أخبار ليبيا 24
-
“هارون أرحومة: الشركات الأجنبية لم تنفذ حقوق أهالي فزان”
-
“البطالة وانعدام الخدمات الصحية: مشاكل متفاقمة في الجنوب الليبي”
-
“إغلاق حقل الشرارة النفطي: تحذير أخير قبل إغلاق باقي الحقول”
-
“أعيان فزان: التهميش وضعف الخدمات يدفعنا للتحرك”
في الجنوب، حيث تمتد الصحارى وتحتضن ثروات نفطية هائلة، يقف أهالي فزان أمام تحديات جسيمة تفرضها ظروف اقتصادية واجتماعية خانقة. المنطقة، التي تعد واحدة من أغنى مناطق ليبيا بالموارد الطبيعية، تعاني من تهميش ممنهج على مدى سنوات طويلة، جعل من أهلها يشعرون بأنهم يعيشون في عالم مغاير تمامًا عن بقية البلاد. في هذا السياق، جاء قرار إغلاق حقل الشرارة النفطي كإجراء أخير بعد سنوات من الإهمال والإخلال بالوعود.
البداية
في بيان مصور تابعته “أخبار ليبيا 24” مليء بالاستياء والحزم، أعلن رئيس المجلس الأعلى لمشائخ وأعيان فزان، هارون علي أرحومة، عن إغلاق حقل الشرارة النفطي، مبررًا هذا القرار بالإخلال المستمر من الشركات الأجنبية بالتزاماتها تجاه أهالي فزان. هذا القرار، الذي جاء بعد سلسلة طويلة من التحذيرات والمطالبات التي لم تجد آذانًا صاغية، يعكس حجم الغضب والإحباط الذي يشعر به سكان المنطقة.
أرحومة: إغلاق حقل الشرارة النفطي بسبب إخلال الشركات الأجنبية بالتزاماتها
التهميش المستمر
فزان، التي تكتنز تحت أراضيها موارد طبيعية هائلة، لم تستفد بشكل ملحوظ من هذه الثروات. بل على العكس، تعاني المنطقة من تدهور مستمر في البنية التحتية، نقص حاد في الخدمات الصحية، بطالة متفشية بين الشباب، وانعدام الفرص الاقتصادية. كل هذه العوامل مجتمعة جعلت من الحياة في فزان تحديًا يوميًا للسكان.
المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان يعلن دعمه للمعتصمين بحقل الشرارة
الشركات الأجنبية وإخلالها بالوعود
الشركات الأجنبية العاملة في الحقول النفطية في فزان لم تلتزم بأي من الحقوق التي وُعد بها أهالي المنطقة. هذه الشركات، التي تأتي للاستفادة من الموارد النفطية، تغض الطرف عن التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية تجاه السكان المحليين. “ما دفعنا لإغلاق حقل الشرارة النفطي هو إخلال الشركات الأجنبية بالتزاماتها مع أهالي فزان”، هكذا صرّح أرحومة في بيانه المصور، مشددًا على أن هذا القرار هو تحذير أخير قبل إغلاق باقي الحقول.
هارون أرحومة يعلن إغلاق حقل الشرارة النفطي بسبب إخلال الشركات الأجنبية بالتزاماتها، مؤكداً أن التهميش وضعف الخدمات في فزان دفعا لهذا القرار
تداعيات الإغلاق
قرار إغلاق حقل الشرارة النفطي لم يكن سهلًا، فهو يأتي في وقت تعاني فيه ليبيا من أزمات اقتصادية خانقة. إلا أن هذا القرار يعكس مدى يأس الأهالي ورغبتهم في إيصال رسالتهم للعالم بأنهم لن يقبلوا بالتهميش بعد الآن. هذا الإغلاق قد يكون له تداعيات اقتصادية على المستوى الوطني، ولكن الأمل يكمن في أن يدفع الجهات المعنية لإعادة النظر في سياساتها تجاه فزان والعمل بجدية على تحسين الأوضاع هناك.
أرحومة: إغلاق حقل الشرارة النفطي بسبب إخلال الشركات الأجنبية بالتزاماتها
المطالب المشروعة
أرحومة لم يكن صوته الوحيد الذي ارتفع للمطالبة بالحقوق. فمعظم مشايخ وأعيان فزان يقفون خلفه في هذا القرار، مؤكدين على أن حقوقهم في الخدمات الأساسية والتوظيف وتحسين البنية التحتية هي مطالب مشروعة لا يمكن التنازل عنها. هؤلاء الأعيان يرون أن الشركات الأجنبية يجب أن تكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة.
نظرة إلى المستقبل
إن إغلاق حقل الشرارة قد يكون نقطة تحول في تاريخ فزان. فقد يدفع هذا القرار إلى تغيير في النهج المتبع من قبل الشركات الأجنبية والسلطات الليبية. الأمل معقود على أن تدرك هذه الجهات أن استقرار ليبيا لا يمكن أن يتحقق دون تحقيق العدالة لجميع مناطقها، وخاصة تلك التي تحمل على عاتقها جزءًا كبيرًا من الثروة النفطية للبلاد.
في الختام، إن ما يجري في فزان هو جزء من صورة أكبر للوضع الليبي العام. التهميش والإهمال والفساد هي أمور لا يمكن السكوت عليها، وأهالي فزان برهنوا على أن صوتهم يمكن أن يكون له تأثير كبير إذا ما توحدت كلمتهم وتصاعدت مطالبهم بشكل منظم ومدروس. الأيام القادمة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل المنطقة، ولعل هذا القرار يكون البداية لتغيير حقيقي طال انتظاره.