أمٌ ثكلى.. تروي فاجعة قتل فقيدها.. وتقول: استشهد بطلاً مدافعًا عن الحق
أخبار ليبيا 24 – خــاص
خسائر الحرب ليست مقتصرة على فقدان الأرواح ودمار العمران فحسب، بل هو حقبة تسرق من أعمار شبابنا، خسائر مالية كانت الأجدى والأحرى بها أن تصرف لدعم اقتصاد البلاد ونموه، والاستثمار في عقول ابناءها.
تزهق الحرب أرواحاً وتسرق رونق أرواح حية أخرى.
دفع الكثير من شبابنا الليبي حياته وأمانه ووقته، ولم يدخر جهداً، إلا أن الضريبة الأكبر فنراها في عيون أمهاتهم اللاتي وهبن فلذة أكبادهن في سبيل آمن وسلام البلاد.
مات شبابنا وقد اصبح أرقاماً في كتب التاريخ، صوراً في الشوارع والمتحاف والاضرحة، قدموا ما استطاعوا للبلاد وقد تركوا لنا بقية الطريق لنكمله، لكن أمهاتنا لازلن يعشن بحسرتهن ومختنقات بحزنهن على أبنائهن الذي ماتوا واستشهدوا في الحرب، يمارسن حياتهن ومهامهن كأن شيء لم يكن، أو وكأنهن قد منحن من الله بهبة-ابنائهن- ومن ثم أرجعنا لله كهبة للوطن.
تقص السيدة فاطمة فرج علي المنفي ام الشهيد عون حامد الشهيبي- لوكالة اخبار ليبيا 24 التفاصيل التي آلمتها ولا تزال تفعل- عن استشهاد ابنها فرج المنفي.
حيث تذكر السيدة فاطمة أنها تلقت خبر استشهاد ابنها عون وذلك بعد شهر رمضان، حيث كانت في انتظاره في مدينة طبرق مع عائلتها، ليأتي لاصطحابها صباحاً إلى أن انتظارها له قد طال، ولأن حدس الأم لا يخطئ فقد تلقت بعد ذلك خبر استشهاد ابنها عون الشهيبي، فقد ذكر لها أنه قد قتل على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
لينقل جثمان الشهيد صباح اليوم التالي إلى مجمع “العريش” حيث قتل في منطقة الحيلة كما ذكرت والدته.
إن الشهيد عون حامد الشهيبي مواليد 1988 هو رجل عسكري تابع لكتيبة عمر المختار. فقد حياته واستشهد في الأسبوع الأخير من اقباله على الزواج كما ذكرت والدته.
في تلك الفترة كانت التنظيمات الإرهابية المسماة بداعش، قد اعلنت سيطرتها التامة على مدينة درنة بما فيها، حيث تذكر السيدة فاطمة أنه وبعد خسارتها لابنها الشهيد عون حامد الشهيبي، قد بدأت بالقلق وبشكل جدي على ابنيها الآخرين واللذان يتبعان أيضا لإحدى الكتائب العسرية، ومنذ ذلك الحين وحتى تحرير درنة لم تقدم السيدة فاطمة على الرجوع لبيتها.
إلى أن تم تحرير مدينة درنة أخيراً من سطوة جماعات داعش الإرهابية، لتعود السيدة فاطمة المنفي رفقة ما تبقى لها من عائلتها، لبيتها التي قد هجرته مرغمة، لتجده آنذاك مستباحا منهوباً، فاقدة لكل ماهو ثمين.
بكت أم الشهيد عون كثيراً، بكت عون وبكت احزانها التي بدى أنها لم تلتأم قط، بكت بيتها وذكرياتها التي سرقت، تقف السيدة فاطمة المنفي بحزن وقلة حيلة، وضغينة ربما لن تنفس عنها البتة، داعية الله أن يتغمد روح ابنها الشهيد عون الشهيبي، وأن يأخذ بحقه، داعية وراجية ألا تكون روح بطلها وشهيدها قد ازهقت باطلاً ودون جدوى، متمنية أن تتحسن الأوضاع في البلاد ويستقر أمنها قريباً.