الأخبارجرائم الارهابليبيا

«تفاصيل محفورة في الذاكرة» مواطن يروي تفاصيل استشهاد شقيقه في الحرب على الإرهاب – الجزء الثاني

 

أخبار ليبيا 24 – خـــــــــاص

 

كنا معكم في الجزء الأول من قصة المواطن أنور علي إبراهيم خليفة العبيدي، وهو أخ الشهيد عبد الحكيم العبيدي، وأخ الجريح مهند العبيدي، كما أنه ابن عم الفقيد مراجع إبريك إبراهيم، الذي تحدث عن تفاصيل التحاق أخيه بصفوف القتال في الجيش الوطني خلال حربه على الإرهاب، ومن ثمّ يتطرق إلى كيفية استشهاده وذلك بتاريخ 23 فبراير في العام 2016، وبحسب المواطن أنور علي إبراهيم خليفة العبيدي، لقد استشهد شقيقه عبد الحكيم العبيدي دفاعًا عن العرض والشرف على تخوم منطقة النواقية عندما كانت الجماعات الإرهابية محاصرة في محور مصنع الإسمنت، حسب قوله.

واستذكارًا لأخر ما حدث في الجزء الأول قال الموطن أنور خلال حديثه لوكالة أخبار ليبيا 24: في إحدى الليالي الحالكة، نشب اشتباك في الساعة الثالثة ونصف بمدفعية الهاون، وكنت أسمه رشقات الهاون -المدفع الجبان- ولأن الاشتباكات والمناورات هي أمر معتاد في منطقتي، ظننت هذا الاشتباك مثل أي اشتباك آخر.. لكن وبكل أسف لم يكن مثل أي اشتباك؛ لأنني فقدت أخي!

يتحدث عن تفاصيل لحظات استهداف شقيقه.. نحن سمعنا رشقة الهاون منذ انطلاقها حتى سقوطها، وأردف بالقول: بمجرد سقوط القذيفة، شعرت بانقباضٍ في قلبي.

يتابع.. ماهي إلا لحظات.. حتى وصلني اتصالٌ هاتفي من أقاربي وأبلغوني بإصابة أخي عبد الحكيم وأكدوا لي أن إصابته خطيرة؛ وأدركت منذ اللحظة الأولى أنه استشهد، والله يعلم بشعوري آنذاك.

يتابع الحديث.. جاؤوا أقاربي وذهبنا إلى موقع الحادثة، وبدأنا في جمع المعلومات عن كيفية استشهاده، وفور وصولنا إلى منطقة الاشتباك والإصابة أبلغونا بأنه نُقل إلى المستشفى الميداني للإسعاف ولتلقي العلاج، دخلت إلى المستشفى ووجدت رفاقه مصابين ومتأثرين بجراحهم، أحدهم بُترت قدمه، والآخر اخترقت جسده الشظايا.

يوضح قائلاً: أخي الشهيد عبد الحكيم فقد توفي إثر استهدافه برصاصة قناص غادرة، ولكن تزامنت إطلاقة الهاون مع رصاصة القناص، في يده اليُسرى من عيار 12 ونصف؛ الدوشكا، وأردف بالقول: المقذوفة لم تخترق جسده، بل دخلت من الكتف واستقرت في القلب.

يتحدث عن المستشفى الميداني: كان به غرفتان واحدة للمصابين والأخرى للإنعاش.. لحظة دخولي على غرفة الانعاش؛ وجدت الطبيب وهو يحاول إنعاش أخي صناعيًا؛ لكنني أدركت فعلاً أنه فارق الحياة.

وأردف قائلاً: الموت حقّ، ولو خُلد في هذه الحياة أحد لخُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم

يواصل.. عندما أدرك الطبيب أنني امتلك من العزم ما يؤهلني لتلقي خبر الاستشهاد؛ أخبرني بذلك، والحمدالله على كل حال.

يًكمل حديثه لوكالتنا.. بعدها بلحظات طلبت من الطبيب أن يمنحني بعض الوقت مع أخي لأودعه الوداع الأخير.. وبالفعل، اختليتُ به وودعته الوداع الأخير.. وتفقدته حاجياتهِ وقبلت جبينه وأيديه وطلبت منه السماح.

أوضح المواطن أنور علي إبراهيم خليفة العبيدي.. بأن أخي طلب وخرج للدفاع عن الوطن وعن أهله وأصدقائه، ولم يسبق له حمل السلاح أبدًا، وعندما قرر حمله راح شهيدًا للوطن.

كان هذا الجزء الثاني من قصة كان عنوانها الشجاعة والعزم والإصرار منذ بدء لحظاتها الأولى وحتى استشهاد بطلها الذي دافع عن الحق والتحق بالقتال في صفوف الجيش الوطني دفاعًا عن مقدرات الوطن ودحر الجماعات الإرهابية التي عاثت في ليبيا الحبيبة فسادًا  وزورًا وبهتانًا، ولمعرفة بقية الحكاية، تابعوا معنا الأجزاء المتبقية من سلسلة قصص الإرهاب في ليبيا.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى