أخبار ليبيا 24

جائعٌ، منسي، خائر القوى ومنهك، متعب دون أن تملك حتى رفاهية مواساة نفسك أو الانهيار،  متروك في عزلة ووهن وعجز تام، مجرد من أرضك، لاجئ في بلدك، هذا هو حال الفلسطينيون اليوم ومنذ أكثر من سبعة عقود، وحدهم وقد تخلى عنهم الجميع-ممن أمكنهم الاسهام- تاركين إياهم في مواجهة القوى الأكثر ضراوة  ووحشية والتي لا تعرف للقيم الإنسانية سبيلا، لتقوم الأخيرة بمحو وإبادة كل مقاومٍ، وغير مقاوم، وأي رجل، وطفل، ومسن وامرأة، وأي معلمٍ ومبنى، ومعبد، تنهب وتسرق وتتبنى أنفًا أي موروث وثقافة وتاريخ، تستأصل هوية من أرضها لتخلق فيها أخرى مستحدثة-أو مُحوّرة- تنهب أرضا لكنها لن تنهب وطنًا، تمحو وتغيب تاريخ أمة علنًا، دون رادع أو رقيب، وذلك في غياب يذهلنا- رغم أننا اعتدناه-لقوة فاعلة حقيقية جازمة. هم في منتصفنا وبيننا ومعنا لكنهم متروكون، نراهم ونشاهد أخبارهم، نحصي قتلاهم، نرصد خسائرهم وأرواحهم، أطفالهم يموتون جوعا وألمًا، ومرضًا.

اتخذوا من الفئران والعشب طعامًا، من الخيام والمدارس بيوتا، من أرضيات المستشفيات مرقدًا، حتى أنهم قد قاسمو الأحصنة في تبنها طعاماً، وكل ذلك في مرأى أعيننا، قريبون منا هم قرب القلب والوريد، لكن لجدار حدودي رسم بخارطة الاستعمار سابقا محددا جغرافية أوطاننا، أن يحدنا اليوم عنهم وأن يقيض انسانيتنا وأخويتنا بأمن واقتصاد واهيين مقرونين بكوننا شعوبا مستهلكة، ليتضح أن ما أُستُهلك حقت وسلب منا هو الإرادة العامة لشعوبنا وصلاحياتها لترفض ما إن كانت تخنع لتكون سببًا في سلسلة وأصفاد وحشية قذرة تكبل أعناق أحرار ولدو لتولد معهم لعنة اللجوء في أوطانهم.

وفي خضم تأزم الوضع في قطاع غزة، اجتاحت صورة وضّفت بالذكاء الاصطناعي فضاء مواقع التواصل الاجتمايع، تحمل  وسم “كل العين على رفح” نشرت عبر تطبيق انستاغرام أكثر من 40 مليون مرة… وفي هذا الصدد اطلقت وكالة أخبار ليبيا 24 استطلاعًا للرأي حول ما إن كانت هذه المساهمات تدعم القضية الفلسطينية وتصنع الفارق.

متابع وكالة اخبار ليبيا 24 (عبدالله نشاد) قال: “نعم مؤثرة على حدٍ ما، ولكنها غير مجدية مع الحكومات والدليل عدم حدوث أي درة فعل قوية” بحسب تعليقه.

أما المتابعة (Aeale El) قالت: “نعم مؤثرة على الأقل تذكرنا بما تناسيناه وما يعيشه أخواننا الفلسطينيين من رعب وخوف وقصف ودمار  ومجاعات ومخيمات والقائمة تطول” على حد تعبيرها.