الفساد المتفشي في حكومة الدبيبة: من رشاوي ملتقى الحوار إلى إيفاد الأقارب بمكافآت مالية ضخمة
محمد تكالة وتحويل مجلس الدولة إلى أداة لخدمة مصالح الدبيبة الشخصية
أخبار ليبيا 24
-
محمد الطويل يكشف: الدبيبة يغرق في بحر الفساد والرشى
-
إيفادات مشبوهة لأبناء وأقارب تكالة إلى الخارج بمكافآت مالية سخية
-
خالد وصلاح ونور الدين: أبناء وأقارب تكالة في مهام عمل مشبوهة
-
تكالة يناقش الرشاوي أمام ابنه: مناصب وكسب غير مشروع
منذ اللحظة الأولى لتولي عبد الحميد الدبيبة، رئاسة الحكومة، بدأت تتسرب الأحاديث عن فساد متفشي يضرب بجذوره في كافة مؤسسات ليبيا. ما كان يبدو في البداية كإشاعات عابرة، تبيّن مع مرور الوقت أنه واقع مرير يعصف بمستقبل ليبيا ويعرقل أي تقدم سياسي أو اقتصادي. ولم يكن محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، بعيداً عن دائرة الاتهام، بل كان أحد أبرز اللاعبين في هذه اللعبة المشبوهة.
رشاوي ملتقى الحوار السياسي
يرى الكثيرون أن فساد الدبيبة لم يبدأ مع توليه الحكومة، بل سبق ذلك خلال ملتقى الحوار السياسي، حيث تم توجيه اتهامات للدبيبة بتوزيع رشاوي لأعضاء الملتقى لضمان تصويتهم لصالحه. لم تكن تلك الاتهامات مجرد كلام في الهواء؛ فقد أشار العديد من الشهود إلى تلقيهم مبالغ مالية لقاء دعمهم للدبيبة، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى شرعية توليه هذا المنصب.
تحويل مجلس الدولة إلى أداة لخدمة المصالح الشخصية
لم يتوقف فساد الدبيبة عند حدود الرشاوي، بل توسع ليشمل تحويل مجلس الدولة إلى أداة لتحقيق أهدافه وطموحاته الشخصية. محمد تكالة، الذي يفترض أن يكون حامياً للمصالح العامة، سخر منصبه لخدمة مصالح الدبيبة وتحقيق أجنداته الخاصة. تكالة لم يكتفِ بدور المتفرج، بل تحول إلى لاعب رئيسي في لعبة المناكفات السياسية، معطلًا أي محاولات جادة لإصلاح الأوضاع.
الفساد المستشري في حكومة الدبيبة يتجلى في رشاوي ملتقى الحوار وإيفاد أقارب تكالة بمكافآت ضخمة، مما يعطل الحياة السياسية ويضمن استمرار الدبيبة في الحكم.
إيفادات مشبوهة لأقارب تكالة
من أبرز مظاهر الفساد التي تكشفت مؤخرًا، كانت قرارات إيفاد أبناء وأقارب محمد تكالة إلى دول مختلفة بحجة مهام عمل، مع حصولهم على مكافآت مالية سخية. خالد محمد مفتاح تكالة، نجل رئيس مجلس الدولة، وصلاح محمد معمر تكالة، سكرتيره الخاص وابن عمه، وكذلك نور الدين علي الأشقر، خطيب ابنة تكالة، كانوا من بين الموفدين الذين حصلوا على مكافآت مالية بلغت 5 آلاف دولار لكل منهم، بالإضافة إلى عُهد مالية للإنفاق على رحلاتهم تراوحت بين 15 ألف دولار و10 آلاف يورو للرحلة الواحدة.
تكالة يناقش الرشاوي أمام ابنه
المفارقة الكبرى تكشفت عندما صرح محمد الطويل، مدير إدارة الإعلام الخارجي السابق بوزارة خارجية حكومة الدبيبة، بأن تكالة أصبح يناقش الرشاوي علناً أمام ابنه. هذا التصريح أثار موجة من الغضب والاستنكار، ليس فقط بين السياسيين، بل أيضاً بين عامة الشعب الليبي الذي يشعر بأن الفساد أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.
تعطيل الحياة السياسية لضمان البقاء في الحكم
كل هذه الأحداث تشير إلى استراتيجية واضحة يتبعها الدبيبة لضمان استمراره في سدة الحكم. من خلال توظيف مجلس الدولة لتحقيق أهدافه، وتعطيل أي محاولات جادة لإجراء انتخابات أو إصلاحات، يسعى الدبيبة إلى الحفاظ على سلطته بأي ثمن. هذا النهج لا يضر فقط بمصالح ليبيا الوطنية، بل يعرض مستقبل البلاد للخطر، في ظل استمرار الفساد والانقسامات السياسية.
في خضم هذا المشهد المضطرب، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر هذا الفساد؟ وهل ستتمكن ليبيا من التخلص من قبضة الفساد واستعادة مسارها نحو الاستقرار والتقدم؟ الإجابة تبقى معلقة في ظل استمرار الوضع الراهن، ما لم تحدث تغييرات جذرية تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.