استمرار أزمة الكهرباء في ليبيا رغم وعود الدبيبة المتكررة

أخبار ليبيا 24

أزمة الكهرباء في ليبيا.. وعود حكومية متكررة دون حلول فعلية

تعيش ليبيا أزمة في الكهرباء مستمرة تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث يعاني المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي يومياً، مما يعطل حياتهم اليومية ويزيد من معاناتهم. رغم الوعود المتكررة من قبل الحكومة منتهية الولاية بقيادة عبد الحميد الدبيبة. بتحسين الأوضاع، إلا أن الواقع يظهر عكس ذلك تماماً.

أصدر الدبيبة توجيهات بضرورة تفعيل التعاون بين المؤسسة الوطنية للنفط والشركة العامة للكهرباء لتوفير إمدادات الغاز اللازمة لضمان التشغيل الكامل لمحطات الكهرباء. ولكن، لم تسفر هذه التدابير الرسمية عن أي تحسن ملموس في أزمة الكهرباء، حيث يستمر المواطنون في الشكوى من انقطاع التيار الكهربائي.

شهادات المواطنين:

محمود بن إسماعيل من مدينة الخمس يشكو من الانقطاع المستمر للكهرباء، قائلاً: “التيار الكهربائي ينقطع علينا فيما نحن بأمسّ الحاجة إليه”. علي محمد المحجوبي من مصراتة يؤكد أن طرح الأحمال عاد مرة أخرى، في حين يشير شهاب المسلاتي من طرابلس إلى أن التقنين يصل إلى ثلاث ساعات موزعة على فترتين صباحية ومسائية.

قرّاء أخبار ليبيا 24: تصريحات الدبيبة حول مساعدة مصر في أزمة الكهرباء مثيرة للسخرية والغضب

تضارب البيانات وزيادة المعاناة:

تؤكد المؤسسة الوطنية للنفط أن استهلاك الغاز الطبيعي عبر الشبكة الساحلية يبلغ 1172.1 مليون قدم مكعب، منها 1007.9 ملايين قدم مكعب للشركة العامة للكهرباء، والباقي موزع على مصانع الإسمنت وبعض الجهات الأخرى. ومع ذلك، يشير المحلل الاقتصادي محمد الشيباني إلى وجود تضارب في البيانات بين الشركة العامة للكهرباء والمؤسسة الوطنية للنفط حول توفر الغاز الطبيعي، مما يزيد من تعقيد المشكلة ويعمق معاناة المواطنين.

ليبيا.. العاشرة عربياً في استهلاك الكهرباء وتوقعات سكانية متزايدة

الإنفاق بلا نتائج:

الشركة العامة للكهرباء أوضحت أن انخفاض الغاز الطبيعي المشغل لمحطات الكهرباء أدى إلى خروج وحدات عن الخدمة وخسارة 500 ميغاوات من الإنتاج. وقد صرفت الشركة حتى نهاية يونيو الماضي 2.5 مليار دينار على المشروعات التطويرية، ولكن هذه الأموال لم تسفر عن أي تحسن ملموس في توفير الكهرباء للمواطنين. بدلاً من ذلك، استمرت انقطاعات الكهرباء وتزايدت شكاوى المواطنين.

الفساد وسوء التشغيل:

تكشف الأرقام أن قطاع الكهرباء استنزف ما يعادل 600 مليون دولار خلال عام 2022 للصيانة ومواجهة العجز في توفير الطاقة. ومع اقتراب موسم الصيف وارتفاع مستويات الاستهلاك، يبقى الرهان لتجاوز الأزمة على بعض محطات الطاقة الجديدة المرتقب تسليمها ومشاريع الطاقة المتجددة. لكن حتى مع هذه الجهود، تستمر المشكلة نتيجة الفساد المالي وسوء التشغيل، مما يعوق حل الأزمة.

الدول العربية الأكثر استهلاكا لـ الكهرباء مقارنة بعدد السكان

التفاوت في توزيع الكهرباء:

أشار الناشط المدني عقيلة الأطرش إلى أن حيّ فنيسيا في بنغازي، الذي يضم مساكن غالبية المسؤولين الحكوميين، يشهد انقطاعاً يومياً لعدد قليل من الساعات مقارنة بأحياء أخرى تعاني انقطاعاً أطول. هذا التفاوت يعكس كيفية استخدام أزمة الكهرباء كورقة سياسية بين الأطراف المتصارعة لتحقيق مكاسب على حساب معاناة المواطن.

قراء أخبار ليبيا 24 يحملون المسؤولين فساد قطاع الكهرباء ويطالبون بحلول فورية

الحاجة إلى حل جذري:

رغم الوعود الحكومية المتكررة، تظل أزمة الكهرباء في ليبيا قائمة. تصريحات الدبيبة وتوجيهاته لم تحقق أي تغيير ملموس، ويبقى المواطن الليبي هو الضحية الأكبر في هذه الأزمة المستمرة. إن استخدام الكهرباء كورقة ضغط سياسي يعكس انعدام الإرادة الحقيقية لحل المشكلة. يبقى الأمل ضعيفاً في تحسين الأوضاع ما لم تحدث تغييرات جوهرية في نهج التعامل مع هذه الأزمة.

في النهاية، يبدو أن حل أزمة الكهرباء في ليبيا يتطلب إجراءات جذرية وحقيقية تتجاوز مجرد التصريحات والوعود الحكومية. الحكومة مسؤولة عن فشلها في حل هذه الأزمة المستمرة، وما لم تتخذ خطوات فعالة وشفافة، سيظل المواطن الليبي يعاني من انقطاع الكهرباء وتبعاته على حياته اليومية.