الأخبارليبيا

لتحجيم الفساد الدبلوماسي.. الرقابة الإدارية تغلّ يد “الباعور” عن “الخارجية”

أخبار ليبيا 24

“قنابل موقوتة” تُواجهها الدبلوماسية الليبية، والتي أصبحت كـ”جسد دون رأس”، في وقت يتساءل فيه مراقبون عن الاستعدادات الحقيقية لهذه الدولة المغاربية لمقارعة جملة من التحديات المطروحة على مستوى حدودها الخارجية، وإعادة دور دبلوماسية البلد إلى الساحة الإقليمية والدولية وحل مجموعة من الملفات العالقة.

الباعور يسعى لفرض سلطانه على الخارجية

وتبقى ليبيا حاليًا ممثلة خلال المحافل الدولية واللقاءات الخارجية من طرف الطاهر الباعور، المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة منتهية الولاية، في ظل عدم التوافق بين المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة، حول قرار تعيين وزير جديد للخارجية لخلافة نجلاء المنقوش، المقالة من منصبها منذ شهر أغسطس الماضي، على خلفية لقاء جمعها بوزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين، في محاولة لكسب تأييد الولايات المتحدة الأمريكية، بما قد يدعم فرص بقاء الدبيبة وحكومته في السلطة، الحادث الذي حول المنقوش من أول ليبية تتولى حقيبة وزارة الخارجية في بلادها إلى “وزيرة الأزمات”، خلال رحلة قصيرة دامت 18 شهرًا، مرت فيها فترة مسؤوليتها بمحطات عدة، حتى أسدل الستار عليها بإقالتها.

وفي خضم الصراع الذي تعيشه الدبلوماسية الليبية، وجهت هيئة الرقابة الإدارية خطابًا إلى المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة منتهية الولاية الطاهر الباعور، أكدت فيه أنه تجاوز حدود صلاحياته بتوجيه السفراء والقائمين بالأعمال بعدم مغادرة مقار عملهم إلا بإذنه وطالبته بسحب القرار.

خطاب هيئة الرقابة الإدارية يوضح تفاقم الأزمة، ويكشف عن مدى تخبط الجهات المعنية وعدم إدراكها لواجبتها ومسؤولياتها، فقط اكتفت بمكتسباتها وغنائمها هي ما تستطيع رؤيته.

الدبلوماسة الليبية تعاني الفساد

ليبيا تعاني من نظام يقوم على ثقافة المكافأة وليس على معايير المهنية والكفاءة المعمول بها في الشؤون الخارجية، في ظل وجود 153 سفارة في العالم، العديد منها لا ينشط ولا يقدم أية خدمة للدولة في الوقت الحالي، وبات من الجلي أن عودة نشاط الدبلوماسية الليبية يتطلب مجموعة من الشروط، من بينها وجود حكومة ذات شرعية تجري عملية تطهير واسعة في هذا القطاع الحساس بالدولة.

تيار الإسلام السياسي يوازن أموره مع واشنطن

ورغم أن ردود الفعل المنددة والغاضبة لا تزال تتصاعد في الساحة الليبية، رفضًا للتطبيع، فإن تيار الإسلام السياسي، المعروف بقربه من الدبيبة، ودعمه له في أغلب الأوقات، كحزب “العدالة والبناء”، والصادق الغرياني المفتي المعزول، حاول تحميل المسؤولية الكاملة للمنقوش، وطالب الدبيبة بسرعة إقالتها، وفضل سياسة إمساك العصا من المنتصف؛ وتغاضى عن الاجتماع لمعرفته أنه يستهدف استرضاء واشنطن، في ظل وجود تواصل وتفاهمات مستمرة بين التنظيم الدولي لـ الإخوان، ودوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى