تقاليد طرابلسية في استقبال السنة الهجرية الجديدة

أخبار ليبيا 24  

متابعة  نادر الشريف

تحتفظ العائلات الطرابلسية بتقاليد عريقة ومتنوعة، لاستقبال السنة الهجرية الجديدة، حيث تجتمع الأسرة  لتحضير أطباق خاصة وتحافظ على طقوس مميزة تم تناقلها عبر الأجيال.

تحضير الطبق التقليدي

في مقدمة هذه الطقوس، يأتي إعداد طبق الكسكسي باللحم المقدد (القديد) ويطلق عليه اسم (كسكسي الفتاشة)  واللواوي (عصبان يابس أو شمسي) والخضروات والبقوليات هذا الطبق يعكس تاريخًا طويلًا من التقاليد الغذائية التي تمزج بين الطعم المميز والمغزى الثقافي.

الكسكسي يتم تحضير الكسكسي بعناية فائقة، حيث يتم طهيه بالبخار للحصول على قوام ناعم ومثالي.

اللحم المقدد (القديد) يتم تحضير اللحم المقدد عبر تجفيفه وتخزينه بطريقة تقليدية، ليتم إضافته إلى الكسكسي ليعطيه نكهة غنية ومميزة.

اللواوي (عصبان يابس أو شمسي) تُضاف اللواوي إلى الطبق ليعزز من طعمه التقليدي، وهو عبارة عن عصبان محشو بالبهارات والأعشاب، يتم تجفيفه تحت أشعة الشمس.

الخضروات والبقوليات يتم استخدام مجموعة متنوعة من الخضروات الموسمية والبقوليات لإضافة النكهة والتوازن الغذائي إلى الطبق.

طقوس استقبال السنة الجديدة

إلى جانب إعداد هذا الطبق، تتبع العائلات الطرابلسية طقوسًا أخرى لتعزيز روح الاحتفال والبهجة بالسنة الهجرية الجديدة:

نثر الدقيق أو الجير عند الأبواب إذ يعتبر نثر الدقيق أو الجير عند مداخل البيوت من الطقوس التقليدية التي ترمز إلى الطهارة والبركة، حيث يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد وتحمي المنزل وأهله من الشرور.

يتميز اليوم الأول من السنة الهجرية، بتجمع العائلات والأقارب لتناول الطعام معًا، مما يعزز الروابط العائلية ويعكس روح التضامن والمحبة بين الأجيال.

أهمية التمسك بالعادات والتقاليد

تُعد هذه التقاليد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للطرابلسيين، حيث تمثل الرابط بين الماضي والحاضر، وتساهم في نقل القيم والعادات إلى الأجيال الجديدة. هذه الممارسات ليست مجرد طقوس احتفالية، بل هي تعبير عن الفخر بالتراث والالتزام بالحفاظ على العادات التي تشكل جزءًا مهمًا من تاريخ وثقافة المجتمع الليبي.

وتبقى هذه التقاليد حية في قلوب وذاكرة العائلات الطرابلسية، حيث تتجدد مع كل سنة هجرية جديدة، لتستمر في تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، وإحياء روح الأصالة والانتماء الثقافي.