الأخبارليبيا

ليبيا وماراثون توحيد الحكومتين.. محاولات لم الشمل وسط تحديات معقدة

الأزمة الليبية: هل تثمر جهود القاهرة في تشكيل حكومة واحدة؟

أخبار ليبيا 24

  • ليبيا تعاني منذ أكثر من عقد من الزمن من وجود حكومتين متنازعتين.
  • ماراثون القاهرة يهدف إلى توحيد الحكومتين.
  • أزمة ليبيا ترتبط بشكل وثيق بالصراع على الثروات.
  • ميزانية ليبيا الجديدة تعد الأضخم في تاريخ البلاد.
  • انقسام الحكومتين يعمق الأزمة الاقتصادية والسياسية.
  • التحديات الإقليمية والدولية تعيق توحيد الحكومة.
  • الحلول المقترحة تشمل تفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة.

قال الدكتور جبريل العبيدي، الكاتب والباحث الأكاديمي، إن ليبيا تعيش منذ أكثر من عقد من الزمن حالة من الانقسام والصراع، تتجسد في وجود حكومتين متنازعتين على الشرعية والسلطة، تتخاصمان على الأرض والمال العام والخاص في دولة واحدة. وأوضح العبيدي في مقال نشره على “صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، طالعته “أخبار ليبيا 24“، أن هذا الوضع هدد سلامة وحدة أراضي ليبيا في ظل ظروف عالمية وإقليمية شديدة التعقيد، لا يبدو أنها تعير كثيراً من الاهتمام لتوحيد أو انقسام ليبيا، طالما أن المصالح الدولية والإقليمية تتنازع على ثروات البلاد. وأضاف أن هذا هو المحرك الحقيقي لحالة الصراع والتشظي السياسي في ليبيا.

تاريخ طويل من الصراع والانقسام في ليبيا

وأشار العبيدي إلى أن شعار مارثون القاهرة الأخير كان التأكيد على قوانين الانتخابات التي أنتجتها لجنة «6+6» سابقًا، والتي تم تجميدها لاحقًا من قبل مجلس النواب ومجلس الدولة وحتى البعثة الدولية. وقد أعلن اجتماع القاهرة الغضب على هذه البعثة، ملقياً الفشل في حضنها، وكأن النواب في المجلسين كانوا مع الانتخابات وتسليم السلطة.

ليبيا تعاني من صراع طويل على السلطة بين حكومتين متنازعتين، فيما يسعى اجتماع القاهرة لتوحيدهما رغم التحديات الاقتصادية والسياسية والضغوط الدولية والإقليمية.

 

ميزانية ضخمة لتسيير حكومة الأمر الواقع

وأفاد العبيدي أن ماراثون مجلسي النواب والدولة الذي انطلق في القاهرة بهدف تشكيل حكومة جديدة، تعامل مع أمر واقع موجود، وهو صرف وإقرار الميزانية الجديدة (الأضخم في تاريخ ليبيا)، والتي سيُخصص جزء منها لحكومة الأمر الواقع –حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية- والأخرى المكلفة من مجلس النواب.

وأوضح أن كل حكومة ستنفق وفق سيطرتها على منطقتها الجغرافية، وهذا تبرير مجلس النواب لاعتماده ميزانية تجاوزت 180 مليار دينار، سيذهب جلها للمرتبات المتضخمة دون عمل يُذكر، والبقية في الإنفاق الحكومي والمكتبي وسفريات الوزراء والنواب والمسؤولين بطائرات خاصة وفنادق 7 نجوم. وأكد العبيدي أن هذه الأموال لن تُصرف على التنمية والتحرر من الاقتصاد الريعي الذي سيُفقِر ليبيا والليبيين ما لم تُوضع سياسة اقتصادية منتجة أو مستثمرة مع ترشيد حكومي.

تحديات توحيد الحكومة الليبية: مخاوف الفشل المتكرر

وشدد العبيدي على أن توحيد الحكومتين هو المحرك الرئيسي لاجتماع القاهرة بين النواب، وليس الانتخابات التي لا يرغب فيها المجلسان. وأوضح أن النقطة الوحيدة المتفق عليها بينهما هي هل سيكون دمج للحكومتين في حكومة واحدة أم إنتاج لحكومة ثالثة، وهو الخيار المرجَّح في أروقة البرلمان ومجلس الدولة، حيث أن الحكومة الجديدة ستكون مكبلة وغير قادرة على إنتاج انتخابات تشريعية ورئاسية. وأكد العبيدي أن هذه الحكومة مرحب بها من مجلسي البرلمان والدولة الذين يفضلون الإبقاء على حالة المراوحة وإنتاج حكومات لا نفع منها سوى إهدار المال العام وولادة مليونيرات جدد في ليبيا.

 

ليبيا بين مطرقة الفوضى وسندان الإصلاح.. اجتماعات القاهرة تكمل مسار تونس رغم عرقلة الدبيبة

وأوضح العبيدي أن هذا يعكس حالة اليأس لدى المواطن الليبي الذي يئس من إضاعة المال والوقت من قبل نخب سياسية ظن فيها الخير لليبيا ليكتشف حجم خيبة الأمل والصدمة. وتابع قائلاً إن الآباء المؤسسين لليبيا الحديثة كانوا يتمتعون بعزيمة قوية منعوا بها تقسيم البلاد ورفضوا الوصاية الاستعمارية، وهو ما يتناقض مع حالة النخب الحالية التي لا تظهر الحكمة أو التسامي على الجراح للحفاظ على أراضي الوطن من التقسيم.

وأكد العبيدي أن الأزمة الليبية اليوم تنتظر ظهور الدخان الأبيض كدليل على الاتفاق على حكومة واحدة للبلاد، لكنه أشار إلى أن التفاؤل بنجاح اجتماعات القاهرة مبكر جداً، حيث أن ماراثون الحوارات لا يزال في بدايته بين مد وجزر يبقى رهين جدية الأطراف جميعها في تحقيق شراكة وطنية ووفاق بين الجميع ممن يؤمنون بالدولة الوطنية. وشدد على أن ليبيا تعيش وضعاً غير طبيعي وهي غير مستقرة، ومحاطة بحدود دول مضطربة جعلت منها معبراً للهجرة والنزوح.

الدور الدولي والإقليمي في الأزمة الليبية

وقال العبيدي إن ليبيا لن تكون إلا دولة وطنية مدنية، ولن تكون حاضنة للإرهاب أو ولاية تابعة للمرشد. وأوضح أن التركيبة السكانية الاجتماعية القبائلية الليبية المتجانسة الأصل والدين كانت ولا تزال حافظة للبلاد من شبح التقسيم، رغم أن السياسيين جعلوا منها بلداً متشظياً بحكومتين وبرلمانين. وأكد أن الشعب الليبي وقبائله لن يمرروا مشروع ولاءات خارج حدود الوطن.

وخلص العبيدي إلى أنه حتى وإن نجح ماراثون القاهرة في إنتاج حكومة موحدة، فلن يتغير الأمر كثيراً ما دامت الحكومة ستعمل كسابقاتها من العاصمة طرابلس الأسيرة لدى ميليشيات الإسلام السياسي وميليشيات الدفع المسبق والبنادق المستأجرة. وأكد أن الأولوية يجب أن تكون لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، مشيراً إلى أنه ليس المرة الأولى التي يتم فيها توحيد الحكومة وتفشل وتنقسم مجدداً، وإلا “فكأنك يا أبا زيد ما غزيت”.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى