أخبار ليبيا 24 – استطلاعات
في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها ليبيا، تتوالى الأزمات على المواطنين دون توقف، ومن بين هذه الأزمات تأتي مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر التي تحولت إلى كابوس يومي يهدد حياة الناس ويعكر صفو حياتهم. في هذا السياق، أثار تصريح رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة بشأن إمكانية مساعدة مصر في حل أزمة الكهرباء موجة من السخرية والغضب بين الليبيين، حيث باتوا يتساءلون عما إذا كان الدبيبة يعيش في نفس البلاد التي يعانون فيها من انقطاع الكهرباء بشكل مستمر.
تصريحات الدبيبة تتعارض مع واقع الكهرباء في ليبيا
أجرت وكالة أخبار ليبيا 24 استطلاعًا لآراء قرائها حول تصريحات الدبيبة والتي جاءت في وقت تعاني فيه معظم المدن الليبية من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تمتد أحياناً إلى أيام متتالية، مما يعطل الحياة اليومية ويزيد من معاناة المواطنين في ظل حر الصيف الحارق. هذا الواقع المتردي للكهرباء جعل الليبيين يشعرون بالإحباط من وعود الحكومة التي لم ترَ النور بعد، وجعلت من تصريحات الدبيبة مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع.
“كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يعرض المساعدة على مصر بينما نحن نعاني من أزمة خانقة في الكهرباء؟” هكذا عبر أحد المواطنين عن غضبه، مضيفاً “الدبيبة لا يعيش في نفس ليبيا التي نعيش فيها، فنحن نكافح يومياً مع انقطاعات الكهرباء المستمرة”.
هل يعيش الدبيبة في نفس ليبيا التي تعاني من انقطاع الكهرباء؟
لم تقتصر السخرية على المواطنين فحسب، بل شملت أيضاً بعض المحللين السياسيين الذين رأوا في تصريحات الدبيبة محاولة للفت الأنظار بعيداً عن الفشل الحكومي في معالجة أزمة الكهرباء المحلية. وأشار البعض إلى أن ليبيا تستورد الكهرباء من مصر لتغطية النقص في الشبكة الوطنية، مما يجعل من عرض الدبيبة مساعدة مصر أمراً مستفزاً للكثيرين.
أزمة الكهرباء في ليبيا: وعود بلا تنفيذ ومواطنون غاضبون
الباحثة في شؤون الأمن والهجرة ريم البركي قالت: “إن استمرار انقطاع الكهرباء في ليبيا يمثل تحديًا حقيقيًا للمواطنين ويزيد من معاناتهم اليومية. تصريحات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة حول مساعدة مصر في حل أزمة الكهرباء تثير التساؤلات حول أولويات الحكومة، حيث يجب أن تركز الجهود على حل الأزمات الداخلية أولاً. على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها وتعمل بجدية على تحسين الخدمات الأساسية بدلاً من تقديم وعود غير واقعية.”
المواطنون يسخرون من عرض الدبيبة: “ليبيا تستورد الكهرباء من مصر”
أحد الأمثلة البارزة على هذا التهكم، كان تعليق أحد الناشطين الذي قال: “على رأي المثل: “ماضميتي حوسة حوشك يابال اديري عصبان!“. هذا المثل الشعبي الليبي يعبر بدقة عن مشاعر الإحباط والسخرية التي تملكت المواطنين من تصريحات الدبيبة.
يواصل المواطنون الليبيون معاناتهم في ظل انقطاع الكهرباء، ومع كل يوم يمر دون حلول حقيقية، تتزايد الشكوك حول قدرة الحكومة على تحسين الوضع. الأزمات لا تتوقف عند الكهرباء فحسب، بل تشمل أيضاً نقص الوقود والسيولة والمواد الغذائية الأساسية، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة وتعقيداً.
قرّاء أخبار ليبيا 24 يقترحون حلولًا مستدامة لأزمة الكهرباء في بنغازي
وفي ظل هذا الواقع القاتم، يبقى الأمل ضعيفاً في أن تجد هذه الأزمات حلاً قريباً، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي وعدم الرضا عن أداء الحكومة. إن استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية يعمق من أزمة الثقة بين المواطنين والحكومة، ويزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
الدول العربية الأكثر استهلاكا لـ الكهرباء مقارنة بعدد السكان
إن تصريحات الدبيبة حول مساعدة مصر في حل أزمة الكهرباء تظل محط تساؤل وسخرية، وتعكس بوضوح الفجوة الكبيرة بين الخطاب الرسمي وواقع الحياة اليومية في ليبيا. في النهاية، يبقى المواطن الليبي في انتظار اليوم الذي يرى فيه وعود الحكومة تتحقق على أرض الواقع، ويشعر فيه بتحسن حقيقي في حياته اليومية، بعيداً عن الشعارات والوعود الجوفاء.