أخبار ليبيا 24
في ظل الظروف الحالكة التي تعيشها ليبيا، تتفاقم معاناة شريحة المُعيدين الأكاديميين، تلك الفئة التي تُعَدُّ من الأعمدة الرئيسية في بناء مستقبل البلاد العلمي والثقافي. في خطاب ناري موجّه إلى الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد، وجّهت تنسيقية مُعيدي ليبيا أصابع الاتهام إلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، متهمة إياها بشن حرب شعواء ضد هذه الفئة المهمة.
في خطاب ناري: مُعيدو ليبيا يستغيثون بالحكومة لإنقاذ مستقبل التعليم
إن أوضاع المُعيدين في ليبيا تكاد تكون أشبه بفصول من تراجيديا حزينة، حيث لا يتجاوز مرتبهم الشهري 664 دينارًا ليبيًا. هذا المبلغ الزهيد لا يكفي لسد احتياجات الفرد، فما بالك بالذين يعيلون أسرًا؟ يعيشون على حافة الكفاف، يغالبون الظروف المعيشية الصعبة، وبينهم من يُواصل دراسته في الداخل، لا يملك من المال ما يُغطي أبسط متطلباته اليومية، بل هناك من لم يتقاضَ مرتبه منذ سنوات.
الخطاب يصف حكومة الدبيبة بأنها مُنتهية الولاية، تجاهلت لسنوات حقوق المُعيدين في الحصول على رواتبهم. وبدلاً من أن تكون نصيرًا لهم، استغلت حاجتهم المادية لتنفيذ أجندات خفية، تسعى لإبعادهم عن الساحة الأكاديمية. يتهمها الخطاب بمحاولة تحويلهم إلى مجرد موظفين عاديين، مبتعدةً عن الدور الأكاديمي الحيوي الذي يؤدونه.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل تذهب الاتهامات إلى أبعد من ذلك، متحدثةً عن استهداف ممنهج لإفراغ ساحات الإيفاد الخارجي من الكفاءات واستبدالهم بمن ليس لهم من العلم نصيب، من أبناء المسؤولين والمجرمين، في مشهد يعكس فسادًا مستشريًا. هذه السياسة، بحسب الخطاب، تهدف إلى تدمير مؤسسات التعليم العالي والتقني، وإزاحة المتفوقين من مواقعهم، مما يُعدّ تدميرًا لمستقبل ليبيا.
تنسيقية المُعيدين: حكومة الدبيبة تسعى لتهميش الكفاءات الأكاديمية في ليبيا
إن المعاناة المادية التي يعانيها المُعيدون لا يمكن وصفها إلا بالشديدة، فهم على حافة الفقر، يُكافحون لسد احتياجاتهم الأساسية. ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزداد الأمور سوءًا، في ظل غياب أي مبادرة حكومية تدعمهم ماديًا. إنهم في أمس الحاجة إلى أي دعم عاجل، ولو كان بسيطًا، لحين تسوية رواتبهم وفق ما يقتضيه القانون.
تُناشد تنسيقية المُعيدين الحكومة الليبية، بكل ما أوتيت من قوة، للتدخل العاجل. إن الدعم المادي الذي يطلبونه ليس ترفًا، بل ضرورة ملحّة في هذه الفترة الصعبة. إن استجابة الحكومة لنداءاتهم ستكون بمثابة بريق أمل يُعيد لهم بعض الكرامة ويخفف عنهم وطأة الأيام القاسية.
في ختام خطابها، تُذكّر التنسيقية الجميع بأن المُعيدين هم ركيزة أساسية في بناء مستقبل ليبيا. دعمهم ليس مجرد واجب إنساني وأخلاقي، بل هو استثمار في مستقبل البلاد، فبهم تزدهر الجامعات، وتتقدم الأبحاث، ويتحقق التقدم العلمي. إن تجاهل معاناتهم يعني خسارة لا تُعوض للوطن بأسره.
إن هذه اللحظة تستدعي من الجميع وقفة تضامن حقيقية، تتجاوز الخلافات السياسية والمصالح الضيقة. إن دعم المُعيدين هو دعم للعلم وللمستقبل. دعوة صادقة تُوجه لكل من يهمه الأمر: قفوا بجانب المُعيدين، فلا مستقبل لليبيا إلا بعلمائها ومثقفيها.