حوار خاص لـ”سفير فلسطين بليبيا”: عضويتنا الكاملة بالأمم المتحدة “انتصار للدبلوماسية”
مجازر دك رفح ستفوق ما حدث منذ 7 أكتوبر
أخبار ليبيا 24 | خاص
أجرى الحوار | نادر الشريف
قال السفير الفلسطيني لدى ليبيا، محمد رحال، إن المفاوضات لإنهاء حرب غزة ليست ذات أهمية بالنسبة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن انتهاء الحرب يعني سقوط تحالف التطرف بقيادة نتنياهو، بل وخضوعه لمحاكمات جنائية، لذا سيفعل أي شيء من أجل استمرار الحرب.
وأوضح “رحال”، في حوار مع وكالة “أخبار ليبيا 24″، أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، لأن ذلك يضر –بشكل مباشر- بأمنها القومي وسيادتها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تكثيف الجهود العربية، بقيادة مصرية، لفرض الهدنة وإنهاء الحرب على القطاع المأزوم.
ورأى أن اجتياح رفح الفلسطينية يعني حدوث مذابح أكثر من التي وقعت منذ 7 أكتوبر، والعالم كله يعرف ذلك، ولفت إلى أن حياة مليون ونصف فلسطيني على المحك الآن.
وإلى نص الحوار..
أعلنت الحكومة الإسرائيلية البدء في عملية إخلاء الأحياء الشرقية بمدينة رفح من الفلسطينيين، استعدادا لشن هجوم عسكري واسع على رفح.. برأيك كيف سيؤثر الأمر على سير المفاوضات إسرائيل وفلسطين بوساطة دولية وعربية؟
لا يزال نتنياهو ومجلس حربه العنصري والمتطرف يمعن في سفك الدماء وهدم كل قطاع غزة، ضاربا عرض الحائط بكل النداءات الدولية والشعبية في الدول العربية وأوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
كما نلاحظ تعطيله سير عمل مفاوضات الهدنة، كما يحاول خلق الأعذار لاستمرار الحرب على شعبنا.
العالم كله يعى خطورة اجتياح الدبابات لمدينة رفح، ويعلم أن فيها أكثر من مليون ونصف مهجر، وهذا طبعا له آثار كارثية، وسيتسبب في مجازر قد تفوق عدد المجازر التي حدثت حتى الآن منذ 7 أكتوبر.
ثبت بالدليل القاطع أن أمورا كالمفاوضات والهدنة ليست ذات أهمية بالنسبة لحكومة الاحتلال، خاصة نتنياهو، الذي يعلم جيدا أن إنهاء الحرب سيجعل منه مجرما أمام القضاء في قضايا جنائية سابقة.
كل ما يبحث عنه نتنياهو حاليا هو إطالة عمر الحرب واستمرار حكومته المتطرفة، لأن سقوطها يعني هلاك نتنياهو أولا وفرط عقد التحالف المتطرف.
نأمل في أن تؤدي جهود الوساطة مع جمهورية مصر العربية ودولة قطر إلى الوصول لهدنة تضمن وقف العدوان، فالهجوم على رفح سيكون التصفية الأكثر دموية بحق شعبنا.
رفضت مصر أي تحركات في اتجاه مدينة رفح فيما سبق، هل الخطوة التي اتخذتها إسرائيل اليوم قد تؤدي إلى مواجهات مصرية إسرائيلية؟ أم أن مجريات المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين ستنجح في الوصول للهدنة التي جرى اقتراحها على الطرفين؟
بالطبع جمهورية مصر ترفض أي تحرك عسكري في رفح، لأن ذلك بالدرجة الأولى يؤدي إلى المساس بالأمن القومي المصري وسلامة الأراضي المصرية، إذا وصلت الدبابات والطائرات إلى الحدود الفاصلة مع مصر.. ناهيك عما سيحدث ميدانيا. الكل مقتنع بأن المذابح ستطال مليون ونصف فلسطيني، وستنهي مفاوضات الهدنة.
هذا الأداء الخطير سيكون له آثار سلبية على دول الجوار والمنطقة برمتها، ويتطلب تحركا عربيا أقوى تقوده جمهورية مصر والأشقاء، ضد تمادي نتنياهو وحكومته وتأثير ذلك على السلم الإقليمي والعالمي.
فلسطين وطريق الهدنة
ما تقييمك لمجريات لقاءات الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بالقاهرة؟ وهل تتوقع اتفاق الطرفين على القبول الهدنة بالشروط المحددة أم ستكون هناك جولة أخرى؟
من جهتنا مطلبنا واضح، وهو وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للاحتلال من القطاع و عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، فضلا عن دخول المساعدات الإغاثية واعادة الإعمار.
في المقابل، يرفض رئيس وزراء دولة الاحتلال جملة وتفصيلا الجزئية الخاصة بتبادل الأسرى على مراحل، كما يرفض الوقف الدائم لإطلاق النار، مؤكدا عزمه القضاء على حماس.
إمكانية إنجاز اتفاق الهدنة تتعلق بالتفاصيل التي يمكن تجاوزها؛ وهى التي تتعلق بصياغة البند الخاص بوقف إطلاق النار، ما بين وقف دائم أو مؤقت، إضافة إلى تفاصيل متعلقة بمن سيفرج عنهم من أسرانا، وانسحابهم من غزة.
ومن الصعب تحديد ما إذا كان سيجري قبول الهدنة بالشروط المذكورة، وهي مشروعة وحق لنا، لأن مصير الهدنة مرتبط بعوامل متعددة، تشمل تعقيدات الصراع وضغوط المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستطيع إيقاف هذه المجازر، لذا هي تتحمل المسؤولية الكاملة عنها وعن الأحداث الجارية في المنطقة برمتها.
ومن الممكن أن تقام جولة إضافية من المفاوضات.. الكرة الآن في ملعب الاحتلال، والمقاومة وافقت على المقترح، وهذا إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق شامل في الجولة الحالية.
بعد أن وافقت حركة حماس على مقترح الوسيط المصري لوقف إطلاق النار في غزة، عادت إسرائيل لتعلن اعتراضاتها على عدد من النقاط المهمة، وهو ما أدى إلى تعقيد الأمور من جديد.
وأعلنت حركة حماس رفض إسرائيل اقتراح الوسطاء، وقالت إن “الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل” بخصوص التوصل إلى اتفاق الهدنة في القطاع.
ووجهت الحركة رسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى، وذلك بعد مغادرة وفدها مصر، حيث تجرى هناك محادثات التوصل إلى الهدنة، وأكدت فيها أن “الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجها للدوحة”.
اليوم يسجل انتصار للدبلوماسية الفلسطينية والعربية، وهذا يدل على مدى التنسيق والتناغم “العربي العربي” في قضايا الأمة المركزية وخاصة فلسطين.
الدول العربية هي سند فلسطين وعمقها الاستراتيجي، وكذلك البلاد الشقيقة والصديقة التي تؤمن بالحق الفلسطينية، وندعو كل الدول التي امتنعت والدول التي صوتت ضد القرار إلى مراجعة سياساتها.
سفارة دولة فلسطين في ليبيا، تعرب عن تقديرها واحترامها لدولة ليبيا الشقيقة وشعبها لتصويتها ودعمها لاعتماد قرار دعم الحق الفلسطيني بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ونقدر المجهود الذي بذلته وزارة الخارجية الليبية، ممثلة بمندوب ليبيا في الأمم المتحدة، السفير الطاهر السني وفريق البعثة الليبية وكذلك السفير زياد دغيم في لاهاي لدعم محاكمة الاحتلال على جرائمه في محكمة العدل الدولية.
ونؤكد على عمق العلاقات الأخوية الفلسطينية الليبية، ودعم ليبيا لفلسطين في المحافل الدولية حتى نيل شعبنا حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.