المدينة. حينها، كانت الأوضاع الأمنية قد أجبرت السلطات على إغلاق المطار لمدة خمس سنوات، تاركة المدينة في عزلة عن العالم الخارجي، مما زاد من معاناة سكانها الذين كانوا يعتمدون على هذا المرفق الحيوي للسفر والتنقل.
البوسيفي: رحلات الحج والعمرة كانت النشاط الوحيد بالمطار
الطاهر البوسيفي، مدير عام مطار سبها الدولي، كان له دور بارز في إعادة الحياة لهذا المرفق الهام. في تصريح صحفي له، أعرب البوسيفي عن فخره بالعودة التدريجية للعمل في المطار، مشيراً إلى أن العمليات كانت تقتصر في البداية على تسيير الرحلات الداخلية فقط، إضافة إلى رحلات الحج والعمرة، التي كانت بمثابة الشريان الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي.
وأضاف البوسيفي بفخر، أن مطار سبها الدولي شهد أول رحلة دولية مجدولة بعد عشر سنوات من التوقف. رحلة سبها – الإسكندرية، التي تم تنفيذها على متن الخطوط الجوية الأفريقية، لم تكن مجرد رحلة اعتيادية، بل كانت رمزاً للعودة والتحدي، وإشارة إلى أن المدينة تسير في طريقها نحو التعافي والنهوض من جديد.
الخطوط الجوية الأفريقية تسير أول رحلة دولية من مطار سبها منذ 2014
لم يكن طريق إعادة تشغيل المطار سهلاً، فقد تطلب الأمر جهوداً كبيرة من الجهات المعنية لتأمين المطار وضمان سلامة الرحلات. وبالرغم من التحديات الأمنية، إلا أن تصميم وإصرار العاملين في المطار، بدعم من السلطات المحلية، أثمر في النهاية عن إعادة تشغيله.
أشار البوسيفي إلى أن المطار الآن في مرحلة التطوير وإعادة الإعمار، مؤكداً أن هذه المرحلة ستحوله خلال سنتين إلى واحد من المطارات المتكاملة. تشمل هذه التطويرات تحسين البنية التحتية، وتوسيع صالات الانتظار، وتزويد المطار بأحدث التقنيات لضمان راحة وسلامة المسافرين.
مدير مطار سبها يعلن عن عودة العمل بالمطار منذ 2019 بعد توقف لخمس سنوات، وأول رحلة دولية إلى الإسكندرية منذ 10 سنوات. المطار في مرحلة تطوير ليصبح متكاملاً خلال سنتين.
هذه التطويرات الطموحة لم تأت من فراغ، بل هي نتاج رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور المطار كمنفذ دولي يربط جنوب ليبيا بالعالم الخارجي. كما تعكس هذه الجهود التزام الحكومة الليبية بتطوير البنية التحتية في البلاد، بما يعزز من قدرة ليبيا على استقبال الزوار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
في الوقت ذاته، يواجه مطار سبها تحديات كبيرة، لعل أبرزها استقرار الوضع الأمني في المنطقة. فعودة الرحلات الدولية تتطلب مستوى عالياً من الأمان لضمان سلامة المسافرين والطائرات. وقد أبدى البوسيفي تفاؤله بأن التحسن الأمني المستمر في سبها سيسهم في تحقيق هذه الأهداف، ويجعل من مطار سبها بوابة للسفر الآمن والمريح.
الرحلة الأولى إلى الإسكندرية كانت بمثابة اختبار ناجح للجهود المبذولة في تحسين المطار. ورغم التحديات، إلا أن هذه الرحلة عكست مدى التقدم الذي تم إحرازه، وأظهرت للعالم أن سبها قادرة على النهوض من جديد. وأكد البوسيفي في تصريحه أن هذه الرحلة ليست إلا البداية، حيث يتطلع المطار لتوسيع شبكة رحلاته الدولية في المستقبل القريب، لتشمل وجهات أخرى في المنطقة والعالم.
مطار سبها يدخل مرحلة التطوير ليصبح من المطارات المتكاملة خلال سنتين
على الرغم من التقدم الملحوظ، إلا أن الطريق ما زال طويلاً أمام مطار سبها ليصل إلى كامل إمكانياته. فالتحديات ليست فقط في الجانب الأمني، بل تشمل أيضاً الجانب الاقتصادي واللوجستي. تحقيق الاستدامة المالية للمطار يتطلب جذب المزيد من شركات الطيران، وزيادة عدد الرحلات والمسافرين، وهو ما يحتاج إلى استراتيجيات تسويقية فعالة، ودعم حكومي مستمر.
إن مطار سبها، بما يحمله من تاريخ وتحديات، يمثل قصة إصرار وتحدٍ. فعودة الحياة إلى هذا المطار تعني الكثير لسكان المدينة ولليبيا بشكل عام. فهي تمثل بداية جديدة، وفرصة لإعادة البناء والتطور. وكما قال البوسيفي، فإن المستقبل يحمل الكثير من الفرص، وإن مطار سبها سيصبح خلال سنتين من المطارات المتكاملة التي تفخر بها ليبيا.
في الختام، يمكن القول إن قصة مطار سبها هي قصة الأمل والإصرار على مواجهة التحديات. وهي دعوة للجميع للعمل معاً من أجل مستقبل أفضل. مطار سبها ليس مجرد مبنى أو مرفق، بل هو رمز للصمود والتجدد، وعلامة فارقة في مسيرة التنمية في جنوب ليبيا.