بعد رحلة علاج طويلة.. “علاء” يعود لقتال الإرهابيين حتى “تحرير بنغازي” (الجزء الأخير)

أخبار ليبيا 24
بعد رحلة علاج امتدت لأشهر، جراء إصابته في فبراير 2015 بست طلقات نارية استقرت في رجليه، عاد المقاتل “علاء السعيطي” إلى جبهات القتال ضد المتطرفين، وكانت هذه المرة في محور الهواري جنوبي بنغازي.
يقول “علاء”: “رجعت من تونس ومكثت في المنزل لنحو أربعة أشهر.. بعدها زارني صديقي الشهيد “أمحمد” واقترح عليّ الالتحاق بالجبهة مجددا، فما كان مني إلا أن وافقت على الفور.. التحقت برفاقي في الجبهة لتحرير مصنع الإسمنت في محور الهواري.. كان المحور حينها بقيادة “مصطفى السعيطي” رحمة الله عليه”.
محور الهواري
وفي حديثه لـ “أخبار ليبيا 24” أضاف “علاء”: “بعد قتال استمر لأيام تمكّنا من تحرير مصنع الإسمنت من قبضة المتطرفين الذين فروا نحو منطقة القوارشة”.
ثم استمر “علاء” ورفاقه في تقدمهم حتى بلغوا الحدود الشرقية لمنطقة القوارشة، التي كان يختبئ في داخلها المتطرفين، لكن ثمّة شيء واحد أعاق تقدمهم تلك الفترة.
يقول “علاء”: “تقدمنا نحو القوارشة.. كان العائق الوحيد أمامنا هو “المفخخات” التي كان يزرعها المتطرفين بخبث في المناطق التي يفرون منها أمام ضربات الجيش”. وأضاف: “لكن هذا لم يمنعنا من التقدم أكثر فأكثر صوب تحرير القوارشة.. كان ذلك بفضل جنود الهندسة العسكرية الذين كانوا يفككون المفخخات، الواحدة تلو الأخرى رغم قلة الإمكانيات تلك الفترة”.
استبسل “علاء” ومن معه من القاتلين وخاضوا معارك بطولية خالدة في تاريخ ليبيا ضد تلك الجماعات المتطرفة.
تحرير أحد آخر جيوب الإرهاب في بنغازي
وصلت قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، يرافقها “علاء”، إلى عُمق منطقة القوارشة التي كانت أحد ثغور دولة “داعش” في بنغازي، حتى تمّ تحريرها بالكامل، لتصبح نقطة الانطلاق نحو تحرير منطقة قنفودة غرب بنغازي.
لقد استخدم المتطرفين المفخخات لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، لكن عزم مقاتليه كان أقوى من جميع العقبات، ما أدى إلى انهيارهم وانسحابهم مذعورين نحو قنفودة في غرب بنغازي.
ومن القوارشة عبر الجيش الوطني نحو قنفودة آخر معاقل المتطرفين في غرب بنغازي، وبفضل بسالة جنوده والمساندين له أمثال “علاء”، الذين كانوا أسودا مرعبة، كبّد الجيش الإرهابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات واستطاع تخليص بنغازي منهم واستعادة كرامتها وكامل تراب ليبيا.
بعد هزيمة المتطرفين دخلت بنغازي عهدا جديدا من السلام والاستقرار والعودة إلى الديار وإعادة الإعمار.. عاد “علاء” إلى منزله في النواقية ممارسا حياته الطبيعية. يقول “علاء” في ختام حديثه لـ “أخبار ليبيا 24”: “الحمد لله قاتلنا المتطرفين، ولم يكن هدفنا إلا تخليص بلادنا منهم”.