
أخبار ليبيا 24
بعد وصوله إلى منزل أخيه أصيب “ناصر الحصادي” بالصدمة (الجزء الأول)، فقد كان جُل من في المنزل قد دفن تحت كومة كبيرة من الطمي المحمل بالحجارة وبقايا الأشجار التي جرفها الطوفان في درنة.
“منظر يصعب وصفه”.. يسترسل “ناصر الحصادي” -الذي يغلبه الحزن الشديد من حين لآخر على ما حلّ بمدينته- سرده عن اللحظات العصيبة التي عاشها صبيحة “كارثة درنة”.
وفي حديثه (الجزء الثاني) لـ “أخبار ليبيا 24″، يقول “الحصادي” : “حينما دخلت إلى منزل أخي وجدت جُل عائلته قد فارقت الحياة.. فقط ابنتين من أولاده، هما من بقيتا على قيد الحياة”.
ويضيف: “كانت المنطقة غارقة وسط الطمي والركام.. والجثث متناثرة في كل الأماكن.. حتى السيارات متكومة بعضها فوق بعض.. ومنها من وصلت إلى أماكن لا يمكن تخيلها بفعل شدة الطوفان وارتفاع منسوب المياه”.
في هذه الأثناء يقول “ناصر الحصادي”: “كلما عاودت بي الذاكرة إلى تلك اللحظة أتذكر مشاهد مرعبة أخرى”.
ويواصل سرده للمأساة في درنة: “كان عدد الضحايا من الأطفال كبير جد.. بعضهم نجّاه الله بمعجزة كبيرة جدا.. عشنا لحظات لا يمكن تخيلها.. لا.. لم نشاهد مثلها لا في مسلسلات ولا أفلام.. إنها شيء خيالي”.
مأساة درنة
ويتابع “الحصادي” في رسم المشاهد المحزنة: “وجدنا سيارات براكبيها موتى فوق أسطح المباني.. لقد وصلت إلى أعلى الأسطح”.
ولأن الآلاف قد فقدوا بسبب الفيضانات في درنة، فقد اعتقد سكان شارع “الفنار” أن “ناصر الحصادي” قد جرفه السيل لمكان بعيد.
وعن ذلك يقول “الحصادي”: “في لحظة انشغالي بإخراج جثث أخي وأسرته، ولأن الاتصالات كانت مقطوعة بعد الفيضانات، فقد ظن جيراني في الحي أن الطوفان جرفني وفارقت الحياة.. كانت الغالبية من سكان المنطقة قد فقدوا حياتهم.. لقد كنّا تائهين في تلك اللحظة ولا وجود لتواصل”.
ويضيف “الحصادي”: “بفضل شباب المناطق الأخرى غير المتضررة من الفيضانات مثل شيحة بدأنا ندرك ما يدور حولنا وبدأ التركيز يعود إلينا.. لعب شباب تلك المناطق دورا كبيرا في انتشال الموتى والبحث عن ناجين.. لن أنسى تلك المواقف الإنسانية العظيمة كان وقوفهم معنا كبيرا جدا”.