
أخبار ليبيا 24
-
انفجار مخزن ذخيرة تملكه ميليشيا “كتيبة العيان” في زليتن.
-
وقوع الانفجارات فجراً وتصاعد أعمدة اللهب والدخان.
-
شهادات السكان تؤكد سماع سلسلة انفجارات متتالية ومرعبة.
-
السلطات تلتزم الصمت حول سبب الانفجار.
-
مطالبات بإخلاء المناطق السكنية من المقرات العسكرية.
-
تكرار وقوع انفجارات مماثلة في زليتن خلال السنوات الماضية.
في فجر يوم الجمعة، هزّت سلسلة من الانفجارات العنيفة مدينة زليتن، لتتحول الليلة الهادئة إلى ساحة من اللهب والدخان. ففي ساعة مبكرة من الصباح، استيقظ سكان زليتن على أصوات انفجارات متتالية ومرعبة، سرعان ما تبين أنها ناتجة عن انفجار مخزن للذخيرة تملكه ميليشيا “كتيبة العيان”، الكائنة في منطقة كادوش. هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، إذ شهدت المدينة انفجارات مماثلة في السنوات الماضية، لتعيد إلى الواجهة المخاوف من خطر تخزين الأسلحة بين الأحياء السكنية.
شهادات السكان: أصوات الانفجارات المرعبة توقظ المدينة فجراً
لم يتوقف الرعب عند صوت الانفجارات، بل تصاعدت أعمدة اللهب والدخان لتغطي سماء المدينة، تاركة خلفها حالة من الذعر بين السكان. سيارات الشرطة والإسعاف هرعت إلى مكان الحادث، بينما طوقت السلطات الأمنية المكان، مطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم تجنباً لأي أضرار إضافية. وعلى الرغم من الهلع الذي عمّ المدينة، فإن الأضرار المادية كانت محدودة، ولم تسجل أي إصابات بين المواطنين.
السلطات تلتزم الصمت: هل هناك استهداف بطائرة مسيرة؟
وفيما التزمت السلطات الأمنية التابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية الصمت، ظهرت تكهنات حول سبب الانفجار. بعض الشهادات أشارت إلى إمكانية استهداف مخزن الأسلحة بطائرة مسيرة، لكن لم تتوفر أي تأكيدات رسمية حول هذا السيناريو. مصطفى البحباح، عضو مجلس بلدية زليتن، أشار إلى أن الانفجارات وقعت فجراً في مقر “كتيبة العيان”، دون معرفة السبب الحقيقي للحادث.
ومن جانب آخر، أكد الطاهر الشطشاطي، مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ في زليتن، تعرض بعض المنازل الواقعة في محيط مقر الكتيبة لأضرار، لكنه نفى وقوع إصابات بين المواطنين. هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان المبادرات السابقة لجمع السلاح من أيدي الميليشيات والمواطنين، التي بدأت في عام 2012. ورغم الجهود الدولية والمحلية، إلا أن تنفيذ هذه المبادرات بقي محدوداً، مما جعل السلاح مصدر قلق دائم للسلطات والمواطنين على حد سواء.
انفجار مخزن ذخيرة تملكه ميليشيا “كتيبة العيان” في زليتن، يسبب حالة من الرعب بين السكان، دون تسجيل إصابات، وسط مطالبات بإخلاء المقرات العسكرية من الأحياء السكنية.
حادثة انفجار مخزن الذخيرة في زليتن ليست إلا فصلاً آخر من سلسلة الحوادث المماثلة التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة. ففي نوفمبر 2023، شهدت المدينة انفجاراً مماثلاً تسبب في تضرر بعض المنازل المجاورة للمقر، واشتعال النيران بها، وإصابة مواطن باختناق نتيجة احتراق منزله. هذا التكرار للحوادث يثير التساؤلات حول مدى جدية السلطات في التعامل مع مخاطر تخزين الأسلحة بين الأحياء السكنية.
مطالب بإخلاء المناطق السكنية من المقرات العسكرية: تكرار للانفجارات في زليتن
وتحول العتاد المخزن لدى المجموعات المسلحة وبعض المواطنين خارج إطار الدولة إلى مصدر أرق وقلق للسلطات الليبية منذ عام 2011. هذا ما دفع الأمم المتحدة لدعوة الأطراف كافة إلى ضرورة إبعاده عن مناطق المدنيين ودمج هذه التشكيلات في أجهزة الدولة الرسمية. ويؤكد المتابعون لتركيبة الميليشيات في ليبيا أن هذه المجموعات تعوق تجاوز البلاد للفترة الانتقالية، بإصرارها على إبقاء الوضع على ما هو عليه. ويشيرون إلى أنه كلما هدأت الاشتباكات أوقدت الميليشيات نارها، بغية الاستبقاء على ليبيا سوقاً رائجة للسلاح تدر ملايين الدولارات على أمراء الحرب.
وفي ظل هذا الوضع المعقد، تبقى مطالب المواطنين بإخلاء مناطقهم السكنية من المقرات العسكرية للتشكيلات المسلحة قائمة. ورغم تعهد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، في نهاية مارس الماضي بإخلاء العاصمة طرابلس من التشكيلات المسلحة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن. وتعهد الطرابلسي حينها بإرجاع كل هذه الأجهزة إلى ثكناتها، باستثناء الجهات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، على أن يقتصر العمل الأمني على وزارة الداخلية.
حادثة الانفجار في زليتن تسلط الضوء مجدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان سلامة المواطنين. فرغم الجهود المتواصلة، تبقى المخاطر قائمة في ظل انتشار الأسلحة والمعدات العسكرية بين الأحياء السكنية. هذا الوضع يتطلب تعاوناً جاداً بين السلطات المحلية والدولية، لضمان تنفيذ مبادرات جمع السلاح بشكل فعال، وتحقيق الأمان والسلام للمواطنين الليبيين.