أخبار ليبيا 24
-
زهيو يشكك في دعم دولي للدبيبة.
-
الدبيبة يراهن على استمرار حكومته بسبب الخلافات السياسية.
-
تحذيرات من تشكيل حكومة بدون توافق سياسي.
مع إعلان مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، عن فتح باب الترشح لرئاسة حكومة جديدة، تتوجه الأنظار إلى رد فعل عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، والذي يقف حالياً عند مفترق طرق قد تحدد مستقبله السياسي في ليبيا. فمنذ هذا الإعلان، يلتزم الدبيبة وحكومته الصمت، ما عدا تصريح وحيد من نائب رئيس الحكومة، ووزير الصحة رمضان أبو جناح، الذي نفى فيه بشدة ما تردد عن ترشحه لسباق الحكومة المقبلة، واصفاً الأمر بـ “المعلومات الكاذبة”.
تجاهل الدبيبة لهذا الإعلان أثار تساؤلات عديدة بين المراقبين والمحللين، فهل يعول الدبيبة على فشل مجلس النواب في تشكيل حكومة توافقية؟ يبدو أن هذا هو الاحتمال الأقرب، في ظل الفجوة الواسعة بين رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة، محمد تكالة. هذه الفجوة قد تكون طوق النجاة للدبيبة، الذي يراهن على استمرار حكومته في ظل تعثر تشكيل حكومة جديدة تتمتع بتوافق سياسي شامل.
فتح مجلس النواب باب الترشح لرئاسة حكومة جديدة وسط تجاهل من الدبيبة، الذي يراهن على فشل البرلمان في تشكيل حكومة توافقية، مما يطيل أمد حكومته.
زهيو: تجاهل الدبيبة لدعوة البرلمان ليس بدعم دولي بل مصالح متبادلة
أسعد زهيو، المرشح الرئاسي، عبّر عن توقعه بأن يواصل الدبيبة تجاهله لدعوة البرلمان. وقلل زهيو في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” من تأثير ما يردده البعض عن دعم دول إقليمية أو غربية للدبيبة، مشيراً إلى أن علاقة الدبيبة بالتشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس قائمة على المصالح المتبادلة، وهي علاقة مؤقتة يمكن أن تتغير بتغير توجهات القوى الدولية.
في الوقت نفسه، تعالت أصوات سياسية من داخل البرلمان وخارجه، تحذر من تكرار سيناريو تشكيل حكومة بشكل منفرد، مما يعزز انقسام البلاد بين الشرق والغرب. هذه الأصوات تشير إلى تجربة الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد في المنطقة الشرقية، والتي لم تحظَ بالشرعية الأممية، وتخشى من أن تتكرر هذه التجربة مع الحكومة المقبلة، مما يطيل من أمد الأزمة السياسية في البلاد.
تعويل الدبيبة على فشل مجلس النواب يطيل أمد حكومته
التباين الواضح بين مواقف الأطراف المختلفة يعكس حالة الشلل السياسي الذي تعاني منه ليبيا، ويزيد من تعقيد المشهد. الدبيبة، الذي يلتزم الصمت، يراهن على هذا الشلل للبقاء في السلطة، في حين يستمر مجلس النواب في محاولاته لتشكيل حكومة جديدة.
في هذا السياق، يمكن النظر إلى موقف الدبيبة كاستراتيجية لاحتواء الوضع الحالي والاستفادة منه إلى أقصى حد، بينما يحاول خصومه السياسيون تفكيك هذه الاستراتيجية عبر بناء توافقات جديدة، قد تكون هي السبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم.
المشهد الليبي الراهن يعيد إلى الأذهان صوراً مشابهة من تاريخ الصراعات السياسية في البلاد، حيث تداخلت المصالح الدولية مع المحلية، وتصارعت القوى على السلطة والنفوذ. الدبيبة، الذي يقف الآن أمام تحدٍ جديد، يواجه ضغوطاً من الداخل والخارج، لكنه يستمر في اللعب على حافة الهاوية، مستفيداً من كل ثغرة سياسية أو دعم مسلح يضمن له البقاء.
إذاً، المشهد الليبي الراهن ليس سوى فصل جديد في كتاب الصراع على السلطة، فصل يتطلب من جميع الأطراف الحكمة والرؤية البعيدة للخروج من هذا النفق. على الجميع أن يدرك أن مستقبل ليبيا لا يمكن أن يبنى على المصالح المؤقتة والتحالفات الهشة، بل على توافق سياسي حقيقي يعيد للبلاد استقرارها وسلامها المفقودين.
ومع مرور الأيام، يبقى التساؤل: هل سينجح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة تتمتع بتوافق شامل؟ أم أن الرهان على الفشل سيطيل أمد حكومة الدبيبة؟ الأجوبة على هذه الأسئلة ستحدد ليس فقط مستقبل الدبيبة، بل مستقبل ليبيا بأكملها.