أخبار ليبيا 24
في خضم الأزمات الاقتصادية التي تعصف بليبيا، تبرز أزمة جديدة تتعلق بتأخير مرتبات موظفي شركة سرت للنفط والغاز لشهري مايو ويونيو. في بيان صدر مؤخرًا، وجه هؤلاء الموظفون تحذيرًا شديد اللهجة إلى وزارة المالية بحكومة الدبيبة منتهية الولاية، مهددين بتصعيد الموقف والاحتجاج في حال عدم حل المشكلة بشكل عاجل.
استهل البيان بتعبير عن استغراب الموظفين واستنكارهم لتأخير صرف مرتباتهم، رغم إحالة الإيرادات النفطية بشكل مستمر إلى خزائن الدولة. يعتبر النفط عماد الاقتصاد الليبي ومصدرًا رئيسيًا للإيرادات، ما يجعل التأخير في صرف مستحقات العاملين في هذا القطاع الحيوي أمرًا غير مبرر وغير مقبول.
قبل عيد الأضحى.. موظفو شركة سرت يواجهون صعوبة في تأمين احتياجات أسرهم
ويأتي هذا التأخير في وقت يواجه فيه الموظفون ضائقة مالية حادة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يمثل مناسبة دينية واجتماعية مهمة في حياة الليبيين. يشعر الموظفون بالقلق الشديد بسبب عدم قدرتهم على شراء ملابس العيد لأطفالهم أو توفير الأضاحي التي تُعد جزءًا أساسيًا من احتفالات العيد. في هذا السياق، يمثل التأخير في صرف المرتبات ضربة قاسية لميزانيات الأسر الليبية، التي تعتمد بشكل كبير على هذه المرتبات لتلبية احتياجاتها الأساسية.
ويزيد من تعقيد الموقف الضائقة السيولة التي تعاني منها المصارف الليبية مع اقتراب عيد الأضحى، مما يجعل من الصعب سحب المرتبات حتى إذا تم صرفها في اللحظات الأخيرة. هذا التأخير يؤدي إلى تفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية على الموظفين وعائلاتهم، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أي بصيص أمل في هذه الظروف الصعبة.
ضائقة مالية وتأخير مرتبات: أزمة جديدة تهدد استقرار قطاع النفط الليبي
يشعر موظفو شركة سرت للنفط والغاز بمرارة الظلم، خاصة أنهم يبذلون جهودًا مضنية بعيدًا عن عائلاتهم لضمان استمرار تدفق النفط، الذي يُعتبر شريان الحياة للاقتصاد الليبي. يعبر البيان بوضوح عن هذا الشعور بالمرارة، حيث يؤكد الموظفون أنهم يستحقون الأجر مقابل الجهد الذي يبذلونه في ظل ظروف عمل قاسية وصعبة.
تتزايد حدة الاستياء بين صفوف الموظفين، الذين يرون أن استمرار تأخير صرف مرتباتهم يُشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرارهم المادي والنفسي. وفي هذا السياق، يلوح البيان بإمكانية تصعيد الموقف واللجوء إلى احتجاجات مفتوحة إذا لم تستجب وزارة المالية بسرعة لمطالبهم. يعتبر الموظفون أن الصبر قد نفد، وأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من التأخير في صرف مستحقاتهم المالية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يُناشد موظفو شركة سرت للنفط والغاز وزارة المالية بحكومة الوحدة الوطنية بتقديم حلول عاجلة وفعالة لهذه الأزمة. يؤكد البيان أن الاستجابة السريعة لمطالب الموظفين ليست فقط واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا، بل هي ضرورة اقتصادية ملحة للحفاظ على استقرار قطاع النفط، الذي يُعد الركيزة الأساسية للاقتصاد الليبي.
وبينما يترقب الموظفون بفارغ الصبر رد فعل الحكومة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن حكومة الدبيبة من تقديم حل جذري وسريع لهذه الأزمة؟ أم أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا في الاحتجاجات والمطالبات بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية؟ تبقى هذه الأسئلة معلقة، بينما يعيش موظفو شركة سرت للنفط والغاز وعائلاتهم حالة من القلق والتوتر، آملين في حل قريب يخفف عنهم وطأة هذه الأزمة الخانقة.
