الأخبارسفر وسياحةوثائقي

مدينة طلميثة… معالم أثرية شاهدة على التاريخ

أخبار ليبيا 24

جزر ميناء مدينة طلميثة, وهي جزر صخرية صغيرة لاتبعد عن ساحل المدينة سوى عشرات الأمتار، ويعتقد الباحثون أن هذه الجزر كانت جزءا من اليابسة، مشيرين إلى استغلالها كمحاجر للحصول على الحجارة اللازمة للإنشات والبناء, فيما لاتزال أثار قص الصخور ظاهرة إلى اليوم .

وتشير بعض الدراسات إلى أن ميناء مدينة طلميثة القديم يبدأ عند هذه الجزر, وهو ميناء تاريخي اشتهر بتصدير نبات “السلفيوم” إلى بلاد الأغريق والرومان في العصور القديمة.

وفي دراسة أشرف عليها العالم الأنجليزي “جون ليتل” عام 1972 برعاية جمعية الدراسات الليبية, أتضح أن هناك حاجز أصطناعي من الصخور بين الجزيرتين, كما ظهرت نتيجة للتغيرات الرملية بقايا رصيف حجري يربط الجزيرة الغربية باليابسة, تحت “الخليج الصغير” الذي يتواجد به اليوم ميناء صغير لقوارب الصيد.

ميناء مدينة طلميثة

جزيرة الميناء الغربية

جزيرة الميناء الشرقية

كانت جزر ميناء طلميثة عبارة عن محاجر قديمة ومتصلة باليابسة
كانت جزر ميناء طلميثة عبارة عن محاجر قديمة ومتصلة باليابسة
جزيرة الميناء الغربية في طلميثة
جزيرة الميناء الغربية في طلميثة
بقايا ميناء طلميثة التاريخي مغمورة بالمياه
بقايا ميناء طلميثة التاريخي مغمورة بالمياه

ميدان صهاريج المياه “الفورم”

تتوسط هذه الصهاريج المنطقة الأثرية وعددها 15 خزان موازية ومتضادة لبعضها البعض ولها أسقف معقودة، وتعتبر هذه الصهاريج نمودجاً فريداً علي كيفية تخزين المياه، وتصل المياه إلى هذه الخزنات من الأودية المجاورة مثل وادي زاوية ووادي الزير ووادي جبون، زودت هذه الأودية بقناطير لإيصال المياه إلى الخزنات، وكيفية وصول الماء إليها في قديم الزمان حيث تصب المياه من وادي (الملكة)عن طريق حواجز صخرية مغلفة ويطلق عليها اسم (الساقية) وتصب هذه المياه في هذه الخزانات الكبيرة التي يطلق عليها (مرصاصات بتوليمايس).

ميدان صهاريج المياه

توجد منصة أثرية  تقع في الواجهة الشمالية لساحة صهاريج المياه ويعتقد أن هذه المنصة المبنية من الحجارة المصقولة والأعمدة كانت عبارة عن منصة للخطابة فيما يرى بعض الباحثين أنه ربما كانت معبدا قديما.

يصف الرحالة “جان ريمون باشو” الذي زار المدينة عام 1824، هذه الأثار بـ “البروناوس” وهو البناء الذي يشيد عادة عند مدخل المعابد القديمة، ويفترض “باشو” أنها متصلة بمعبد روماني قديم، فيما لم تكشف الحفريات الحديثة عن وجود أي معبد متصل بهذه الواجهة ولازال هناك فرضيات كثيرة لهذا القسم من ساحة الصهاريج ويميل أغلب الباحثين إلى تعريفها كمنصة خاصة بالسوق أو “الفورم” الذي كان يقام على الميدان.

 

ساحة الفورم ,تحتها صهاريج المياه

ساحة الفورم ,تحتها صهاريج المياه

ساحة الفورم وفتحات صهاريج المياه
ساحة الفورم وفتحات صهاريج المياه
المنصة الأثرية عند صهاريج المياه
المنصة الأثرية عند صهاريج المياه

تقع أقصى غرب المدينة الأثرية بوابة كبيرة بنيت من الحجارة المصقولة تعرف باسم “بوابة توكره”، وعرفت بهذا الاسم بسبب موقعها في اتجاه مدينة توكره التاريخية القريبة.

“بوابة توكره” مكونة من برجين مشيدين على الطراز البلطمي المصري وتشكل تلك البوابة المدخل الرئيسي للمدينة، ويرجح العلماء أن هذه البوابة بنيت خلال الفترة “الهلنستية” في القرن الثالث قبل الميلاد.

بوابة توكره
بوابة توكره
بوابة توكره
بوابة توكره
بوابة توكره
بوابة توكره
احد أبراج بوابة توكره
احد أبراج بوابة توكره

الضريح الملكي

يقع الضريح عند مدخل المدينة الحديثة ويبعد عن مدينة طلميثة الأثرية مئات الأمتار ويعرف هذا الضريح الأثري بالضريح الملكي أو الضريح “الهلنستي”.

شيد هذا الضريح أعلى صخرة قرب الشاطئ بالقرب من محاجر قديمة، ويحتوي على طابقين وقسم الطابق الأرضي إلى عشرة أقبية جنائزية، ولم يكتشف أي بناء مشابه معماريا لهذا الضريح في الإقليم مما يجعله واحدا من أكثر المعالم الأثرية تميزا في ليبيا.

هذا الضريح يتشابه مع العديد من الأبنية المصرية ويرجع تاريخ إنشائه للعصر البلطمي في برقة والذي استمر من القرن الثالث للميلاد وحتى سيطرة الرومان على الإقليم في القرن الأول للميلاد.

وتوجد بعض المصطبات الحجرية الشبيهة بقاعدة الضريح وسط المحجر القريب والذي يقع إلى الغرب وهذا الأمر دعا بعض الباحثين إلى افتراض وجود أضرحة مشابهة في المكان انهارت واندثرت مع الزمن، إلا أن بعض الدارسين يستبعدون ذلك فلا يوجد أي بقايا أثرية لتلك الأضرحة يمكن بها تعزيز هذه الفرضية.

الضريح الملكي

الضريح الملكي
الضريح الملكي من أعلى

الضريح الملكي

4
توجد بعض المصطبات الحجرية الشبيهة بقاعدة الضريح وسط المحجر القريب

الضريح الملكي

طلميثة اليوم:

قرية صغيرة هادئة على ضفاف البحر المتوسط، ذات كثافة سكانية منخفضة، تضم مرفأ صغير يشغله بعض الصيادين، وبها بعض المحال التجارية، ومرافق الخدمات العامة، أما المدينة الأثرية الواقعة جنوباً فقد كشفت الحفريات وأعمال التنقيب فيها عن نحو 43 معلماً أثرياً، من قلاع ومنازل ومبان عامة، والحصون التي شيدت للدفاع عن المدينة خلال نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس للميلاد، تظهر على مساحة 1450 × 1700 متراً، ويلاحظ ندرة وجود المعابد التي يبدو أنها تحولت إلى استخدامات أخرى، أو دفنت إثر الزلازل التي ضربت المنطقة، ويلاحظ انتشار القلاع والصون مشيدة خلال القرنين الرابع والخامس للميلاد.

طلميثة الحديثة
طلميثة الحديثة

كما تضم المدينة متحف يضم أهم الآثار المكتشفة في المدينة، فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية أساسات عدد كبير من المباني، مايؤكد أن أجزاء واسعة من المدينة لاتزال مدفونة تحت الرمال، كما أن الدراسات متواصلة للكشف عن استخدامات المبان، بيد أن المعالم المكتشفة تفي بإعطاء لمحة عن تاريخ المدينة.

متحف طلميثة

يضم متحف طلميثة الكثير من المنحوتات والفسيفساء التي تم العثور عليها في ركام المدينة رغم أن التنقيب لم يشمل إلا حوالي 10 بالمئة من مساحة المدينة الأثرية .

متحف طلميثة
متحف طلميثة
فسيفساء رأس ميدوزا - متحف طلميثة
فسيفساء رأس ميدوزا – متحف طلميثة

توجد في متحف طلميثة فسيفساء تمثل “أورفيوس” وهو كاتب وموسيقي أسطوري إغريقي ونبي في الديانة اليونانية القديمة وفي الميثولوجيا الإغريقية، ويظهر فيها وهو يعزف على قيثارته وحوله الوحوش والحيوانات والطيور تصغي إليه، ويعتقد أنها ترجع إلى أواخر القرن الرابع الميلادي أو أوائل القرن الخامس الميلادي – متحف مدينة طلميثة الأثري .

فسيفساء أورفيوس
فسيفساء أورفيوس
فسيفساء أورفيوس
متحف طلميثة

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى