درناوي يصفُ لوكالتنا فاجعة درنة بالطامة | الجز ء الأول
درناوي: فاجعة درنة مصيبة تفوق سِواها

أخبار ليبيا 24
في درنة.. قصةٌ جديدة من قصص فاجعة درنة ينسجُ خيوطها أحد الدراونة، ليقص لنا تفاصيل ما حدث وكيف حدث ذلك.. ومتى؟
يُعرفنا مروان الذي غادر مدينة درنة إلى مدينة بنغازي بعد الكارثة، باسمه وعائلته، قائلاً: أنا: مروان عبد الله بن زابية، من مدينة درنة وتحديدًا منطقة الجبيلة، ويردف بالقول: أنا أب لخمسة بنات.
في بداية الحديث… أولى سطور القصة، يتحدث مروان بأنفة مغلفة بأسى عن مدينته التي قال إنها مرتْ بمنعطفات ومحطاتٍ كثيرة، خلفت فيها عديد الندوب، لكن آخر ما أصابها كان ثقيلاً.. ثقيلاً على درنة والدراونة الذين أحبوها كما هي.

يصفُ مروان أهالي مدينة درنة بأنهم ودودين، محبين للغير، أصحاب واجب، وكرماء.. وكما قال: (أصحاب عزم).. وأردف: المدينة بها كفاءات وموارد كثيرة، أهلها مثقفين، متعلمين وأصحاب قرار.
يواصل مروان الحديث عن مدينته الحبيبة، درنة الزاهرة بالقول: “عمرها ما كانت ملحوظة، ديما مهمّشة، سواء من العهد الإيطالي- الملكي- الجماهيري- وحتى فبراير.. عانت من بنية تحتية سيئة تآكلت مع مرور السنين والإهمال… مدينة درنة ماتت بسبب سوء القرار” بحسب تعبيره.
أما عن أسباب وخلفياتِ مغادرته لمدينة درنة الزاهرة يرجع مروان سبب المغادرة إلى تأثر منزله بالدمار الهائل الذي لحقِ بالمدينة نتيجة الطوفان، وانعكاس الوضع الكارثي على نفسيتهِ..
قبل الكارثة… هدوء حذر
وفي تفاصيل الكارثة… قُبيل انهيار السدين.. يضعنا مروان في التفاصيل بالقول: قبل الكارثة بيوم، كان الأوضاع مستتبة، اتصالنا بمعارفنا في مدينة درنة للاطمئنان عليهم وعلى أوضاع العاصفة التي جاءت من اليونان.. ليخبرونا أن العاصفة لا تتعدى كونها أمطار غزيرة ورياح عاتية، وهو ما بثّ الطمأنينة في نفوسنا… وكانت مخاوفنا الأعظم هي من البحر “خفنا البحر يهيج علينا، خصوصًا اللي ساكنين جنب الكورنيش”.
يُكمل حديثه لوكالتنا.. الأجهزة الأمنية طمأنتنا، ووجّهت تعليماتها بضرورة التزامنا بمنازلنا وابتاع التعليمات.. وعليه قرّرت أن تكون أمسيةً عائلية مع أسرتي.

يوم الطامة… مصيبة تفوق سِواها
يقُص مروان أحداث ما قبل فاجعة درنة.. ليلة الأحد 11 سبتمبر.. عند حوالي الساعة 11 مساءً بدأت الأمطار تنهمر بغزارة، مما أدى لارتفاع منسوب المياه التي دخلت للبيوت المجاورة المحاذية للسد، بسبب سوء البنى التحتية… قمت بالخروج للشارع لإلقاء نظرة فاحصة، كانت ليلة حالكة السواد، وشباب المنطقة يقومون بالتقاط الصور والفيديوهات؛ لتوثيق الحالة.. واستدراكًا منا -نحن من كنا نقطن في المساكن الأرضية- للحالة قمنا برفع الأثاث والمفروشات، ولكن خوفي الوحيد تمحور حول هاجس فيضان مياه الصرف الصحي على المنزل..
يُكمل مروان الحديث.. أخذت جولةً عبر منصات التواصل الاجتماعي لاستسقاء الأخبار ومعرفة ما يجري من حولنا… ما هي سويعات حتى انقطعت شبكتي الاتصالات والإنترنت… وأردف: وانقطع معهما اتصالنا بالعالم الخارجي!
يواصل الحديث لوكالة أخبار ليبيا 24… بدأ منسوب المياه يعلو شيئًا فشيئًا.. لم استشعر الخطر.. وفي ظل أجواء “اللمة العائلية مع بناتي” قررّت أن أحظي بغفوة.. ما هي إلا عشرة دقائق؛ حتى علت صرخات إحدى بناتي… “بابا الميه خشت علينا”!!
يقُول مروان.. وملامح الأسى تعتلي وجهه.. “المُفارقة إن مدينة درنة عانت من العطش لعقود.. ولم يكن بها مياه صالحة للشربّ.. ومات أهلها غرقًا في المياه”

كان هذا الجزء الأول من قصة المواطن مروان الذي تحدث عن مدينة درنة الزاهرة، وما حدث ليلة الحادي عشر من سبتمبر عام 2023.. تلك اللية التي لم تعدّ فيها درنة كما كانت.. ولمعرفة بقية القصة تابعونا في الأجزاء القادمة.