مقابلاتالأخبار

“أخبار ليبيا 24” تحاور رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية: لدينا نصف مليون نازح سوداني

الجيش دعمنا بقوة.. والأزمة "كارثية".. ونحتاج لطائرات مسيرة وأجهزة مراقبة

أخبار ليبيا 24 – خاص

أجرى الحوار | نادر الشريف

 

كشف اللواء نوري الساعدي، رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية في ليبيا، عن تشكيل غرفة عمليات بالكفرة، ودعم منفذ “العوينات” في سياق محاولة ضبط قضية النازحين السودانيين.

وأضاف “الساعدي”، في حوار خاص مع “أخبار ليبيا 24”: “نطالب بدعم أممي لاستيعاب نصف مليون نازح سوداني، والجيش دعمنا بعربات وتجهيزات.. وننشر دوريات بالتعاون مع القيادة العامة، وليبيا وحدها لا تستطيع التعامل مع “حجم الكارثة” في الكفرة، وهناك انهيار في الأوضاع الصحية والاقتصادية.. وعلى المجتمع الدولي التدخل”.

وتابع: “المصابون بالأوبئة يعودون لبلدانهم.. والأصحاء نسجلهم ببطاقات حصر، والفحص الصحي للنازحين السودانيين يقدم مجانا، وديننا يحث على استضافة  المحتاجين.. خاصة الفارون من الحروب، وقواتنا منتشرة على الحدود.. والتقصير من السودان وتشاد والنيجر”.

وأكد أن “مساعدات المنظمات الدولية محدود للغاية.. وأوروبا تدعم طرابلس فقط، ودعم الاتحاد الأوروبي يصل للجهة الخطأ.. وتفاقم الأزمة سيضر بالجميع، والقنصليات بطرابلس لا تزور أو تساعد رعاياها بمراكز الإيواء، ونعاني من نقص لوجستي رغم أن القيادة العامة تدعمنا بقوة”.

وشدد على أن “الأزمة تهدد الأمن القومي الليبي.. وهذا خط أحمر، وسنضطر لاتخاذ إجراءات “أكثر صرامة” إن استمر تجاهل الأمم المتحدة”، وكشف عن ضبط نحو 120 من مهربي البشر، ومداهمة 20 وكرا”.

وقال: “لدينا برامج لتوعية المواطنين بحجم أزمة الهجرة وتأثيراتها علينا، ولا نملك أي تقنيات حديثة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ونحتاج طيران ومسيرات ومناظير ليلية لمراقبة الحدود”.

وإلى نص الحوار:

 

بداية.. في ضوء التحديات التي تواجهها ليبيا في مجال الهجرة غير الشرعية، ما الخطوات الأساسية التي اتخذها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية للحد من هذه الظاهرة؟

بناءً على قرار من وزير الداخلية في الحكومة الليبية، جرى تشكيل غرفة عمليات في منطقة الكفرة، ودعمنا منفذ العوينات ببعض الإمكانيات، ولدينا فرع لجهاز الهجرة غير الشرعية في هذا المنفذ البري، وطالبنا جميع الجهات الأمنية بفتح مكاتب في معبر العوينات.

القيادة العامة دعمتنا ببعض العربات والتجهيزات، ونشرت دوريات صحراوية بالتعاون مع قوات الجيش الوطني الليبي، كما جرى تشكيل لجنة صحية لحصر المهاجرين وإعداد بطاقات لهم، وتسجيلهم، ثم الإفراج عنهم للعيش في المدن الليبية حتى إيجاد حل للمهاجرين السودانيين الفارين من الحرب.

هل الإمكانيات لديكم كافية للحد من ظاهرة تدفق المهاجرين؟

 

لا.. الإمكانيات غير كافية، ونطالب بدعم الأمم المتحدة لأن حجم الكارثة كبير جدًا، لدينا انهيار في الجانبين الصحي والاقتصادي بسبب الأعداد الهائلة من المهاجرين والنازحين؛ فعدد النازحين السودانيين تجاوز نصف مليون نازح، وهم يتواجدون في مناطق مثل الكفرة وأجدابيا وجالو وأوجلة.

 

ما الاستراتيجيات المعتمدة للتعامل مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الليبية؟ وما أبرز النجاحات التي حققتموها حتى الآن؟

 

نُرجِع الأشخاص المصابين بالأمراض والأوبئة إلى بلدانهم، أما الأشخاص غير المصابين، فنسجلهم في بطاقة حصر المهاجرين ويجري تقديم تحليل مجاني لهم، ويبقون في ليبيا.

ديننا يحث على استضافة هؤلاء الناس، خاصةً الفارين من الحروب، لكن الإمكانيات ضعيفة جدًا ونحتاج إلى دعم أممي للحد من هذه الظاهرة.

 

بالنسبة لحماية الشريط الحدودي.. هل قوات حرس الحدود والجيش والأمن قادرة على حماية الحدود بهذه الإمكانيات؟

 

نحن منتشرون على الحدود بالكامل بالتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية، ولكن الدول المجاورة لنا مثل السودان وتشاد والنيجر لا توفر الحماية الكافية من جانبها.

 

هل هناك تواصل بينكم وبين تلك الدول، خاصة مع الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية الحدود ومنع خروج المهاجرين؟

 

نعم، يوجد تواصل، لكنهم لا يستطيعون منع المهاجرين من الدخول إلى ليبيا للأسف، وجميع المهاجرين يأتون إلى ليبيا للعبور إلى أوروبا.

 

هل يعني ذلك أن السلطات الأمنية في النيجر وتشاد والسودان لا تمنع تدفق المهاجرين إلى ليبيا؟

 

نعم.. لا يمنعونهم بل يطلقونهم، والعبء يقع على القيادة العامة للجيش الوطني الليبي والأجهزة الأمنية لحماية الحدود.

 

كيف تتعاونون مع السلطات الدولية والمنظمات غير الحكومية في مكافحة الهجرة غير الشرعية؟ وهل هناك تعاون فعّال مع دول الجوار؟

 

لا يوجد أي تعاون يذكر، والدعم المقدم من المنظمات الدولية محدود للغاية؛ فالاتحاد الأوروبي يوجه دعمه إلى السلطات في طرابلس.

نحن نسيطر على الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، لذلك يجب أن يأتي الدعم لنا، لكنه يصل إلى الجهة الخطأ في غرب البلاد.

 

ما الإجراءات المتبعة لضمان حقوق الإنسان للمهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء؟

 

الأمم المتحدة تخلت تمامًا عن مراكز إيواء المهاجرين، والدعم المقدم لا يذكر. والقنصليات في طرابلس لا تأتي لمتابعة أوضاع رعاياها في مراكز الإيواء هنا.

 

هل يمكن أن تحدثنا عن التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجهونها في عمليات ضبط المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم؟

 

نحن نعاني من نقص الدعم اللوجستي، فرغم أن القيادة العامة تدعمنا بقوة، لكن الحدود الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية شاسعة وتحتاج إلى دعم أممي كبير.

 

كيف تؤثر الظروف السياسية والأمنية في ليبيا على جهودكم في مكافحة الهجرة غير الشرعية؟

 

الانقسام السياسي له تأثير كبير، فجهاز الهجرة في طرابلس يتلقى الدعم، بينما نحن في بنغازي نعمل بإمكانيات محدودة بدعم من القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

 

هل تدفق المهاجرين بهذه الأعداد يهدد الأمن القومي الليبي؟

 

نعم، بكل تأكيد يهدد الأمن القومي الليبي.. نحن نقوم بعملنا بجهود كبيرة لحماية الأمن القومي، وهو خط أحمر، وإذا لم تتخذ الأمم المتحدة والهيئات الأممية إجراءات حاسمة، سنضطر لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

 

ما أهم العوائق التي تقف أمام تطبيق القوانين والسياسات المتعلقة بالهجرة غير الشرعية في ليبيا؟

 

العوائق الرئيسية هي تخلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعم ليبيا، فليبيا وحدها لا تستطيع منع تدفق المهاجرين بهذه الأعداد.

 

كيف يجري التعامل مع المهاجرين الذين يتم القبض عليهم وهم في طريقهم إلى أوروبا؟ وما الخطوات التي تتبعونها لضمان سلامتهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية؟

 

نلقي القبض عليهم ونضعهم في مراكز الإيواء، ونتواصل مع القنصليات لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.

كم عدد مراكز الإيواء الخاضعة لسيطرتكم كجهاز الهجرة غير الشرعية؟

 

لدينا 6 مراكز في الجنوب الغربي و11 مركزا في الجنوب الشرقي، والإجمالي يصل لحوالي 18 إلى 19 مركز إيواء.

ما الخطط المستقبلية التي تضعها الهيئة لتطوير وتعزيز جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية؟

 

لكي نضع خطط مستقبلية دقيقة نطالب بدعم لصيانة مراكز الإيواء، ويجب أن تكون أزمة تدفق المهاجرين تحت أعين الأمم المتحدة لأنها أزمة دولية.

 

كيف تؤثر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا على تدفق المهاجرين غير الشرعيين؟ وهل هناك جهود لمعالجة هذه الأسباب الجذرية؟

 

القطاع الصحي في الجنوب الليبي شبه منهار، وهناك حاجة ماسة لتدخل أممي ودعم الحكومة الليبية الشرعية بالأجهزة والمعدات.

 

ما دور جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في مواجهة شبكات تهريب البشر؟ وكيف تتعاملون مع هذه العصابات؟

 

شكلنا غرفة عمليات في الكفرة وبدأنا في مداهمة الأوكار، وجرى القبض على عدد كبير من مهربي البشر وإحالتهم إلى النيابة العامة.

 

كم عدد تجار البشر الذين جرى ضبطهم؟

 

ألقينا القبض على ما يتراوح بين 80 و120 من مهربي البشر، وداهمت غرفة الطوارئ ما يتراوح بين 15 و20 وكرا لتجار البشر في مناطق مجاورة للكفرة، وجرت إحالتهم إلى النيابة العامة.

 

هل هناك برامج أو حملات إعلامية لتوعية المجتمع الليبي بمخاطر الهجرة غير الشرعية وكيفية المساهمة في مكافحتها؟

 

نعم، لدينا برامج توعية وإعلانات وإرشادات للجهات الحكومية والإعلامية، ونعتمد على معلومات من المواطنين والمخابرات لمداهمة أوكار تجار البشر.

 

في ضوء التطورات التكنولوجية، كيف تستخدمون التكنولوجيا لتعزيز عمليات المراقبة وضبط المهاجرين غير الشرعيين؟

 

للأسف، لا نملك أي تقنيات حديثة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ونحتاج إلى دعم أممي وأجهزة متقدمة مثل الطيران المسيرات والمناظير الليلية لمراقبة الحدود، وإذا لم تقدم أوروبا الدعم المطلوب، فإن تدفق المهاجرين سيغرق أوروبا.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى